
كيف شكّل إسحاق أسيموف عالم الروبوتات واستكشاف الفضاء وتنبأ بالإنترنت
يحاول بعض المستقبليين استشراف المستقبل، بينما يسعى آخرون إلى تشكيله. لكن المؤلف الغزير الإنتاج في أدب الخيال العلمي وعالم الكيمياء الحيوية إسحاق أسيموف فعل الأمرين معًا.
لم يكتفِ أسيموف بابتكار كلمة «الروبوتات» (Robotics)، بل إن «القوانين الثلاثة للروبوتات» التي صاغها لأول مرة ضمن قصة قصيرة عام 1942، تركت تأثيرًا هائلًا في تشكيل طريقة تفكير الناس بشأن تطوّر الذكاء الاصطناعي ومجال الروبوتات نفسه.
وبعيدًا عن الميادين العلمية، ألهمت كتابات أسيموف العديدة عددًا من الأفلام الشهيرة مثل (الرجل ذو القرنين) Bicentennial Man و(أنا، روبوت) I, Robot. كما تُظهر صفحته على موقع IMDb مساهماته في العديد من المسلسلات التلفزيونية طوال حياته، بالإضافة إلى عدد من الاعتمادات الكتابية بعد وفاته.
وربما كان الأدهش من ذلك كله هو دقة العديد من تنبؤات أسيموف حول الإنترنت وشكل العالم في هذا العقد، خصوصًا تلك التي وردت في مقال شهير نشرته صحيفة نيويورك تايمز عام 1964، حيث تصوّر الحياة في عام 2014.
فيما يلي بعض من أكثر تنبؤاته دقة:
عن الروبوتات
«لن تكون الروبوتات شائعة أو متطورة جدًا في عام 2014، لكنها ستكون موجودة».
«سيُبذل جهد كبير في تصميم مركبات ذات «عقول روبوتية» – مركبات يمكن ضبطها للوصول إلى وجهات معينة، لتسير إليها دون تدخل من ردود الأفعال البطيئة للسائق البشري».
عن الفضاء
«بحلول عام 2014، ستكون المركبات غير المأهولة فقط قد هبطت على المريخ، لكن بعثة مأهولة ستكون قيد الإعداد».
«سيكون من الممكن إجراء أي عدد من المحادثات المتزامنة بين الأرض والقمر باستخدام أشعة الليزر المُعدّلة، والتي يسهل التحكم بها في الفضاء».
عن الجنس البشري
«لن ينعم جميع سكان العالم بكامل مزايا عالم المستقبل المليء بالأدوات. بل سيكون هناك قطاع أكبر من اليوم محرومًا منها، وحتى لو كانت أوضاعهم المادية أفضل من أوضاع اليوم، فإنهم سيكونون أكثر تخلّفًا نسبيًا مقارنة بالمناطق المتقدمة من العالم».
«سيعاني البشر بشدة من مرض الملل، وهو مرض يزداد انتشارًا وشدة عامًا بعد عام. وسيكون لذلك عواقب نفسية وعاطفية واجتماعية خطيرة. وأجرؤ على القول بأن الطب النفسي سيكون إلى حد بعيد التخصص الطبي الأهم في عام 2014. أما القلة المحظوظة القادرة على الانخراط في أي عمل إبداعي، فستكون هي النخبة الحقيقية للبشرية، لأنها وحدها ستفعل أكثر من مجرد خدمة الآلة».
عن الطاقة الشمسية
«ستكون هناك محطات طاقة شمسية كبيرة تعمل في عدد من المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية – مثل أريزونا، والنقب، وكازاخستان. أما في المناطق الأكثر اكتظاظًا بالسكان، ولكن الملبدة بالغيوم والمليئة بالضباب والدخان، فستكون الطاقة الشمسية أقل عملية».
عندما تصبح لاحقًا الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية
«ستصبح الاتصالات بصرية-صوتية، وسترى الشخص الذي تتحدث معه هاتفيًا كما تسمعه. ويمكن استخدام الشاشة ليس فقط لرؤية الأشخاص الذين تتصل بهم، بل أيضًا لدراسة الوثائق والصور وقراءة مقتطفات من الكتب».
عن الطعام
«سيتم تخزين وجبات الغداء والعشاء الكاملة، نصف الجاهزة، في المجمد حتى يحين وقت إعدادها. وأظن أنه حتى في عام 2014، سيكون من المستحسن الاحتفاظ بركن صغير في المطبخ لتحضير وجبات فردية يدويًا، خاصة عند استقبال الضيوف».
عن الإنترنت
ظهرت تصريحات أخرى ملحوظة ونبوئية لأسيموف خلال مقابلة عام 1988 مع الصحفي الأمريكي بيل مويرز:
«بمجرد أن تصبح لدينا منافذ حاسوبية في كل منزل، متصلة بمكتبات ضخمة، يمكنك أن تطرح أي سؤال وتتلقى الإجابات، وأن تبحث عن أي معلومة تهمك، مهما بدت تافهة لشخص آخر».
«الآن، مع الكمبيوتر، أصبح من الممكن إقامة علاقة فردية مع الجماهير: يمكن لكل شخص أن يكون له معلم في شكل الوصول إلى المعرفة المجمّعة للبشرية».
«هناك عنصر أساسي وهو شاشة لعرض الأشياء، وعنصر آخر أساسي هو آلية طباعة يمكن أن تطبع لك ما تريد. وسيكون عليك امتلاك لوحة مفاتيح لطرح أسئلتك، وإن كنت أفضل أن أرى واحدة تعمل بالصوت».
المصدر:
عدد التحميلات: 0