المواطنة الرقمية ترف فكري أم ضرورة؟!الباب: مقالات الكتاب
د. محمد شوقي شلتوت أستاذ تكنولوجيا التعليم المساعد ومدير مركز التعلم الإلكتروني بكليات الشرق العربي للدراسات العليا السعودية واستشاري التعليم الإلكتروني والفنون البصرية |
في عام 2001 حدد مارك برينكسي Mark Prensky بأحد مقالته مستخدمي التكنولوجيا، وقسمهم إلى "المواطنين الرقميين" و"المهاجرين الرقميين" حيث عرف المواطنين الرقميين بأنهم أشخاص يافعون ترعرعوا حول التقنيات الرقمية، حيث إنهم يفهمون التكنولوجيا بالفطرة، أما المهاجرون الرقميون فهم الجديدون على الوسط التكنولوجي من جهة والمسحورون به، ولكن لم ينشأوا مع التقنيات الرقمية، وانطلاقًا مما حدده مارك في مقاله، نجد أننا أمام مجتمع جديد ليس تقليديًّا؛ إنما هو مجتمع رقمي أفرزته التطور السريع للتكنولوجيا، حيث أصبحت الحاجة ملحة إلى ظهور نمط حياة، يتعلم فيه كل مشارك بهذا المجتمع ما هي السلوكيات الملائمة وغير الملائمة بهذا المجتمع الرقمي.
لذلك ظهر لنا مصطلح المواطنة الرقمية كنمط حياة لاكتشاف الحواجز والحدود، التي يجب أن تحترم في التعامل مع التقنيات الرقمية، واستيعاب الآثار المحتملة على أنفسهم وعلى الآخرين أيضًا، حيث عرف الكثير من المهتمين بمصطلح المواطنة الرقمية بأنها القواعد والأفكار والمبادئ في استخدام التكنولوجيا، التي يحتاجها الصغار والكبار للمساهمة في رقي الوطن، وتوجيه ما ينفعنا من التقنيات الحديثة والحماية من أخطارها، أو هي التعامل الذكي مع التكنولوجيا.
وإذا قمنا بسؤال أنفسنا لماذا المواطنة الرقمية مهمة للأفراد؟ سنجد الإجابة أنها مهمة وتتمحور أهميتها في جعل المشاركين في المجتمع الرقمي لهم دور فعال وإيجابي لأنفسهم وللآخرين من حولهم، وليتحقق ذلك يجب أن نفهم جيدًا أساسيات المواطنة الرقمية ومكوناتها لنحقق هذا.
حيث تتكون المواطنة الرقمية من تسع عناصر، تعمل كقاعدة لاستخدام التكنولوجيا بشكل ملائم، وتشكل الأساس الذي يقوم عليه المجتمع الرقمي، الذي يوفر طريق ممهد لكل مستخدم من مستخدمي التكنلوجيا، على فهم ما هو ملائم وما هو غير ملائم، وقد قمت بإظهار العناصر التسعة بشكل أنفوجرافيك حتى تكون بشكل أكثر تبسيط لفهمه كما بالشكل .
وإذا نظرنا عن قرب إلى كل عنصر من عناصر المواطنة الرقمية وقمنا بتعريفه بشكل سريع، لأدركنا مدي أهميته بالنسبة لكل شخص يشارك في المجتمع الرقمي، ويتعامل مع التكنولوجيا، وتعرفنا أن المواطنة الرقمية نمط حياة مهم جدًّا ولو بدأنا.
بالعنصر الأول:
الوصول الرقمي، وهي "المشاركة الإلكترونية الكاملة في المجتمع"، بمعني أن كل فرد لديه ما يؤهله من تكنولوجيا لمشاركة الكاملة في المجتمع الرقمي بشكل كامل بدون عائق وبطريقة صحيحة.
العنصر الثاني:
التجارة الرقمية، فهي "شراء وبيع البضائع على الإنترنت"، حيث يقوم الجميع الآن بالشراء والبيع والتبادل على الانترنت، ولكن بدون وعي والوقوع في علميات احتيال كثيرة، ولذلك التجارة الإلكترونية تساعد على معالجة كل هذه الأمور بشكل صحيح.
العنصر الثالث:
الاتصال الرقمي فهو "التبادل الإلكتروني للمعلومات"، وهو يساعد على فهم ما يجب، تبادله وما لا يجب حتى نقع تحت طائلة القانون.
العنصر الرابع:
الثقافة الرقمية، فهو "القدرة على استخدام التكنولوجيا الرقمية، ومعرفة متى استخدامها".
العنصر الخامس:
قواعد السلوك الرقمي فهي "معايير للسلوك أو الإجراءات المتوقعة من قبل مستخدمي التكنولوجيا الرقمية".
العنصر السادس:
القانون الرقمي، فهي "الحقوق والقيود القانونية، التي تحكم الاستخدام التقني"
العنصر السابع:
الحقوق والمسؤوليات الرقمية، فهي "المتطلبات والحريات الممتدة لجميع مستخدمي التكنولوجيا الرقمية والتوقعات السلوكية".
العنصر الثامن:
الصحة والرفاهية الرقمية، هي "عناصر الهيئة الجسدية والنفسية لبنية الجسم المتعلقة باستخدام التكنولوجيا الرقمية".
العنصر التاسع:
الأمن الرقمي، هي "الاحتياطات التي يجب أن يتخذها جميع مستخدمي التكنولوجيا لضمان سلامتهم الشخصية وأمن شبكتهم".
وفي النهاية بعد هذا العرض أترك للقاري أن يحدد ويجيب على هذا السؤال: هل المواطنة الرقمية ترف فكري أم ضرورة؟!
وللحديث بقية إذا كان في العمر بقية.
تغريد
التعليقات 1
مقال رائع دكتور محمد المواطنة الرقمية بات ضرورة اكثر من اي وقت مضى
اكتب تعليقك