«كلمة» تصدر كتاب «قصة 7 عناصر» للكاتب إريك شيري بالعربية
فكر – أبوظبي:
في إطار الاستعداد لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب 27 أبريل/نيسان - 3 مايو/أيار 2016، أصدر مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة كتاب "قصة 7 عناصر" للكاتب إريك شيري ونقله للعربية ترجمة عمر سعيد الأيوبي.
يروي كتاب "قصة 7 عناصر" كيف اكتّشفت العناصر السبعة الأخيرة الواقعة بين الهيدروجين واليورانيوم – وهي التكنيتيوم، والبروميثيوم، والهفنيوم، والرينيوم، والأستاتين، والفرانسيوم، والبروتكتينيوم.
وقد بذل الكيميائيون جهوداً مضنية استغرقت عقوداً من الزمن لعزل كل منها، ويرجع ذلك إلى ندرتها، أو قصر نطاق عمرها، أو ميلها للانجذاب إلى عناصر مماثلة لها.
يصف شيري كل هذه التجارب المخبرية والمحاولات المضنية باقتدار، لكن يوجد في صُلب قصّته فوضى الجانب الإنساني للعلم وكيف أثّر ذلك على الجدول الدوري الذي نقرّه جميعاً.
تشابكت الأنا، والوطنية، وفي بعض الأحيان الحظّ العاثر لتؤثّر فيمن يُنسب إليهم فضل اكتشاف العناصر. وتبيّن أحياناً أن أوائل المدّعين بالاكتشاف كانوا مخطئين. وفي أحيان أخرى، أعاد منظور نصف قرن من الزمن إلى حدٍّ ما أحقّية أحد الادّعاءات على ادّعاء آخر. ومع أن الجدول الدوري يظهر معلّقاً في قاعات المحاضرات بشكل لا يقبل الجدل، فإن قصص هذه العناصر السبعة تظهر مقدار الميوعة التي يمكن أن يتّسم بها في بعض الأحيان.
يُعتقد عادة أن مدلييف أول من جاء بالجدول الدوري، لكن شيري يظهر كيف يمكن أن يبيّن التاريخ أو يوضح ماذا حدث بالفعل. فباستطاعة علماء مثل إميل شانكورتوا، ووليام أُدلنغ، وجوليوس لوثر ماير الادّعاء بأنهم ابتكروا النظام الدوري في أواسط القرن التاسع عشر، رغم أن بعضهم كان أوضح من بعض. ومع ذلك فإن شيري يبيّن أن شهرة مندلييف تستند إلى الظروف بقدر ما تستند إلى صلاحية جدوله وتوقّعاته بشأن العناصر غير المكتشفة.
بعد هذا التاريخ المكثّف للجدول الدوري، يولي شيري اهتمامه لهذه العناصر الرمزية السبعة، ويخصّص لكل منها فصلاً بترتيب اكتشافها.
وعلى نحو الربع الأول من الكتاب، تقسّم هذه الفصول إلى أقسام فرعية تتعامل مع فرد معيّن أو حادثة ما.
ويوضح شيري كل التعقيدات المصاحبة لاكتشاف كل عنصر، مع أن هذه الإيضاحات تجعل الرواية تبدو مفكّكة بعض الشيء، وهو أمر كان في وسع شيري أن يتلافاه لو خصّص مزيداً من الحيّز لرواية قصّته، لكنّه آثر الإيجاز غير المخلّ والإطناب غير المملّ.
على الرغم من ذلك، فإن القصص التي يوردها رائعة. ثمة شكوى شائعة بأن "الكيمياء مملّة"، لكن شيري يصف الجانب الإنساني في هذه الاكتشافات ويجهلها أكثر إثارة للاهتمام بكثير. ويمكننا أن نأخذ الخلاف الذي نشأ بشأن اكتشاف العنصر 72، الذي يسمّى الآن هفنيوم، وهو ما وصفه شيري بأنه "أحد أسوأ الخلافات على الأسبقية في القرن العشرين وأشدّها مرارة".
كان هذا العنصر من العناصر التي توقّع مندلييف وجودها بوضع فجوة في جدوله الدوري الذي نشره في سنة 1869. وفي سنة 1911 أعلن كيميائي فرنسي وخبير في الأتربة النادرة يدعى جورج أوربان أنه عزل العنصر، وأسماه سلتيوم. غير أن طريقة لاختبار العناصر بالأشعة السينية طوّرت حديثاً أعطت نتائج متضاربة بشأن صحة الاكتشاف.
ومن الأمور الممتعة في الكتاب تقديم الاستخدامات الحديثة لكل من العناصر السبعة المكتشفة. على سبيل المثال، لمرّكب بوريد الرينيوم من الصلابة ما يكفي لقطع الماس، في حين يستخدم التكنيتيوم في التصوير الطبي. وتقدّم كل الأقسام مراجع مفيدة للقراء الذين لديهم شغف التوسّع في بحث هذه العناصر.
إريك شيري كيميائي، وكاتب، وفيلسوف في العلم. يعمل محاضراً في جامعة كاليفورنيا – لوس أنجلس، وهو مؤسس ومحرّر مجلة "فونديشن أُف كمِستري"، وهي دورية عالمية تنشر مقالات محكّمة. كما أنه مرجع عالمي في تاريخ الجدول الدوري، وفلسفته. لديه العديد من المؤلّفات في هذا المجال ومجالات ذات صلة، من أهمها: "قصة النظام الدوري: تطوره وأهميّته، 2007".
المترجم عمر الأيوبي يعمل في الترجمة والتحرير منذ أكثر من خمس وعشريـن سنة. ترجـم عدداً من الكتب نُشر بعضها ضمن منشورات «كلمة» مثـل: «الاســتراتيجية التنافسـية: أساليـب تحـليـل الصناعات والمنافسـين» لمايكل بورتر، و«خرافة التنمية: الاقتصادات غير القابلة للحياة في القرن الحادي والعشرين» لأزوالدو دي ريفيرو، و«ملفات المستقبل: موجز في تاريخ السنوات الخمسين المقبلة» لرتشــارد واطسون، و«فن الحدائق الإسلامية» لإيما كلارك.
تغريد
اكتب تعليقك