مصادر تاريخ المسلمين في شبه القارة الهندية

نشر بتاريخ: 2024-11-10

المحرر الثقافي:

الكتاب: "مصادر تاريخ المسلمين في شبه القارة الهندية: الهند، باكستان، أفغانستان، بنغلادش، وكشمير"

المؤلف: أحمد الجوارنه

الناشر: دار الخليج للنشر والتوزيع

تاريخ النشر: 2024

رغم أنّ الفتح الإسلامي لشبه القارة الهندية، أو القريبة منها، حدثَ في زمنٍ مُبكِّر من القرن الأول الهجري، إلّا أنّ المصادر التاريخية التي تُضيء تلك الفترة ما زالت غير متناوَلة بالدَّرس الدقيق. وهذا ما يسعى إلى رصده الباحث الأردني أحمد الجوارنه، في كتابه الصادر عن "دار الخليج للنشر والتوزيع"، بعنوان "مصادر تاريخ المسلمين في شبه القارة الهندية: الهند، باكستان، أفغانستان، بنغلادش، وكشمير".

تأتي أهمية الكتاب، كون الحضور الإسلامي في شبه القارة لا يقتصر على تلك الفترة الأولى، بل يمتدّ ليشمل قروناً متأخّرة، كما يشمل أيضاً عائلات مُسلمة حكمت البلاد، سواء كانت عربية أو أفغانية أو مملوكية تركية أو مغولية. وهذا ما يُعطي البحث ثراءً وتنوّعاً حضارياً، فضلاً عن تعدد الآداب والفنون والألسنة (العربية والفارسية والأوردية وغيرها) التي انتشرت في تلك الحِقَب. 

وينفتح الكتاب على مروحة من المصادر العربية والهندية، وكذلك الرحلات الأوروبية التي لعبت دوراً مرجِعياً أيضاً، خاصة أنّ تلك الرحلات جاءت كمقدّمات استعمارية، للأطماع الأوروبية باكتشاف أراضٍ جديدة.

بدورها تطالعُنا التواريخ الإسلامية الأولى عن الهند، والتي كتبها مؤرّخون مثل البيهقي والبيروني والعتبي، قبل أن ننتقل إلى أسماء علماء آخرين، من فترات لاحقة مثل السرهندي صاحب "تاريخ مبارك شاهي"، و"ظفر نامه" لعلي يزدي، و"لب التواريخ" للقزويني، و"روضة الصفا في تاريخ الأنبياء والملوك والخلفاء" لخوند مير، و"أكبر نامه" لأبي الفضل الناكوري، و"إقبال نامه جهانكيري" لمعتمد خان، و"باد شاه نامه" للأكبر آبادي، و"عبرت نامه" للاهوري، بالإضافة إلى رحلة ابن بطوطة الشهيرة "تحفة النظّار"، وغيرها.

كما يُشير الباحث إلى عمل المؤرّخ والرحالة الإنكليزي هنري إليوت، الذي عمل في شركة الهند الشرقية لعشرين عاماً، ووضع كتابين موسوعيين في هذا السياق، هُما: "الفهرست البيبليوغرافي للمؤرّخين المُسلمين في الهند: تاريخ عام" في أربعة مجلّدات، ويبدأ من الفتح الإسلامي حتى عصر الحكّام من الأُسرة التيمورية، و"تاريخ الهند كما رواه مؤرّخوها"، ويقع في ثمانية مجلّدات، صدرت في لندن بين عامَي 1869 و1877.

يُذكر أنّ المصادر التي يتضمّنها كتاب الجوارنه، لا تقتصر على الأحداث التاريخية فحسب، بل تشمل بطبيعة الحال الأوصاف الجغرافية في البلاد، وطبيعة الحُكم والسياسة والعادات الدينية والاجتماعية.


عدد القراء: 959

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-