قصيدة النثر العابرة.. دراسة في العبور الاجناسي
المحرر الثقافي:
الكتاب: "قصيدة النثر العابرة دراسة في مطولات منصف الوهايبي وقصائد أخر"
المؤلف: د. نادية هناوي
الناشر: دار غيداء الأردنية
سنة النشر: 2024
صدر حديثاً عن «دار غيداء» الأردنية كتاب بعنوان: (قصيدة النثر العابرة دراسة في مطولات منصف الوهايبي وقصائد أخر) للدكتورة نادية هناوي، وترى المؤلفة في كتابها أن الاستمرارية في الثبوت الاجناسي هي أهم مؤشر على ما للجنس الأدبي من وحدة وترابط وخصوصية. وتصف المؤلفة المطولات الشعرية بأنها (قصائد لها شكل ملحمي يتألف من عشرات أو مئات السطور الشعرية، وتستعمل فيها تنويعات النظم العمودية والتفعيلية والنثرية، وتوظف فيها مختلف الضمائر السردية والتقانات الفنية. وقد تبدو كتابة المطولات الشعرية قليلة كونها مقصورة في الغالب على الشعراء الكبار مثل ت. س. اليوت في (الأرض اليباب) ورامبو في (فصل في الجحيم). وما تؤكده أن المطولة الشعرية اشتغالات فنية وصفية وليست تصنيفية وهي تكتب لأجل أن تلبي حاجات نفسية تتعلق بالبوح والإفضاء والاسترسال في التفريع والتفصيل. وهي أيضاً لا تُكتب إلا على خلفية همّ نفسي أو موضوعي فيه الشاعر مفكر، أي صاحب قضية فكرية يستغرق في تأملها ويغوص في أبعادها بحثاً عن تجليات أو رؤى تحقق له مراميه وتبلغه مقاصده.. ولهذا لا يقدر عليها إلا من أوتي قدرة على إطالة النفس في نظم الشعر.
وعن أهمية قصيدة النثر، تقول (إنها أكثر الأجناس الأدبية قدرة على كشف ممكنات الشاعر الفنية وقدراته الفكرية في التعبير عن خلجات روحه وكوامن وعيه الممكن والقائم بسبب ما فيها من المرونة في تطبيق قوانين الشعر وقواعده وتضفي حيوية على شروط الشعر البنائية، متحررة دلالياً ومنعتقة عروضياً بحثاً عما في اللغة من جديد، به يتمكن الشاعر من القبض على بعض فكره فيها. وهو ما أتقن منصف الوهايبي استعماله، مستأنساً في هذا كله بريلكه وسعدي يوسف ومحمد بنيس)
ويتضمن الكتاب ثلاثة فصول مع مقدمة وخاتمة وملحق، ومما جاء في غلافه الأمامي (العبور الاجناسي مفهوم نقدي يصف دلالة الوضع المزدوج أو متعدد الميكانيزمات ومتنوع الأنساق في ما تشتمل عليه قصيدة النثر من مواصفات وامتيازات، تجعلها الجنس الشعري الوحيد الذي يتمتع بالقابلية على عبور أجناس الشعر وأنواعه وأشكاله الأخرى الموزونة منها وغير الموزونة. ويبدأ أولاً بالقابلية على الجمع والاحتواء وينتهي آخرا بالاستجابة الطوعية للاستحواذ بقوة ما في قصيدة النثر من صفات وقدرات، ورصانة ما في قالبها من امتيازات. فالعبور عملية انتقالية وليست تشاركية أو تبادلية، إذ أن فيها عابراً/ غالباً، ومعبوراً عليه/ مغلوباً. وكل ذلك يجري بصورة طبيعية أي من دون أي انتهاك أو تدخل طرف أو أطراف، وإنما هو تجريب يمارسه المبدع في إطار القالب التجنيسي، العمودي أو التفعيلي، وغايته اكتشاف ما في هذا القالب من متاحات التمثيل وإمكانيات التطوير، فيمعن النظر في التقانات والأساليب والكيفيات، ويحاول توظيفها لا بقصد إثبات العبور، وإنما بقصد الوقوع على طريقة ناجزة أو سلوك مذهب ناجع في التعبير الأمثل عن مكنونات وعيه ومقتضيات شعوره الذاتي).
تغريد
اكتب تعليقك