بعد 60 عامًا صدور أعمال الأديب الجزائري حوحو
فكر – الرياض:
صدرت أعمال الأديب الجزائري أحمد رضا حوحو (1911-1955) بعد مرور أكثر من ستين عامًا على وفاته، حيث قررت المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية بالجزائر بعد أن جمعت كل إبداعاته الأدبية المتنوعة إصدارها بإشراف وإعداد بشير متيجة والطيب ولد لعروسي.
والأعمال الكاملة لحوحو جاءت في مجلدين ضمّا روايته «غادة أم القرى»، ومجموعاته القصصية، وكتاباته في الحجاز، ومقالاته، ومسرحياته.
ويتميّز هذا الأديب الجزائري الذي ولد بمنطقة الزاب في سيدي عقبة بالجنوب الجزائري، بمسيرته الحافلة بالإبداع، وبتنقله عبر العديد من مناطق الجزائر وخارجها نتيجة ظروف عاشتها أسرته، بدأت بانتقاله إلى مدينة سكيكدة في الساحل الشمالي للجزائر، حيث أكمل دراسته الإعدادية باللغة الفرنسية، وبمجرد حصوله على «شهادة الأهلية» عاد إلى مسقط رأسه، وعمل في إدارة البريد والمواصلات.
وكان والده مسؤولاً بمثابة رئيس بلدية، وقد شبّ خلاف بينه وبين «الباشا آغا» المعروف بعمالته للاستعمار الفرنسي، ما أدّى إلى إرغام أسرة حوحو على مغادرة الوطن والانتقال إلى الحجاز سنة 1935.
وفي المدينة المنورة واصل أحمد رضا حوحو تعليمه في معهد العلوم الشرعية، فحصل على شهادة التدريس، وبعد تخرُّجه عمل في حقل التعليم، ثم في البريد والمواصلات، وبدأ منذ 1937 الكتابة في مجلة «الرابطة العربية»، وكذا في مجلة «المنهل».
بدأ أحمد رضا حوحو رحلة الكتابة في السعودية بعمله الروائي الأول "غادة أم القرى" الذي يُعدّ أهمّ أثر أدبي له وبحسب بعض النقّاد، فإنّ موضوع العمل الروائي الذي كتبه حوحو في السعودية ما بين 1935 و1945، يحكي عن المرأة العربية في البيئة الحجازية، ولكنه يصلح أيضًا ليكون موضوعًا لبيئات عربية أخرى.
حين عاد أحمد رضا حوحو إلى الجزائر سنة 1945 عقب وفاة والده، تولّى أعباء الأسرة واستقرّ في مدينة قسنطينة والتحق بالحركة الإصلاحية التي أسّسها الشيخ عبدالحميد بن باديس برفقة الشيخ البشير الإبراهيمي، وكان يكتب باستمرار في مجلة «البصائر»، ثم تولّى رئاسة تحرير جريدة «الشعلة» التي صدر منها 49 عددًا، قبل أن توقفها السلطات الفرنسية مثلما أوقفت «البصائر» و«الشهاب».
ومن الأعمال المميّزة التي كتبها حوحو عقب عودته من الحجاز «حمار الحكيم» الذي طبعه في قسنطينة سنة 1953، واستوحاه من كتاب «حمار الحكيم» لتوفيق الحكيم، وبناه على فكرة أساسها أنّ حمار توفيق الحكيم بأفكاره الفلسفية قد زار الجزائر، واستقبله حوحو بوصفه كاتبًا وأديبًا، وراح يحكي له هموم الشعب الجزائري وهموم مثقفيه.
وفي عام 1955، استشهد أحمد رضا حوحو إلى جانب بعض الشخصيات من الأعيان والمثقفين الذين كان يرى فيهم الفرنسيون خطرًا عليهم، حيث اقتحموا عليهم منازلهم، وإلى اليوم لم يُعثر على جثمانه ولا أحد يعرف كيفية استشهاده، على حدّ ما تذهب إليه كثير من المراجع التاريخية.
تغريد
اكتب تعليقك