«قصة حب إله» نموذجًا لرواية الأسئلة

نشر بتاريخ: 2017-02-08

فكر – المحرر الثقافي:

 

الكتاب: "قصة حب إله"

الكاتب: هيا الحامد

الناشر: ثقافة للنشر والتوزيع

عدد الصفحات: 192 صفحة

 

في روايتها هذه، تحاول الكاتبة هيا الحامد طرح سؤال الدين من داخل النص الروائي، من دون تقويض الخطاب الديني الواضع للحدود والمتاريس بين الدين والأسئلة المنبثقة عنه، وهذا ما يتحقق بشكل جلي في "قصة حب إله" واعتبارها نموذجاً لرواية الأسئلة، بما تتوفر عليه من إمكانات أسلوبية وتفسيرية بلاغية ثرة وخصيبة، في مقاربة النص الديني وتحديد ماهيته، أي في طبيعته التجريدية بما هو قيمة شعورية و(عقائدية) لا تستقيم إلّا بين طرفين (إنسان/إله) تنتهي بالإيمان والخضوع، وهو ما تشير إليه المساحة التي يشغلها الدين وتعبيراته في حياة العالم المرجعي في هذه الرواية ووعي الكاتبة المتقدم والمواكب لأسئلة الكتابة الروائية الجديدة.

- في الوقائع، تحكي الرواية قصة فتاة تدعى مادلينا بولوس ولدت من أب إسباني مسيحي وأم تركية مسلمة، فقدت أمها في عمر الخمس سنوات، وبقيت تتنقل مع والدها بين برشلونة وقرطبة وفالنسيا إلى أن استقرت في مدريد، لأن والدها كان رساماً متجولاً.

كان لمادلينا الحرية في اعتناق الإسلام، حتى أنها كرّست له كل حياتها، دفنت جمالها عن أعين الرجال واختارت العيش كزاهدة. عملت في مركز للدعوة الإسلامية كمتطوعة في أحد الجوامع منذ كانت في السادسة عشرة، فهي اكتفت بتعليمها المدرسي فقط، ولم تلتحق بالجامعة، وعكفت على دراسة اللغة العربية وعلوم الشريعة من خلال عملها وحفظت القرآن كاملاً، أحبت دينها وأصبح هاجسها الدعوة إلى الإسلام.

وكان لمادلينا كشك صغير تبيع به كتبها الإرشادية، حتى جاء ذلك اليوم الذي وقف أمام كشكها رجل كبير في السن، بدا فاحش الثراء من خلال ملابسه وعصاه الذهبية، يسألها عن كتاب الإسلام "القرآن الكريم"، وعن الإسلام؟ عند هذه النقطة تأخذ حياة مادلينا مساراً آخر إذ يتبين أن هذا الرجل هو اسباني مسيحي من عائلة دي فييرا النبيلة الإرستقراطية وله لقب كونت الذي حافظت عليه عائلته سبعة أجيال متتالية. وقد جاء يسأل مادلينا عن ذلك الحلم الذي رأى فيه أناس يرتدون ملابس بيضاء، حتى أقبل إليه أحدهم، يخبره قائلاً: "نحن ننتظرك فأقبل إلينا" وبعد ذلك اختفى!

تتوالى الأحداث في الرواية لينكشف السرد عن جملة من التحديات التي ستواجهها هذه الفتاة الشابة مع عائلة نبيلة لقبتها بالإرهابية المسلمة، والسبب أن الكونت دي فييرا ترك بعد وفاته لعائلته وصية مفادها بأن لا يرث أحد من عائلته قبل أن يتزوجها ابنه!!

وبعد، "قصة إله" دعوة إلى الإيمان في قالب روائي، وبحث في ماهية الله، تجيب من خلالها "هيا الحامد" عن أسئلة الدين والحياة، وتشرح مضمون الدعوة الإسلامية من خلال آيات بينات في القرآن الكريم. سيجد القارئ في الرواية أجوبة عن كثير من المسائل التي لم يجد لها جواباً في كتب أخرى، فاستحقت القراءة.


عدد القراء: 3208

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-