مفكر مصري يكشف سرقة يوسف زيدان لرواياته وبالأدلة
فكر – سحر العلي:
كشف الطبيب والمفكر المصري علاء حمودة عن سرقة الأديب والروائي المصري يوسف زيدان لرواية "عزازيل" التي صدرت عن دار الشروق سنة 2008، والتي تدور أحداثها في القرن الخامس الميلادي ما بين صعيد مصر والإسكندرية وشمال سوريا، عقب تبني الإمبراطورية الرومانية للمسيحية، وما تلا ذلك من صراع مذهبي داخلي بين آباء الكنيسة من ناحية، والمؤمنين الجدد والوثنية المتراجعة من جهة ثانية.
وحصلت الرواية على جائزة "بوكر" العربية سنة 2009، كما حصلت على جائزة "أنوبي" البريطانية لأفضل رواية مترجمة إلى اللغة الإنجليزية سنة 2012.
وبحسب "قناة العربية" يقول حمودة: منذ أثرت موضوع السرقة الأدبية للدكتور يوسف زيدان لروايته "عزازيل" والمنقولة حرفيًا من رواية "أعداء جدد بوجه قديم" منتصف القرن التاسع عشر لتشارلز كينغسلي، والمعروفة بالاسم "هيباتيا"، والجدل يدور حول الموضوع، بالرغم من أنه ليس بجديد ولا من اكتشافي، بل أثير عدة مرات من قبل".
ويضيف الطبيب والأديب المصري: الحقيقة أننا نظلم الدكتور يوسف زيدان لو اتهمناه بسرقة "عزازيل" من "هيباتيا".. فهو في الواقع لم يسرق "هيباتيا" فحسب، بل سرق رواية أخرى تسمى "اسم الوردة" للكاتب الإيطالي امبرتو ايكو مطلع الثمانينيات.
بينما تدور أحداث "عزازيل" حول الراهب المصري "فيلامون الذي سافر من وادي النطرون للإسكندرية كي يحضر ويستمع لمحاضرات "هيباتيا"، بالرغم من مقت بطريرك الكنيسة لها.
بينما "هيباتيا" تواجه حرباً شرسة من بطريرك الإسكندرية لعدم إيمانها بالمسيحية ومؤامرة يهود الإسكندرية على المعلمة التي تقتل والراهب الذي يفر، وهو يبحث عن أخته المفقودة، ويبقى الفارق هو هروب الراهب للصحراء والإقامة في دير حتى رئاسته، بينما يفر الراهب هيبا بطل رواية زيدان للشام في رحلة أخرى.
أما "اسم الوردة"، الرواية التي سرق منها زيدان فهي تحكي عن مأساة القرن الرابع عشر المسيحي، حيث الصراع بين البابا والإمبراطورية، والصراع بين الطوائف المسيحية نفسها، والصراع بين الطوائف وبين الحركات الإصلاحية، في إطار بوليسي، في أحد أديرة شمال إيطاليا التابع للرهبنة البنديكتية، وذلك في شهر نوفمبر عام 1327، حيث تتكرر في الدير جرائم قتل ضحاياها جميعهم من النساء، ويكون التفسير الوحيد للرهبان حول هذه الظاهرة وجود روح شريرة داخل جدران ديرهم، ولكن رجل واحد يشك في وجود شخص ما يقف وراء جميع تلك الجرائم، وهو رجل دين دموي عنيف، وقد مزج الدكتور يوسف الروايتين مزجًا، وخرج علينا بـ"عزازيل" وإن كان حافظ على معظم الشخصيات والحبكة والأحداث الخاصة برواية "كينغسلي".
ويقول حمودة لقد كان رد الدكتور يوسف زيدان على الاتهام بأن ذكر أنه لم يقرأ رواية كينغسلي ولا يعرف عنها شيئًا.. ولكن كذّبه حوار قام بتسجيله بنفسه في وقت سابق، أقر فيه بقراءة الرواية وانتقدها كذلك نقدًا لاذعًا، في مجلة "روزاليوسف"، عدد السبت 21 مارس 2009، مضيفًا أن زيدان فضح أمر "عزازيل" بهذا التصريح المتناقض، وإن كان فتح شهيتي على قراءة المزيد له، ويا للحظ فقد أمسكت بروايته "محال"، وهي عن قصة شاب مصري من أصل سوداني، يطارد أحلامه، ويسافر ويعمل سعياً خلفها، حتى يجد نفسه في نهاية القصة بلا ذنب داخل معتقل "غوانتانامو".
لا تنتهي أحداث الرواية عند هذا الحد، بل نقفز مع الدكتور يوسف للجزء الثاني الذي يحمل اسم "غوانتانامو" ويصف الأحداث داخل المعتقل ونعرف مصير ذلك الشاب.
ويقول حمودة: الرواية قرعت أجراسًا في ذاكرتي دفعتني للنهوض والبحث في مكتبتي المتواضعة، حتى عثرت على رواية كتبتها الكاتبة دوروثيا ديكمان عام 2007، قبل رواية الدكتور يوسف بخمس سنوات كاملة، وتدور أحداث رواية "غوانتانامو" للكاتبة والأديبة دوروثيا حول شاب ألماني من أصل هندي، يطارد إرثًا قديمًا له في الهند، ويسافر ويعمل سعيًا خلفه، حتى يجد نفسه بلا ذنب داخل معتقل "غوانتانامو".
ويضيف حمودة متسائلاً: هل هناك تشابه ما بين الروايتين؟
ويجيب "نعم"، مضيفًا: لقد دفعني هذا للسهر، والتقاط كتاب "ظل الأفعى" رواية الدكتور يوسف التي كتبها عام 2006، وتدور أحداثها حول زوجة، تنفر من زوجها وتنشز عنه بلا سبب مفهوم، ثم كانت تتلقى رسائل بالبريد من أمها التي كانت قد هجرتها في صغرها بعد وفاة والدها، وتبين الرواية في هذا السياق مكانة الأنثى ودورها الحقيقي الذي تم تدنيسه والتقليل منه عبر الوقت بسبب قهر الرجل لها.
ولأن مكتبتي عامرة، فكان لابد أن تلفت نظري رواية الكاتبة السنغالية مريمة با، الناشطة والمدافعة عن حقوق المرأة والتي كتبتها عام 1981، تحت عنوان "خطاب طويل جدًا".
ورواية "مريمة" تدور أحداثها حول خطاب ترسله الأرملة "راماتويا" إلى صديقة طفولتها "أيساتو"، وهذا الخطاب يتضح أنه الرواية نفسها فيما بعد، وتبين الرواية في هذا السياق مكانة الأنثى ودورها الحقيقي الذي تم تدنيسه والتقليل منه عبر الوقت بسبب قهر الرجل لها.
عند هذا الحد يقول علاء حمودة: لقد توقفت عن قراءة أعمال د. يوسف زيدان وقررت أن أتبحر في الروايات العالمية التي تملأ مكتبتي وأعيد قراءتها، وبذلك أكون قد قرأت الأعمال الأصلية نفسها دون "ترجمة" أو "اقتباس" أو سرقة من الغير توفيرًا للوقت.
تغريد
اكتب تعليقك