«تفاعل الأدب والتكنولوجيا» .. دراسة لأدب الواقعية الرقمية

نشر بتاريخ: 2017-02-27

فكر – المحرر الثقافي:

 

الكتاب: "تفاعل الأدب والتكنولوجيا"

الكاتب: د.محمد العنوز

الناشر: دار كنوز للمعرفة

 

يناقش الناقد والباحث المغربي د.محمد العنوز في كتابه "تفاعل الأدب والتكنولوجيا" تجربة الروائي الأردني محمد سناجلة في النصوص الرقمية.

ويتتبّع الباحث في كتابه الذي صدر عن دار كنوز للمعرفة في عمّان، تأثيرات التكنولوجيا على أشكال الإبداع والتلقي بوصفهما العتبة الأساس التي تمكّن من دراسة وتحليل أدب الواقعية الرقمية، حيث أفرزت العلاقة بين الأدب والتكنولوجيا ولادة نصوص تقوم على أساس التفاعل والترابط، وتنفتح على وسائط تفاعلية متعددة من مصادر متنوعة كالصوت والصورة والحركة والمشهد السينمائي والتشكيل والرسم والبرامج المعلوماتية، وذلك ضمن رؤية تسعى إلى تجديد الوعي بالنص والإبداع والنقد العربي.

يوضح الباحث دوافع اختياره لهذا الموضوع بقوله إن قلةً من الدراسات تناولت قضية التفاعل بين الأدب والتكنولوجيا، ويقول عن سبب اختياره روايتَي "شات" و"صقيع" لـ"محمد سناجلة"، إن "شات" هي "الرواية التفاعلية الرقمية التي توظف معطيات عدة من مصادر متنوعة، بدءًا بالنصوص (الكلمات) والأصوات والصور والألوان مرورًا بالاتصال بشبكة الانترنت، وانتهاء ببرامج (الفلاش ماكروميديا)، وعليه تصبح الكلمة جزءًا من كل، حيث أصبح من الممكن الكتابة بأشكال أخرى، بالصور والحركة والصوت والمشهد السينمائي". وتم اختيار "صقيع" أيضا لأنها تدخل في إطار أدب الواقعية الرقمية، والتي تتفاعل من خلالها الكتابة السردية القصصية مع معطيات من مصادر أخرى.

ويستخدم الباحث المنهج السيميائي لمقاربة موضوعه، دون إهمال المناهج الأخرى الواردة في التحليل، ويعدّ السيميائية المنهجَ الأنسب لدراسة أدب الواقعية الرقمية، حيث يعتمد عدّةً مصطلحية ومفهومية تساعد في الإجابة عن الإشكال المدروس، وتمكّن من بلوغ نتائج يمكن بدورها أن تخضع للتجربة والتطبيق.

قسم الباحث كتابه إلى أربعة فصول، تناول في الأول "الأدب التفاعلي الرقمي وآليات اشتغاله" وقدم فيه المفاهيم الأساسية للأدب الرقمي، مبرزًا أهم سماته وأنواع نصوصه المترابطة، ووضح فيه التطور الذي عرفته نظرية النص من خلال مجموعة من المفاهيم التي تصف العلاقات الداخلية والخارجية للنص من جهة، ومن خلال علاقتها بتكنولوجيا المعلومات والتواصل من جهة أخرى.

وحمل الفصل الثاني عنوان "الرواية التفاعلية الرقمية"، وأوضح الباحث من خلاله أن العلاقة بين الأدب والتكنولوجيا أفرزت نوعًا جديدًا من النصوص التي تقوم على أساس الترابط والتفاعل وتحديدًا الرواية التفاعلية الرقمية التي حدد مفهومها ورصد ظهورها في الأدبين الغربي والعربي، كما قدم أهم سماتها على مستوى البناء واللغة والأسلوب وطبيعة القراءة، وأيضاً الوسائط المتفاعلة التي تستثمرها كأداة للتواصل بين المبدع والمتلقي عبر شاشة الحاسوب.

وحمل الفصل الثالث عنوان "أدب الواقعية الرقمية.. تحليل نماذج" وقسمه الباحث إلى مبحثين: الأول، تناول فيه رواية "شات" لـ"محمد سناجلة" بالدراسة والتحليل، وبين أن التقنيات البصرية والصوتية المميزة لها، يتطلب تحقيقها التوفر على جهاز حاسوب مزود بنظام (المالتي ميديا) وبرنامج (الفلاش ماكروميديا) ومتصل بشبكة الانترنت.

وتناول المبحث الثاني نص "صقيع" بالدراسة والتحليل، وأوضح الباحث فيه أن فعل الكتابة في "صقيع" يتحول إلى فعل مشهدي، حيث ترسم الكتابة صورا متحركة في ذهن المتلقي.

وفي الفصل الرابع من الكتاب يقدم الباحث مقارنة بين الأدب الورقي والأدب الرقمي، مبينا نوعية العلاقة التي تربط بين مكونات العملية الإبداعية في طابعيها الورقي والرقمي، وأبرز المواقف المؤيدة والمعارضة للأدب الرقمي والحجج التي يسوقها كل فريق.


عدد القراء: 6390

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-