القوة العظمى البراجماتية: كسب الحرب الباردة في الشرق الأوسط
فكر – المحرر الثقافي:
الكتاب: القوة العظمى البراجماتية: كسب الحرب الباردة في الشرق الأوسط
المؤلف: راي تقية، ستيفن سيمون
الناشر: W. W. Norton & Company
تاريخ الإصدار: 31 مارس 2016
عدد الصفحات: 416
الربيع العربي، وطموحات إيران النووية، وحرب العراق، وما يصر الغربيون على تسميته الحرب الأهلية السورية؛ كلها صراعات معاصرة تعود جذورها العميقة إلى مرحلة انتقال الشرق الأول من فترة الاستعمار ما بعد الحرب.
في هذا الكتاب، يعيد خبيرا السياسة الخارجية راي تقية وستيف سايمون صياغة إرث الانخراط الأمريكي في العالم العربي ما بين 1945 و1991، ويسلطا ضوءً جديدًا على الشرق الأوسط المعاصر.
وإذ يسبح المؤلفان عكس تيار المعتقد السائد، يجادلان بأن واشنطن- قليلة الخبرة- حينما اقتحمت عالم السياسة المضطرب في الشرق الأوسط؛ نجحت من خلال براجماتية عنيدة، وحجزت مكانها كقوة عظمى عالمية.
وبينما كانت العيون مركزة على الصراع العالمي مع الاتحاد السوفيتي، مخرت أمريكا بدهاء عباب صعود القومية العربية، وتأسيس إسرائيل، وعددًا من الصراعات من بينها حرب السويس والثورة الإيرانية.
ويكشف تقيه وسيمون في كتابهما “القوة البراجماتية العظمى” أن أهداف أمريكا في المنطقة كانت في الغالب غير معقدة، لكنها نادرًا ما كانت متواضعة. إذ انتهجت واشنطن دبلوماسية بارعة لمنع التسلل السوفيتي إلى المنطقة، واستمرار الحصول على مواردها النفطية الكبيرة، وحل الصراع بين الوطن القومي لليهود والدول العربية التي تعارضه.
ويوفر الكتاب إطلالة على مناورات واشنطن في السباق من أجل السلطة العالمية، ويقدم تقييمًا مختلفًا لسياسات أمريكا خلال فترة الحرب الباردة في منطقة حساسة من العالم.
يحاول الكتاب في الأساس أن يوضح كيف كانت سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط خلال فترة الحرب الباردة، ما بين 1946 وحتى 1991، ناجحةً في الواقع- ليس نجاحًا تامًا، ولكنه نجاح ملحوظ.
وذلك عبر دراسة مجموعة من الأزمات: كيف تعاملت الولايات المتحدة مع الوضع الثوري، والصراع بين الدول، والحروب العربية-الإسرائيلية، والثورة، وانهيار نظام الدولة. هذا هو في الأساس فحوى النقاش الذي يدور حوله الكتاب.
ثم يحاول الكتاب استكشاف لماذا نجحت هذه السياسة حيثما نجحت، ولماذا فشلت حيثما فشلت. ليخلُصَ إلى أن ذلك يرجح جزئيًا إلى البراجماتية الأمريكية، وجزئيًا إلى القدر. وإن كان تقية يعترف بأن الولايات المتحدة جيدة جدًا في شن الحرب، لكنها ليست جيدة دائما في توقع ما يأتي بعد.
ووسط حالة الفوضى التي يموج بها القرن الـ21، يرى تقيه وسيمون أن هناك حاجة ملحة للنظر للوراء، إلى تلك الفترة التي أدارت فيها الولايات المتحدة الأمور كما ينبغي. عندها فقط- بحسب المؤلفان- سوف نفهم التحديات التي نواجهها اليوم على نحو أفضل.
حين سُئِل راي تقيه عما يعنيه بالبراجماتية تحديدًا، أجاب: أن الولايات المتحدة تحدد مصالحها بعناية وبطريقة محسوبة. فليس لها أعداء على طول الخط، أو حتى حلفاء دائمون. ويمكن رؤية ذلك بشكل خاص في عهد أيزنهاور، حيث كانت سنواته الأربعة الأولى فاشلة إلى حد كبير، ثم عاد برؤية ثاقبة أكثر إلى حد كبير، بعد إعادة النظر في افتراضاته، وافتراضات إدارته.
ويرى تقية أن الرئيس الأمريكي الأكثر براجماتية، هو: أيزنهاور؛ لأنه قام بشيء نادر: غيَّر سياسته، ما يعني تغيير افتراضاته. على الجانب الآخر، كان أيزنهاور يولي ثقة كبرى في العمليات السرية، وجميع العمليات السرية التي جربها في الشرق الأوسط فشلت: في إيران العملية أجاكس عام 1953، وسوريا، والعملية أوميجا التي كانت تستهدف تقويض نظام عبدالناصر.
وفي حين يرى تقية أن الرئيس الأمريكي الأقل براجماتية، كان: كارتر وريجان- الأول لأنه نادرًا ما تحدى افتراضاته، ولم يكن لديه الوقت الكافي، وكان غارقًا في أزمة لم يفهمها. والثاني فلم يكن يمثل له الشرق الأوسط شيئًا ذا معنى. يخالفه سيمون فيما يتعلق بـ كينيدي الذي يراه كان براجماتيا جدًا، ويضيف اسم جونسون إلى القائمة.
– "يُحدِث ثقبًا في جدار الخرافات المتأصلة.. واضح وميسر" (بابلشرز ويكلي)
– "طرح ثاقب وشامل" (نيويورك تايمز بوك ريفيو)
– "إطلالة فريدة على السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط" (كيركوس ريفيوز)
– "سطر تقيه وسيمون- وكلاهما عالم بارز في شؤون الشرق الأوسط- تحديًا حيًا واستفزازيًا للمعتقد السائد بشأن السياسة الأمريكية تجاه هذه المنطقة المضطربة خلال الحرب الباردة. يرون أنه باستبعاد الاتحاد السوفيتي، ودعم الحلفاء العرب المحافظين، واستغلال ظهور إسرائيل كقوة كبرى، أحاط واضعو السياسة الأمريكية مصالحهم خلال الحرب الباردة بسياجٍ آمن. وهي دراسة يجب أن يقرأها صناع القرار والطلاب الذين يدرسون السياسة الأمريكية، لأنها تمثل إسهاما كبيرًا في مناقشاتنا الجارية حول دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط”. (روبرت كاجان، مؤلف كتاب "العالم الذي صنعته أمريكا").
– حكاية رائعة لانخراط أمريكا المتشابك في الشرق الأوسط، يحكيها اثنان من أكثر خبراء واشنطن الإقليميين ذكاء وحنكة. الأصداء الغريبة لعناوين اليوم يتردد صداها في جنبات هذه الإطلالة الأخَّاذة على تاريخ أحد المسارح الحاسمة للحرب الباردة. وكما قال فوكنر*: الماضي لا يموت. بل إنه ليس بماضٍ. وهي المقولة التي لا تتجلى في ثوب أكثر صدقًا مثلما تتجسد في الشرق الأوسط، وهذا الكتاب الممتاز الذي ألفه تقيه وسيمون يوضح لك لماذا”. (جدعون روز، محرر، مجلة فورين أفيرز).
______
* وليام فوكنر- رواية "قداس لراهبة Requiem for a Nun"
تغريد
اكتب تعليقك