كتّاب أسطوريون والملابس التي ارتدوها

نشر بتاريخ: 2017-10-02

المحرر الثقافي:

 

الكتاب: "كتّاب أسطوريون والملابس التي ارتدوها"

المؤلف: تيري نيومان

الناشر: دار "هاربر كولينز"

 

تفتح الكاتبة تيري نيومان خزانة خمسين كاتبًا روائيًا ومسرحيًا وصحافيًا في عملها "كتّاب أسطوريون والملابس التي ارتدوها"، الصادر أخيرًا، عن دار "هاربر كولينز"، في محاولة لأن تقرأ شخصياتهم وأدبهم من خلال أزيائهم وذائقتهم في اختيار ثيابهم، فتعود إلى مشاهير في عالم الأدب كانوا من زبائن كوكو شانيل، وعلى رأسهم صاحب "في انتظار غودو" الكاتب الإيرلندي صامويل بيكيت (1906-1989)، معتبرة أن أزياءه كانت أحد أسباب ظهوره مغويًا وجذابًا.

كتبت نيومان "إن هدوء بيكيت وفتوره ظاهرة قلة من يمكنهم منافستها.. لقد صنع إطلالة مغوية ما زالت صامدة صمود عمله الأدبي. طرق بيكيت أرضًا جديدة بأسلوب كتابته، وقد أظهر اختيارًا راقيًا وثابتًا وصارمًا للملابس. تضمّنت خيارات ثيابه النهارية البلوزة ذات اللياقة العالية ومعطف الـ "ترانش كوت"، و"بووت" طريًا ومريحًا من ماركة "كلاركس"، والنظارات المستديرة التي لا تنتهي موضتها، والكنزة الإيرلندية الصوفية الخشنة، والقمصان الضيقة وربطات العنق.. وقّع بيكيت هذه الأزياء ببنيته الطويلة والنحيلة وبالهدوء".

أما فرجينيا وولف (1882-1941) فقد جمعت- وفقًا للمؤلفة التي عملت لعقود في مجال تاريخ الأزياء والكتابة عنها- بين السترات والتنانير البيتية المريحة والواسعة والطويلة، وكانت تميل مساء إلى ارتداء الفساتين المطبّعة التي تصلح لعصرونيات الشاي، واختارت إكسسوارات ملابسها من قطع الفرو، أما الأحذية فكان لا بد أن تكون مربوطة إلى كاحلها وتضيف إلى إطلالتها الشالات الشرقية الملونة. حول هذا النمط تقول الكاتبة، إنه توليفة غريبة الأطوار سبقت الأسلوب الذي تبنته علامة "برادا" بأكثر من سبعين عامًا.

تقرأ المؤلفة أيضًا الإطلالة التي اختارها صاحب "عواء" للظهور، وتقول إن الذهنية العالية التي ميزت أعمال الشاعر الأمريكي آلان غينسبيرغ (1926-1997)، شخّصها هو فعلاً من خلال ملابسه، حيث كان معبّرًا عن جيل يريد الانفلات ممن سبقه وما سبقه، لذلك كنا نراه بسترات وقمصان وبناطيل متنافرة يغيب عنها التناسق والاهتمام بتحقيقه، كما كان يرتدي النظارة التي شكّلت بيانًا يعبّر عن نزقه واختلافه عن السائد، كانت ثيابه تقول: ثمة أمور تشغلني أكثر وأهم من ملابسي. رغم ذلك عبّرت ثيابه عن قوة شخصيته وذهنيته العالية ورؤيته الحادة، بحسب نيومان.

لا تكتفي الكاتبة بالحديث عن ملابس المؤلفين فقط، بل تذهب أبعد من ذلك لتتناول ملابس شخصياتهم، واهتمام هؤلاء المؤلفين بوصف ثياب أبطال أعمالهم لكونها تقدّم صورة عمّن يكونون فعلاً، من ذلك تعود إلى وصف مارسيل بروست لأكمام فستان إحدى شخصيات الجزء الأول من "البحث عن الزمن المفقود"، وعناية الروائية البريطانية نانسي ميتفورد بالكتابة عن الأزياء في عملها "ملاحقة الحب". العمل حافل بالقراءات الممتعة لجانب لا يخوض فيه الناقد الأدبي، لكنه يلقي الضوء على تفاصيل تلتفت إليها قارئة وناقدة أزياء.


عدد القراء: 3037

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-