الصورة، الإنسان والرواية عبدالرحمن منيف أو شرق المتوسط مرة أخرى
المحرر الثقافي:
الكتاب: "الصورة، الإنسان والرواية عبدالرحمن منيف أو شرق المتوسط مرة أخرى"
المؤلف: د. عزيز القاديلي
الناشر: إي- كتب
عدد الصفحات: 249 صفحة
صدر حديناً عن دار إي- كتب للنشر الطبعة الثانية لكتاب "الصورة، الإنسان والرواية عبدالرحمن منيف أو شرق المتوسط مرة أخرى" للباحث الدكتور عزيز القاديلي.
يقول القاديلي: "لقد حاولت في هذه الدراسة التي هي في الأصل أطروحة الدكتوراه بعنوان: "صورة الإنسان من خلال رواية هنا.. الآن أو شرق المتوسط مرة أخرى لعبد الرحمن منيف"؛ حيث حاولت الانطلاق من تصور فكري أساسي مفاده أن الرواية كفاعلية تخييلية تقدم لنا تمثلات أو تصورات ثقافة ما عن نفسها، و بما أن الأمر يتعلق بالرواية العربية وبروائي كبير من حجم عبدالرحمن منيف إن السؤال الذي خامرني منذ مدة هو ما نوع التصورات والتمثلات التي تحملها روايات عبدالرحمن منيف على اعتبار أنها روايات تنتمي إلى الثقافة العربية.
ويضيف: لكن وأنا أحاول العمل على هذا الموضوع طرحت على نفسي السؤال التالي: إذا كانت الخطابات الفكرية والفلسفية تشتغل على المفاهيم والأفكار فما هي هذه الوسائل الأدبية التي تعتمدها الرواية لتنقل لنا عبرها تصوراتها وتمثلاتها؟ لقد قادتني هذه التساؤلات وغيرها إلى اعتماد مفهوم الصورة الروائية كوسيلة لمقاربة موضوع تمثل ثقافة لذاتها من خلال خطابها الروائي، وهنا كان لزاماً علي أن أعيد بناء مفهوم الصورة الذي يتناول عادة في الخطاب الشعري من خلال مفاهيم المجاز والاستعارة والكناية، وأن أوسع من هذا المفهوم ليتلاءم مع الخطاب الروائي ذي الخاصية السردية. فقمت بالربط بين الصورة ومفاهيم مثل التمثل والتخييل، ثم الصورة في الأدب المقارن ثم أنقل كل هذا إلى الصورة السردية أو الروائية.
ويضيف القاديلي، السؤال الآخر الذي طرحته على نفسي هو كيف تتشكل هذه الصورة الروائية؟ وقد كان الجواب هو أن الصورة الروائية تتشكل من التقنيات الروائية والسردية في حد ذاتها، أي أن الروائية من بفعل مكوناتها السردية وبعلاقتها مع القارئ تعمل على تشكيل هذه الصورة.
ولقد قادني التحليل إلى تناول التقنيات السردية بالدراسة وإبراز كيف تعمل هذه التقنيات من أجل إنتاج صورة سردية، وبالفعل توقفت عند عتبات النص والجنس الروائي في حد ذاته، ثم انتقلت إلى دراسة السارد والمنظور السردي ثم توقفت كثيراً عند أثر الشخصية حسب منظور الباحث "فانسون جوف" الذي أفادني كثيراً في تحليل صورة الشخصية الروائية، وختمت دراسي بتناول مفهوم المكان باعتباره هو الآخر يساهم في بلورة وتشكيل الصورة.
ويؤكد المؤلف: أن النتيجة العامة التي خلص إليها من خلال دراسة الصورة الروائية هي أن عبدالرحمن منيف ينطلق في إبداعه الروائي من خلفية فكرية نظرية يمكن تسميتها بنزعة إنسية أدبية، وهذه النزعة هي التي تحركه للدفاع عن الإنسان العربي وفضح الوضع اللاإنساني الذي يعيشها الإنسان العربي والذي يرمز إليه بالإنسان الذي يعيش شرق المتوسط.
إن روايات عبد الرحمن منيف منشغلة بفضح الوضع اللاإنساني للإنسان العربي وهي إذ تفعل ذلك فمن أجل العمل أدبياً ومجتمعياً وحضارياً على بناء وضع إنساني لهذا الإنسان العربي.
ويضيف، لا أدعي أن دراستي شاملة ومتكاملة، المهم أنني حاولت تقديم تصوري الخاص لمفهوم الصورة الروائية من جهة وحاولت دراستها من خلال أهم الروائيين العرب الذين اهتممت بقراءتهم بنهم و شغف ولذة و كان لزاماً علي كقارئ أن أتفاعل مع هذا الإبداع وأن أحاول تناوله من خلال أهم القضايا التي تشغل الساحة الأدبية العربية المعاصرة.
تغريد
اكتب تعليقك