الكاتبة السعودية أميمة الخميس تحصد جائزة نجيب محفوظ للأدب
المحرر الثقافي:
منحت دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة الجائزة السنوية التي تقدمها باسم الأديب الراحل نجيب محفوظ في مجال الأدب إلى الكاتبة السعودية أميمة الخميس.
وفازت أميمة بالجائزة في دورتها الثالثة والعشرين عن رواية (مسرى الغرانيق في مدن العقيق) الصادرة عام 2017 عن دار الساقي في بيروت.
وقالت لجنة التحكيم في مسوغات منح الجائزة "هذه رواية جادة تتناول الزمن الحالي من خلال التاريخ.. تأخذ الرواية شكل رحلة من الجزيرة العربية شمالاً وغربًا إلى الأندلس عبر المدن الكبرى في العالم العربي في القرن الحادي عشر أثناء الحكم العباسي في بغداد، والفاطمي في القاهرة، والفصائل المقاتلة في الحكم الإسلامي في إسبانيا".
وأضافت "تتميز لغة أميمة الخميس بعذوبة، ويضفي النص على مدن العقيق المعرفة النادرة الثمينة.. تمكنت الكاتبة السعودية أميمة الخميس من الإمساك بجوهر التنوع الثقافي والديني في العالم العربي، تحديدا فيما بين عامي 402 إلى 405 هجري، وبالنسبة إلى القارئ الغربي تثير الخلافات المطروحة حول مسائل مثل قبول أو رفض العقلانية الكثير من المألوف في تاريخها".
وقام عميد الجامعة الأمريكية بالقاهرة الدكتور إيهاب عبدالرحمن بتسليم الجائزة إلى الفائزة التي تم اختيارها من قبل لجنة التحكيم التي ضمت الدكتورة تحية عبدالناصر أستاذ الأدب الإنجليزي والمقارن بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، والدكتورة شيرين أبوالنجا أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة القاهرة، والدكتورة منى طلبة أستاذ مساعد الأدب العربي بجامعة عين شمس، والدكتور همفري ديفيس مترجم الأدب العربي، والدكتور رشيد العناني أستاذ فخري للأدب العربي الحديث بجامعة إكستر.
وقد بدأت أميمة الخميس كلمتها بالإشادة بنجيب محفوظ قائلة: "كاتبنا العظيم الذي علمنا سحر واقتراف الحكاية"، وشكرت الكاتبة والديها لتشكيل وعيها، حيث قالت: "في بداياتي الأولى كنت مفتونة باللغة، لربما اختار نجم سعدي أن أولد وحولي على مد النظر أحرف ومفردات، ويتبرعم الوعي على الجدران التي ترصف فيها الكتب من الأرض حتى السقف".
وأضافت: "تذكرت نكهة الأمسيات التي كان يقضيها أبي وأمي تحت شجرة ياسمين في الحديقة المنزلية، وهما منهمكان في مراجعة كتاب، حيث والدي يقرأ وأمي تدون، أو أبي يقرأ وأمي تراجع".
وعلقت الخميس قائلة: "الرواية هي الصيغة الأكثر نضجًا في مسيرة الإبداع الإنساني والشكل الأكثر تعقيدًا وتركيبًا للفنون كلها"، مضيفة: "الرواية هي محاولة استرجاع المادة الأولى للعالم، تفتيت المشهد إلى جزيئاته الصغرى، ومن ثم رصفها من جديد وفق شروط مستجيبة لمشيئة تتحدى العدم".
والجائزة التي أطلقتها دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1996 عبارة عن ميدالية تحمل صورة نجيب محفوظ وتبلغ قيمتها ألف دولار إضافة إلى ترجمة الرواية الفائزة للغة الإنجليزية بالاتفاق مع المؤلف والناشر.
وقد حضر حفل توزيع الجوائز الذي أقيم في القاعة الشرقية بحرم الجامعة بميدان التحرير العديد من الكتاب والشخصيات البارزة في مجال الثقافة.
وقالت أميمة الخميس في مقابلة مع رويترز بعد تسلم الجائزة "سعيدة جدًا بهذه الجائزة، على المستويين الخاص والعام، لأن المرأة السعودية عمر تعليمها نصف قرن فقط، لكنها استطاعت بعد هذه المدة أن تتحول من مستهلكة إلى منتجة للثقافة وتتقدم المشهد الثقافي والفكري".
وأضافت "هناك حراك ثقافي هام ومؤثر في السعودية وله امتداداته الاجتماعية، ومن ضمن رؤية المملكة 2030 هناك النشاط الثقافي، الذي يهدف إلى أن تكون الثقافة عنصرًا من العملية التنموية، عنصرًا من صناعة الإنسان. السعودية تعيش حاليًا ما نسميه ثورة بيضاء جديدة من التغيير".
وقالت الكاتبة السعودية إن كتابة الرواية عمل شاق ويستغرق الكثير من الوقت حتى أن (مسرى الغرانيق في مدن العقيق) استغرقت أربعة سنوات لكي تخرج إلى النور.
وقالت: "الرواية هي سيدة البلاط، الرواية لا تقبل منافسا لها، تستحوذ على الكاتب ولا تترك له المجال لأي عمل آخر حتى ينجزها. روايتي الفائزة استغرقت أربع سنوات في كتابتها".
وأضافت: "عملي القادم روائي وهو أيضًا مستمد من التاريخ، لكني ما زلت في البداية، أمامي وقت طويل حتى انتهي من كتابته".
وأميمة الخميس هي ابنة الشاعر والمؤرخ السعودي عبد الله بن محمد بن خميس مؤسس صحيفة (الجزيرة)، ولها إنتاج متنوع في الشعر والقصة وأدب الطفل، ورواية (مسرى الغرانيق في مدن العقيق) هي روايتها الرابعة.
ولدت في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية في عام 1966، كما حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة الملك سعود ودبلوم اللغة الإنجليزية من جامعة واشنطن.
بدأت حياتها المهنية في مجال التدريس، ثم قضت 10 أعوام مديرة للإعلام التربوي في وزارة التربية والتعليم.
تغريد
اكتب تعليقك