التحليل النفسي علماً وعلاجاً وقضية
المحرر الثقافي:
الكتاب: "التحليل النفسي علماً وعلاجاً وقضية"
المؤلف: مصطفى صفوان
المترجم: مصطفى حجازي
الناشر: “مشروع نقل المعارف”، هيئة البحرين للثقافة والآثار
عدد الصفحات: 511 صفحة
يواصل “مشروع نقل المعارف”، الذي أطلقته هيئة البحرين للثقافة والآثار، إصدار ترجماته، وقد أصدر هذه الأيام كتاب “التحليل النفسي علما وعلاجا وقضية” لعالم التحليل النفسي المصري المقيم بفرنسا مصطفى صفوان، وقد قام بترجمته من الفرنسية الباحث مصطفى حجازي.
ويصافح الكاتب القراء بتساؤل منطقي يضعه في مقدّمة الكتاب “ما الذي يمكنني قوله عن التحليل النفسي، بعد أن جعلتُ منه نشاطي الرئيسي خلال ما يزيد عن ستين سنة؟”، ومن هنا يبدأ مصطفى صفوان في تقديم إجابته عن هذا التساؤل العميق، مستندا في مستهلّه إلى حركة التحليل النفسي ومن تبنّاها، بدءا بعالم النفس النمساوي سيغموند فرويد، مرورا بالطبيب النفسي السويسري المتأثر بفرويد إيوجين بلويلر والفرنسي جاك لاكان، وصولا إلى مختلف الباحثين الدوليين في مجال التحليل النفسي.
ويتعرّض الكاتب إلى قضيّة اللاوعي، الذي يصفه على أنه عالم واسع يتجاوز أهمية وحجم عالم الوعي، معتبرا أن الجزء الواعي في الإنسان ما هو إلا قمّة جبل الجليد، معلّلا رأيه بمقاربة فرويد التي يرى في التحليل النفسي المعتمد على اللاوعي، علاجا ناجعا بل علما من نوع جديد.
ومن خلال أقسامه الثلاثة يقرّب هذا الكتاب مفهوم التحليل النفسي إلى عامة القراء من المتخصصين وغير المتخصصين، عبر سرده لتاريخ التحليل النفسي واستعراضه لطرائق العلاجات النفسية واعتباره التحليل النفسي أحد المفاهيم العلمية القابلة للتجديد.
ويتناول القسم الأول من الكتاب حركة التحليل النفسي بشكل يراعي التسلسل الزمني لتحوّلات الحركة، كما يسرد الفروقات الدلالية بين انشغال فرويد واهتمامه بجعل التحليل النفسي كيانا محددا معترفا به دوليا، وذهاب بلويلر إلى عدم وجود حاجة لتكوين رابطة أو كيان خاص للاعتراف بعلم ما، الأمر الذي جعل فرويد يقع في مأزق إيجاد خليفة لمدرسته النفسية.
أما القسم الثاني فقد خصّصه صفوان لعرض النظرية النفسية المحورية في الإيروس، وهو المصطلح الذي اقتبسه فرويد من الشعراء والفلاسفة القدامى، فالإيروس كما يقول أفلاطون “هو الرغبة العامة في ما هو جيد وما يجعلنا سعداء”، وهو القوة التي تجمع بين كائنين لكي يلتحما في وحدة ارتقائية تضمن استمرارية الإنسان. ويذكر الكاتب أيضا الاختلافات التي ظهرت في تناول العلماء لنظرية أوديب التي أنشأها فرويد والمستوحاة من أسطورة الإغريق ودلالاتها المتجلّية في سلوكيات الإنسان.
أما القسم الثالث فاقترب فيه الكاتب من الملحمة اللاكانية التي يعدّ من أكبر علمائها والباحثين فيها، فيتناول فيها أسلوب لاكانْ في التحليل النفسي وطريقته في التعامل والإشراف على المحللين النفسيين.
تغريد
اكتب تعليقك