نظرية المعرفة، مقدّمة معاصرة
المحرر الثقافي:
الكتاب: "نظرية المعرفة، مقدّمة معاصرة"
المؤلف: د. صلاح إسماعيل
الناشر: الدار المصرية اللبنانية
تاريخ النشر: 2020م
عدد الصفحات: 357 صفحة
يطرح هذا الكتاب عبر فصوله التسعة جملة من الأسئلة حول المعرفة: ما الذي يمكن أن نعرفه؟ وكيف نحصل على المعرفة؟ وكيف تكون اعتقاداتنا مقبولة؟ وما قيمة المعرفة؟ وما الذي يجعلها حالة جيدة؟
وفي سياق إجاباته عن تلك الأسئلة يستعرض مؤلفه الدكتور صلاح إسماعيل الأكاديمي المصري المتخصص في الدراسات اللغوية ومباحث فلسفة العقل تطوّر معاني المعرفة ومصادرها وأنواعها، ويؤكد أن المعرفة “اعتقاد وليست رأياً أو ظناً. فكل معرفة اعتقاد، وليس كل اعتقاد معرفة، لأننا ربما نعتقد بأشياء كاذبة وهذا يقتضي أن تكون المعرفة صادقة”.
ويتبين للقارئ أن المعرفة لا يمكن أن تتحقق إلا من اجتماع ثلاثة شروط ضرورية، هي: الاعتقاد والصدق وإمكانية تبرير ما اعتقدناه وصدَّقناه من ضروب المعرفة المتنوِّعة.
وكان من المنطقي أن يبحث الكاتب في هذه الشروط الثلاثة للمعرفة بشكل أكثر تفصيلاً، ويفرد لكل منها أكثر من فصل، فيناقش في الفصل الثالث مفهوم الاعتقاد ونظرياته والجدل حوله ويقارن بين النظرية العقلية التي تَعُدُّ الاعتقاد فعلاً عقلياً والنظرية السلوكية التي ترى فيه استعداداً سلوكياً. ثم ينتقل إلى الفصل الرابع ويتناول فيه بالتحليل مفهوم الصدق، وينطلق فيه من سؤال أساسي هو: كيف ننجح في معرفة الصدق وتمييز الصادق من الكاذب؟ ويستعرض في محاولة الإجابة عنه عدداً من نظريات الصدق، مثل نظرية التناظر التي تُعدُّ أكثرها قبولاً وأقربها إلى الفهم العادي، وتقول “إن الصدق يتوقف على علاقة تناظر مع الواقع، ويكون الشيء صادقاً عندما يتناظر مع الوقائع”، والنظرية العملية البرجماتية التي تذهب إلى أن المعرفة حول أفكار بعينها تتحقق حين ندرك بالتجربة العملية قدرتها على العمل بنجاح وتقديم حلول للمشكلات التي تواجهنا، وحينها نملك كما يشير المؤلف “ما يسوغ تأكيد هذه الأفكار والتمسك بها بوصفها صادقة”. أما الشرط الثالث للمعرفة الخاص بإمكانية تبريرها فتمت معالجته في الفصلين الخامس والسادس من الكتاب وفيه وقف الكاتب على ما سمَّاه نظريات “تسويغ المعرفة” وتعني حسبما يشرح “امتلاك الدليل الكافي لصدق القضية المعروفة”، وبالتالي تتحقق المعرفة بشأنها.
ويذهب الكتاب إلى أن مسألة تبرير امتلاك المعرفة عن شيء معيَّن ليست بالأمر اليسير لأن ذلك يتطلب تحليلاً شاملاً لكافة عناصر تلك المعرفة وأسسها، وهذا يتطلب ضرورة تفسير وفهم تلك العناصر المعرفية أولاً، وهو الموضوع الذي عالجه المؤلِّف في الفصول الثلاثة الأخيرة من الكتاب، حيث يتناول العلاقة بين العلم والمعرفة والمنطق من ناحية، وتأثير ذلك كله على الخصائص المعرفية للأفراد والأنظمة الاجتماعية على اختلاف أنماطها من ناحية أخرى.
تغريد
التعليقات 1
بسم الله لا شكّ أنّ أول سؤال يتبادر إلى الذهن و أنت تقرأ هذه العجالة حول المجهود البحثي الذي قدّمه الكاتب,تداخل مفهوم العلم و المعرفة, من المختصيين من يرى أنّ المعرفة عامّة و لا تتحول إلى علم إلاّ بعد أن توضع في إطارها العلمي أي بعد صياغتها في مفهوم علمي...و لكن السؤال الأكثر إلحاحا هو :هل المعرفة شرط لازم للوصول إلى التقنية و الصنائع بمعنى هل كلّ الأمم الصناعية تمتلك المعرفة و إن كان الأمر كذلك فهل هذا يعنبي أنّ الأمم المتخلّفة تقنيا لا تملك المعرفة. و هل المعرفة متأصّلة و نابعة من ذات الأمّة أم حالها حال كل مستورد و هل يمكن أن نقول عندها أنّنا نشتري المعرفة و نستهلكها؟؟؟
اكتب تعليقك