المبدأ.. البحث العلمي بين النظرية والتطبيق
فكر – الرياض:
ويرنر هيسينبورغ.. هو عالم فيزياء ألماني من مواليد عام 1901 وتوفي عام 1976. هو مخترع ما يسمّى بـ «الميكانيك الكوانتي»، ثمّ غدا بمثابة «الحرَفي من دون قصد» للقنبلة الذريّة. حاز على جائزة نوبل للعلوم عام 1932. وكان قد قدّم عملاً تحت عنوان «الجزء والكل»، كما كانت زوجته قد قدّمت عنه وعن حياتهما المشتركة «شهادتها» في كتاب.
شخصيّة «ويرنر هيسينبورغ» ومفاهيمه في الفيزياء وكتابه وشهادة زوجته عنه، هذه الأمور كلّها هي المادّة التي تشكّل موضوع العمل الأخير للكاتب والروائي الفرنسي «جيروم فيريرا»، الحائز على جائزة «الغونكور» الأدبية لعام 2012. يحمل الكتاب عنوان «المبدأ».
وهذا الكتاب هو في صميمه نوع من استقراء المغامرة العلمية التي قادت البشرية من «مبدأ عدم اليقين» إلى قصف مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين بالسلاح الذري في مطلع شهر أغسطس من عام 1945 ووضع حد نهائي للحرب العالمية الثانية عبر إعلان اليابان لاستسلامها.
وفيما هو أبعد من ذلك أيضاً يشكّل الكتاب محاولة للإجابة على العديد من الأسئلة الخاصّة بفهم كيفية «الانتقال» من البحث «العلمي» البحت الذي يرمي إلى محاولة «سبر أسرار العالم الذي نعيش فيه» إلى تطبيقات نتائج ذلك البحث في التوصّل إلى اختراعات جديدة قد تكون لها نتائج مأساوية على الإنسانية.
ويشرح المؤلف أولاً «مبدأ عدم اليقين» حسب قاموس الفيزياء ولغة علمها. تتم الإشارة أن «مبدأ عدم اليقين» يعني أن «سرعة وموقع أية جزيئة أساسية ــ الذرّة ــ مرتبطان فيما بينهما إلى حدّ أن كل دقّة في قياس أحدهما تؤدّي إلى عدم تحديد نسبي وقابل للحساب تماماً في قياس الآخر».
يرى مؤلف الكتاب أن مسيرة حياة هيسينبورغ والدلالات العميقة للأبحاث التي قام بها في مجال الفيزياء ونتائجها بالنسبة للبشرية تمثّل أرضاً خصبة للمواضيع الروائية وللأسئلة الفلسفية.
ومسألة أخرى يناقشها المؤلف كأحد المحاور الأساسية في عمله وتتعلّق بالعلاقة بين العلم واللغة. وهو لا يتردد في القول إنه «لن يكون هناك علم بدون الكلمات التي تتولّى مهمّة ترجمة الاكتشافات العلمية».
هذا العمل ليس سهلًا، لكنه يطرح أسئلة جوهرية عن الذهن وعلى مغامرة العلم في العالم الذي نعيش فيه.
تغريد
اكتب تعليقك