برونو تيساريش وكتاب «ورشة الكتابة»

نشر بتاريخ: 2015-10-25

فكر – المحرر الثقافي:

تحتل مهنة الكتابة مكانة مرموقة في مختلف مجتمعات العالم. والكتّاب على مختلف مشاربهم واهتماماتهم يحظون بالتقدير والإعجاب من قبل جمهور عريض بحيث يصل بعضهم إلى أعلى مراتب الشهرة. ولا شكّ أيضاً أن بعض من يمارسون هذه المهنة يحتفظون بمكانة خاصّة لهم في ذاكرة البشر وفي سجلاّت التاريخ.

لكن كيف يصبح الإنسان كاتباً؟. وكيف يكتشف أنه لديه مثل هذه الموهبة؟. وما آليات الانتقال من القدرة الكامنة للكتابة إلى الممارسة الفعلية لهذا النشاط الإنساني الراقي؟. وكيف نبدأ؟ ...إلخ.

في محاولة للإجابة عن مثل هذه الأسئلة والكثير غيرها من الطبيعة نفسها برزت في فرنسا، كما في كثير من البلدان غيرها، ظاهرة انتشار ما عُرف بـ «ورشات الكتابة». تجدر الإشارة في هذا الإطار إلى أن جامعة باريس الثامنة أدخلت في مناهجها «دروساً في الكتابة». ذلك في الوقت الذي أصبحت فيه هذه الدروس مدرجة في برامج الدراسات الجامعية في الولايات المتحدة الأميركية.

و«ورشة الكتابة» بالتحديد هي موضوع الكتاب الذي يقدّمه «برونو تيساريش»، الأستاذ الجامعي لمادة الفلسفة على مدى سنوات عدة قبل أن يتخلّى تماماً عن مهنة التدريس للتفرّغ للكتابة. واختار للكتاب عنوان «ورشة الكتابة» حيث يقدّم فيه تجربته الشخصية والآفاق التي يمكن أن تفتحها مثل هذه الورشات.

وهذا الكتاب صغير الحجم بصفحاته التي تقارب المائة وخمسين صفحة، زاخر بالأمثلة والتوصيفات عن الحالات التي يمكن أن يصادفها أولئك الذين يوجهّون مسار حياتهم نحو الكتابة. والإشارة أن النمط الأمريكي من «ورش الكتابة» هو الذي يتم تصديره اليوم إلى أغلب مناطق العالم. يتحدث المؤلف هنا عن ما يسميه «أعراض المرض الأمريكي» الذي يلقى الكثير من النقد في فرنسا بناء على النتائج التي ترتبت عليه في الواقع.

هناك مسألة أخرى يؤكّدها وهي «المعرفة الجيّدة بقواعد اللغة». ويفتح في هذا السياق قوسين كي يشير إلى أن اللغة ــ يقصد الفرنسية ــ يساء استخدامها بدرجة كبيرة ، بل ويصل الأمر في العديد من الحالات إلى «الازدراء». ويرى أن الميل نحو «التساهل» في استخدام اللغة يدفع الكثيرين نحو عالم الكتابة. هذا مع خطر أن «يصبح عدد الكتّاب أكثر من عدد القرّاء».


عدد القراء: 2876

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-