للمرّة الأولى: بردة الشعر لشاعر سعودي
فكر:
أسدل الستار مساء الأربعاء عن الموسم السادس من برنامج "أمير الشعراء" بعد 10 أسابيع من الإبداع والتألق، كانت الكلمة النهائية دوماً للشعر والقصائد بما فيها من معان جزلة وعذبة.
عباقرة الكلمة صفوة الصفوة ظهروا ولمعوا على مدى 10 حلقات استطاع في نهايتها الشاعر السعودي حيدر العبدالله أن يخطف الأضواء ويتألق ببردة الشعر وخاتمه، بحضور وتكريم من الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وفارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، وسلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر، وعيسى المزروعي عضو لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، وحشد من الدبلوماسيين والصحفيين وجمهور الشعر.
من أبوظبي أطل البرنامج في الحلقة العاشرة والختامية في أمسية هي قمة الأماسي أعلن في بدايتها عن مغادرة الشاعر السوري مصعب بيروتية بعد أن حصل على أقل نسبة من تصويت الجمهور فيما كان حصل على 26 من 30 درجة للجنة التحكيم، وواصل المنافسة الشعراء الخمسة "حيدر العبدالله/ السعودية، عصام خليفة/ مصر، محمد ولد إدوم/ موريتانيا، مناهل فتحي/ السودان، نذير الصميدعي/ العراق".
هؤلاء الشعراء الخمسة استطاعوا أن يلهبوا جمهور مسرح شاطئ الراحة مع ما اختزنوه من قلق وخوف وخاصة أنّ ساعتين كانت تفصلهما عن النتيجة وتتويج الفائز، وقد رافقهم في رحلة الشعر منذ أن وطأت قدمهم أرض الإمارات مقدم البرنامج المتألق الممثل السوري باسم ياخور، وهو الذي استطاع من خلال حرفيته العالية وطريقته المحببة في التقديم أنّ يقترب من مساحة الشعراء الخاصة وبات كصديق يرافقهم في مشوارهم على المسرح.
أعضاء لجنة التحكيم المؤلفة من الدكتور صلاح فضل/ مصر، الدكتور علي بن تميم/ الإمارات، الدكتور عبدالملك مرتاض/ الجزائر، أبدوا إعجابهم من خلال تقرير مصور عرض قبل بداية الحلقة عن المستويات العالية التي شهدتها هذه الدورة، فأجمعوا على أنّ الشعراء في هذا الموسم امتلكوا لغة عصية على الإنكسار، فأبدعوا وقدموا نصوصاً تليق بهذه التظاهرة الثقافية، كما عبروا في نصوصهم عن الحب والوطن ولم يغفلوا عمّا يحدث في الوطن العربي، فكانوا لسان الحال وأعادوا إحياء لسان العرب بحقٍ.
وبثت حلقات المسابقة على الهواء مباشرة من على مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي عبر قناة "بينونة" الفضائية، وقناة أبوظبي الأولى، كما تم عرضها على التلفزيون السعودي - القناة الأولى، وقناة المحور الفضائية المصرية، والمسابقة تنظمها وتنتجها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، وتنفذها شركة بيراميديا.
وتحدث عيسى سيف المزروعي في تقرير مسجل فقال إنّ الشعر يبقى أهم المراجع الأدبية والثقافية لأجيالنا، وهو لسان حال المجتمعات في مختلف نواحي الحياة، لقد أطلقت المسابقة بشهادة الجميع حركة شعرية هامة تؤدي دوراً محورياً في تعزيز المشهد الثقافي العربي، واليوم حققنا حلم الراحل الكبير الذي نفتقده أبوخلف هذا الموسم من خلال النقل الحي للمنافسات الشعرية الذي تضمن أيضاً إلى جانب قناتي بينونة وأبوظبي، التلفزيون السعودي - القناة الأولى - وقناة المحور المصرية، كما أنّ هذا الموسم كان متميزاً بكافة المقاييس.
العبدالله تقلد البردة وخاتم الإمارة
5 شعراء زينوا مسرح شاطئ الراحة بقصائدهم وأمنياتهم وأحلامهم بالحصول على بردة الشعر وخاتم الإمارة، 5 شعراء من 5 بلدان عربية مثلوا بلادهم وهم السفراء في الشعر والكلمة العذبة الحلوة، الشعراء الخمسة ومنذ المرحلة الأولى رأوا أنفسهم في الحلقة الأخيرة متألقين ويرتدون بردة الشعر وخاتم الإمارة.
إلاّ أن حيدر العبدالله تقلد هذا اللقب وحصل أيضاً على مبلغ مليون درهم إماراتي، فيما حصل الشاعر المصري دكتور عصام خليفة على المركز الثاني وفاز بمبلغ 500 ألف درهم، واستطاع الشاعر الموريتاني محمد ولد إدوم أن يحصل على المركز الثالث وفاز بمبلغ 300 ألف درهم، فيما حل الشاعر العراقي نذير الصميدعي رابعاً وفاز بمبلغ 200 ألف درهم، وأتت الشاعرة السودانية مناهل فتحي في المركز الخامس وفازت بمبلغ 100 ألف درهم، هذا إضافة إلى تكفل إدارة المسابقة بإصدار دواوين شعرية مقروءة ومسموعة للفائزين.
وتلخصت معايير الحلقة الأخيرة في أن يكتب الشعراء قصيدة عامودية لا تقل عن 8 أبيات ولا تزيد عن 10 مستوفية الشروط الفنية من وزن وقافية بموضوع حر يختاره كل شاعر حسب رغبته، فيما طُلب منهم كتابة أربعة أبيات تتمحور حول السؤال التالي "ماذا لو لم تنل لقب أمير الشعراء".
بداية نظم العبدالله أبيات ثلاث إجابة عن السؤال "ماذا لو لم تفز باللقب؟":
لو لم يفز ب(حيدر) (حيدر) فالشعر ليس جولة تخسر
الشعر أن نحب، أن ننثني كالغصن أحياناً فلا نكسر
نضيء للغرقى بزيتوننا، نمده جسراً لكي يعبروا
ومن ثم قرأ قصيدته بعنوان "قبلة على فم القصيدة" جاء فيها:
كأي رضيع يشتهي جوعه الثدي يراودك المعنى .. يطاردك الوحي
قصيدتك الأولى تظل بعيدة .. يضيق بها المسعى، يليق بها السعي
وتبقى إذا الصحراء أهدتك روحها نبياً مجازياً يصوِّفه الرعي
بداية قال الدكتور صلاح فضل يا حيدر أنت غصن يانع جميل تلعب دورك الشعري باتقان وبراعة، هل أنت الذي يعطي القبلة للقصيدة أم أنك تأخذ منها؟، ترضع من ثدي الشعر عبارتك مصورة بليغة، ولغتك جميلة، وقلبك طفل، تعود إلى زين الشباب إلى أبي فراس الحمداني لتتساءل معه وأنت لست عصي الدمع، وتأخذ صورة بلقيس القرآنية، ذاكرتك مشحونة بكل ما هو جميل في اللغة، وشعرك نقي شفاف.
وقال الدكتور علي بن تميم قصيدتك تصوير صوفي جميل وجليل من لحظات المكابدة إلى لحظات الإلهام الشعري والإبداع الشعري، قصيدتك رحلة بحث جميلة مليئة بمجازات حديثة، خاتمة قصيدتك تلاعب جميل بين الناي والنأي، تنأى عن القصيدة لتقترب منها، تنسى من تكون لتكون، ما أجمل هذه اللحظة حيث التأرجح بين الإثنين، وأنا بدوري أضع قبلة على هذه القصيدة المملوءة بالشعر والحب والجمال.
وقال الدكتور عبدالملك مرتاض سأحتفي بقصيدتك لأنها أهل بالاحتفاء، ويحق لك أن تفاخر بها وأن تكون مسك ختام مشاركتك، فشعرك شعر، وتصويرك تصوير، ونسجك لها عبير يتمرمر في وجه من حرير، ما هذا الشعر يا حيدر، يحق لأبوظبي أن تختال وتهتال بشعرك ولأنها الأجمل (أبوظبي) فكان الأليق بها هذا السحر الحلال، إنه لنص استثنائي ما أحلاه وما أبدعه.
20 شاعراً جديداً أطلقوا أقماراً في سماء الشعر العربي الفصيح، 20 شاعراً تنافسوا على إبداع الكلمة وجمال الحروف، وبين فرح التأهل وحزن الخروج من المنافسة، كان الموسم السادس هو الموسم الأكثر تألقاً ومنافسة، وأتت النتيجة على قدر توقعات لجنة التحكيم قوية ومليئة بالمفاجآت.
تغريد
اكتب تعليقك