ناشرون: سوق القراءة في العالم العربي أصبح في السعودية
فكر – الرياض:
عظم دور النشر المشاركة في "معرض بيروت الدولي للكتاب" تؤكّد أن سوق القراءة في العالم العربي أصبح في الخليج، وخصوصاً في السعودية، رغم وجود قائمة طويلة من الكتب الممنوعة. كثير منهم يعوّلون على "معرض جدة للكتاب" المفترض إقامته الشهر المقبل، ويشيدون بالأفكار "المبتكرة" التي قدّمها معرض "الشارقة" الذي اختتم الشهر الماضي. ولكن كيف يفسّر الناشرون هذا التغيّر في ديموغرافيا سوق القراءة؟ مدير "دار الفارابي" حسن خليل، يقول في حديث إلى "العربي الجديد": "سوق النشر يتأثّر بالظروف الاجتماعية والسياسية. في لبنان، هذه الظروف ليست جديدة علينا، لكنْ ثمّة تراجع بشكل عام بسبب غياب بعض الأسواق المهمّة للناشر. انتهت العلاقة تقريباً مع سورية من حيث التوزيع، وكذلك العراق بشكل جزئي، والسوق المصري تأثّر أيضاً. بالنسبة إلى معارض الكتاب، فإن الخليج الآن أصبح سوقاً جيدة". لا يختلف رأي مدير التسويق في "الدار العربية للعلوم ناشرون" جهاد شبارو عن رأي خليل، إذ يؤكّد على التراجع العام في سوق النشر في المنطقة، مقابل تقدّم السوق في الخليج، الذي أصبح "مركزياً" على حد تعبيره، في ما يخص القراءة والنشر، خصوصاً في السعودية، التي يرى أن معرض الكتاب فيها إلى تقدّم مستمر، بخلاف الشارقة والكويت اللذين "تراجعا بشكل كبير هذا العام عن الأعوام السابقة، وذلك بسبب الرقابة في الكويت وعدم وضوح الصورة للناشر حول نوعية الكتب الممنوعة".
حول تنظيم "معرض بيروت الدولي"، يقول شبارو "معرض بيروت لم يكن يوماً منظّماً. إنه تقليدي زيادة عن اللزوم، وليس فيه ابتكار مثل معارض الخليج". يختم بأن هناك مشكلة حقيقية في تزوير الكتب ونشرها الإلكتروني، وأن هذه الأزمة تؤثّر بشكل مباشر وفعلي على حلقة النشر في المنطقة العربية. بدوره، يتّفق مدير التسويق في دار "رياض الريس" ناصر قليطي مع رأي خليل: "نسبة القراءة متدنية أساساً وقرّاء الورقي إلى انقراض، الأحداث في السنوات الأخيرة زادت الأزمة. هناك أسواق أُغلقت، مثل طرابلس في ليبيا ودمشق التي كانت سوقاً أساسياً، وكذلك بغداد، أما معرض القاهرة فأصبح إعلامياً وإعلانياً أكثر من أن يعود بفائدة على الناشرين". ورغم أنه يؤكّد على وجود نسبة قراءة جيدة في الخليج، إلا أنه يلفت إلى خطورة الرقابة العشوائية والتعسّف، لافتاً إلى تجارب يعتبرها سيئة في معارض كتاب خليجية شاركت فيها الدار سابقاً، ومن بينها "معرض الدوحة للكتاب". عن معرض بيروت، يقول قليطي "تراجع المعرض بنسبة كبيرة مع تراجع مبادرات شراء الكتب مثل "ثقافة بلا حدود" أو "مكتبة في كل بيت" أو مبادرات جمعية السبيل في شراء الكتب وتوزيعها". يتابع: "كذلك هناك محسوبيات، فيتم تخصيص أماكن العرض الجيدة للدور اللبنانية مثلاً".
تغريد
اكتب تعليقك