افتتاح أول متحف بالضفة الغربية يجسد تراث وهوية فلسطين

نشر بتاريخ: 2016-05-18

فكر- رام الله:

افتتح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الأربعاء، المتحف الفلسطيني الأول الذي يجسد التراث والهوية الثقافية للشعب، ببلدة بير زيت، شمالي مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية.

وقال عباس، في كلمة الافتتاحية للمتحف الذي تشرف على تنفيذه مؤسسة التعاون (أهلية غير ربحية)، "إن المتحف الفلسطيني سيكون حافظًا لذاكرة الشعب الفلسطيني، وراويًا للأجيال القادمة، بأن فلسطين وشعبها موجود على هذه الأرض منذ الكنعانيين، ومنذ الأزل".

وأضاف، "شعب فلسطين لم يتحرك من هذه البقعة لحظة واحدة، وسيقول هذا المتحف للعالم نحن كنا هنا، وباقون هنا، وسنبقى هنا لنبني دولتنا الفلسطينية، ولا أحد يستطيع أن ينكر حقنا هذا".

وتابع الرئيس الفلسطيني "في الماضي والحاضر والمستقبل، لن يستطيع أحد أن يحول دون مسيرتنا، وتقدمنا إلى الأمام والوصول إلى ما يريده هذا الشعب العظيم".

محمود هواري مدير المتحف، اعتبر المشروع بـ "الخطوة الإيجابية، التي تبعث التفاؤل، ورسالة يطلقها الشعب الفلسطيني، مفادها، نحن هنا باقون ولنا جذور وحضارة وتراث وثقافة"، وفقاً لتعبيره.

وأضاف، "المتحف يطرح ويعرض التاريخ المديد للشعب الفلسطيني وتراثه الغني وثقافته المستمرة، ويظهر الثقافة الفلسطينية والتراث في بلادنا، وتثقيف الأجيال الشابة على التاريخ والتراث".

وقال عمر القطان، رئيس فريق المتحف، "ما نراه اليوم جهد ونقاش 18 عامًا، بتمويل فلسطيني بنسبة 95%"، مضيفاً "نسعى للتواصل مع الكل الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة والداخل (الفلسطينيين داخل إسرائيل) والشتات، كنا نأمل بنائه في مدينة القدس المحتلة، ولكن وجود الاحتلال كان معيقا حال دون ذلك، المتحف عبارة عن سفينة ننطلق منها للكل".

وتابع، "نطمح أن يكون المتحف بمصاف المتاحف العالمية، وأن نستطيع تقديم التاريخ الفلسطيني بطريقة تليق بشعبنا وإبداعه وتضحياته وصموده، كما نأمل أن يكون المتحف الفلسطيني سباقًا في أطروحاته ومركزًا بحثيًا ومنبرًا للحوار، وفضاءً يحتضن الفن والإبداع والتاريخ والثقافة الفلسطينية".

وأضاف القطان، "بلغت تكلفة المشروع بمرحلته الأولى 28 مليون دولار أمريكي، ولدينا الآن 12 ألف صورة في الأرشيف السمعي البصري، ويضم المتحف حديقة نباتية، تحكي التاريخ النباتي لفلسطين".

وعن التصميم، يقول القطان، "التصميم متناسق، وكأنه منسجم وخارج من الأرض، هناك علاقة بينه وبين السلاسل التقليدية (جدران حجرية) في الأرض، المبنى ليس صارخًا احترامًا للوضع الذي نعيش فيه، وفي نفس الوقت به روح حضارية لجيل الشباب الناشئ".

وتقوم فكرة المتحف بحسب القطان على توثيق "الكارثة (النكبة عام 1948)، التي شكلت نقطة تحول في تاريخ فلسطين الحديث بعد تهجير أكثر من 60٪ من السكان الفلسطينيين من فلسطين التاريخية، غير أن فكرة المتحف تغيرت مع الوقت، ولم تعد تقتصر على الحفاظ على الذاكرة فحسب، بل تسعى أيضًا ليصبح المتحف مؤسسة للنهوض بالثقافة الفلسطينية والاحتفاء بها، من خال سلسلة من المشاريع الإبداعية والخلاقة، التي ستتيح لجمهور المتحف التأمل في الحاضر، وتخيل مستقبل أفضل".

ويحيي الفلسطينيون في 15 مايو/أيار من كل عام، ذكرى ما يسمونها بـ"النكبة"، وهي ذكرى إعلان قيام دولة إسرائيل في 15 مايو/أيار 1948، تفعيلًا لقرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين بين جماعات يهودية والفلسطينيين.

وآنذاك، تسببت "النكبة" في تهجير 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم في فلسطين التاريخية إلى الضفة الغربية، وقطاع غزة، والأردن، ومصر، وسوريا، ولبنان، والعراق، حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

وقد دمرت الجماعات اليهودية المسلحة، وفقًا للجهاز، في حرب عام 1948 نحو 531 قرية ومدينة فلسطينية، وارتكبت "مذابح" أودت بحياة أكثر من 15 ألف فلسطيني.

المصدر: الأناضول


عدد القراء: 2973

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-