أوروبا في عيون الرحالة المغاربة بين القرنين السابع عشر والعشرين
فكر – المحرر الثقافي:
الكتاب: "رحالة مغاربة في أوروبا: بين القرنين السابع عشر والعشرين – تمثلات ومواقف"
المؤلف: الطيب بياض
الناشر: منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية – عين الشق بالدار البيضاء
يتناول الإصدار الجديد الموسوم بـ"رحالة مغاربة في أوروبا: بين القرنين السابع عشر والعشرين – تمثلات ومواقف" للباحث المغربي الطيب بياض، تمثلاث ومواقف مجموعة من الرحالة والسفراء المغاربة إلى أوروبا بين القرنين السابع عشر والعشرين، مستحضرًا العلاقة الوطيدة بين التاريخ والتمثلات انطلاقًا من إرث إيميل دوركايم وميشيل فوفيل ومارسيل موس وإدغار موران وجياو كسينجيان، لينتهي إلى استحضار الصورة التي رسمتها الذات عن الآخر انطلاقًا من استقراء مجموعة من التجارب الرائدة في مجال الرحلات خلال الفترة المدروسة، والتي تفوق الباحث إلى حد كبير في تفكيكها وتحليلها، منها ما كان لسفراء أو أعضاء في وفود سفرية، كأفوقاي، والغساني، وابن عثمان، والصفار، والفاسي، والجعيدي.
ويتميز هذا العمل الجديد عين الشق بالدار البيضاء، بصرامة منهجية وغنى في متونه التاريخية، التي أفضت إلى رصد الوعي بالتفاوت لدى هؤلاء الرحالة المغاربة، ومدى صدمتهم بالآخر، من خلال مشاهداتهم وانطباعاتهم وتمثلاتهم من خلال مقاربة جديدة أفضت إلى عمل سيغني دون شك المكتبة المغربية وسيمنح قيمة علمية مضافة لمجال الرحلة والرحالة في تاريخ المغرب.
وقد قدّم لهذا الكتاب مراد موهوب، عميد كلية الآداب عين الشق بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، بكلمة نقرأ منها "يتميز مؤلَّف الدكتور الطيب بياض – الذي يحمل عنوان "رحالة مغاربة في أوروبا بين القرنين السابع عشر والعشرين: تمثلات ومواقف" – بالجمع بين العمق والإحاطة في التوصيف والتحليل، والمتعة والطرافة في النظم والسرد، وهما ميزتان قلما تأتلفان في الأبحاث الأكاديمية. ومرد ذلك، في تقديري، سعة المعين المعرفي الذي يغترف منه الباحث، وتوسله لغة واصفة تمتح من غرابة متون الرحالة ومن بلاغة مفردات حكيهم المسترسل وجمالية انتظام عباراته".
وحول هذا الإصدار يقول مؤلفه الطيب بياض "يقع موضوع الرحلة والرحالة ضمن تقاطع اهتمامات معرفية مختلفة، تبدأ بالجغرافيا مرورًا بالأدب وقد لا تنتهي بالتاريخ، مما يصعب معه الانتهاء إلى خلاصات واستنتاجات، ولو عامة. فباب البحث فيه لا يمكن إلا أن يظل مفتوحًا على قراءات وتحليلات وتأويلات مختلفة، باختلاف مناهج البحث وآليات الفهم وأساليب التحليل وزوايا المعالجة خاصة إذا كان الأمر لا يقتصر على نص رحلي واحد بل طال ما يفوق العشرة نصوص، دونها أصحابها في سياقات تاريخية مختلفة، امتدت لثلاثة قرون، سجلوا فيها كل غريب وطريف، وأعرضوا عن المألوف والسائد، الذي لا يتم استدعاؤه في أغلب الأحيان إلا من أجل المقارنة. لذلك قد يكون من المفيد أن يستشرف هذا الكتاب أفقًا للبحث من خلال جملة من الأسئلة حول ذاته وموضوعه".
تغريد
اكتب تعليقك