وفاة حسن شريف رائد الفن المفاهيمي في الإمارات
فكر – الرياض:
توفي اليوم حسن شريف الذي يعد مؤسس ورائد الفن التشكيلي الإماراتي عن عمر ناهز الـ65 عامًا، ويعد من رواد فن المفاهيمي المطلقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان يعرف بقائد مسيرة الإبداع الواقعية.
ولد شريف في دبي عام 1951، وكانت رسوماته الكاريكاتورية المنشورة في الصحف والمجلات في فترة السبعينيات تعكس المناخ السياسي في الشرق الأوسط آن ذاك و بالأخص التوسع العمراني السريع الذي شهدته دولة الإمارات منذ تأسيسها، لكن مع سفره في عام 1973 لبريطانيا، طمح حسن شريف إلى تجديد رؤيته الفنية وفكره الفني المنطلق من محيط جديد.
التحق شريف بكلية بايام شو للفنون التي تعد جزء من سنترال سانت مارتينز في عام 1980، وقد تأثر بأعمال الفنان تام جيلز، رئيس قسم الفن التجريدي والتجريبي في الكلية آن ذاك. وأدى ذلك الاهتمام إلى تبلور الفكر الإبداعي لشريف واهتمامه بالحركة المفاهيمية الفنية التي رأى فيها التعبير الأقرب عن داخله.
بعد تخرجه عام 1984 ساهم الراحل شريف في بث روح جديدة في أجواء الفن التشكيلي بين الأجيال الجديدة في الإمارات، فقام بتأسيس مرسم الفن في مسرح الشباب في دبي، كملتقى فني وفكري للفنانين والمفكرين في الفن الحديث، كما ساهم أيضًا في تأسيس جمعية الإمارات للفنون الجميلة، ومجموعة "الخمسة" للفن المفاهيمي والتي شملك كل من محمد كاظم، ومحمد أحمد إبراهيم، وعبد الله السعدي، وحسين شريف.
يعد حسن شريف الأب الروحي للفنون البصرية في الإمارات، ولديه كتب منشورة في الفن الحديث ومفهوم الفن وفلسفه إنتاجه. وهو عضو "البيت الطائر" للفن في دبي الذي أسسه شقيقه رجل الأعمال عبدالرحيم شريف في عام 2008 بمثابة فضاء جديد للعرض ولحفظ وثائق فنية كانت مكدسة في صناديق.
لا ينتمي حسن شريف إلى الفن الحديث، بل ينتمي إلى مدرسة متقدمة من الحداثة، وتحديداً الفن المفاهيمي الذي يُسمى أحياناً المذهب التصوري، هو فن تشترك فيه المفاهيم أو الأفكار في الأعمال التي يكون لها الأولوية على الاهتمامات المادية والجمالية التقليدية. ويمكن لأي فرد ببساطة إنشاء العديد من أعمال الفن التصوري التي تُسمى أحياناً الأعمال المركبة.
ويقول سوشياليون ومقربون من شريف أنه عندما عاد من لندن لم يكن هناك وعي حقيقي بما يفعله الفنان، ولم تكن هناك فكرة عن الاتجاهات الأكثر حداثة في الفنون على المستوى العالمي إجمالاً، موضحين أن هذا كان أمر طبيعي آنذاك، فلقد وضع حسن شريف مع فنانين آخرين أسسا جديدة للفن نهضت عليها حركة التشكيل الحديث في الإمارات ومهدت طريقًا أمام أجيال لاحقة، وبالطبع لم يكن هذا ليحدث لو لم يصمد حسن شريف وأقرانه بدافع من موقفهم المعرفي والفني، فقدموا فعلاً ومنجزًا فنيًا تراكميًا، أدى إلى ظهور هؤلاء الفنانين الشباب واستمرارهم في مناخ فني يتقبلهم ويتقبل صنيعهم وأفكارهم بخروجها عن المألوف، فيتم تفهمها واستيعابها.
وقالوا "من الطبيعي أن يحدث ذلك في المستقبل بأن يأتي فنانون آخرون فيؤسسون لاتجاهات أخرى مختلفة في الفن، حيث تبدأ دورة حياة فنية جديدة.. هذا هو منطق الحياة، وسعي البشر والأفراد إلى التميز والبقاء عبر الفن".
المصدر: وكالات
تغريد
اكتب تعليقك