«ثلاثة أثواب في عرض واحد» مراحل ومشاهدات
فكر – المحرر الثقافي:
الكتاب: "ثلاثة أثواب في عرض واحد"
الكاتب: د. وليد أسامة خليل
الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون
عدد الصفحات: 320 صفحة
"لا يمكنكم الحكم على هذا الكتاب بالنظر إلى أثوابه الثلاثة بل بالنظر إلى معانيه. فكل قصة تتحدث عن مرحلة شاهدتها في أصدقائك، أقربائك، فيك أنت شخصياً، وتأكد بأنها ستكسبك فهماً وحكمة عميقين مخفيين عنك. فما يفعله الجرح في الجسد من ألم وشفاء، تفعله هذه الرواية في حياتك. ما أسعدني بصحبتكم في روايتكم".
- بهذا العبارات يتوجه الدكتور وليد أسامة خليل في عمله الإبداعي المعنون (ثلاثة أثواب في عرض واحد)؛ للقارئ العربي ويترك له مقاربته وتقويمه وتذوقه، وإذا كان النص هنا هو الحدث والواقع، فإن في كيفية القول تتشكل القيمة والمعاني. ولذا فليس المهم أن ما يورد في هذه الـ "الأثواب المختلفة" الروائية قد وقع حقاً كما يـجري السرد، ولكن "القص" نفسه هو الحقيقة الماثلة وهو مادة التأمل والتذوق والنظر.
يضم الكتاب ثلاثة روايات "أثواب" كما يحلو للمؤلف تسميتها، الثوب الأول بعنوان: "المانو بانو"، والثوب الثاني بعنوان: "فيروس (نورا)"، والثوب الثالث بعنوان: "حكاية نصف ميت".
- وبقراءة متأنية للروايات الثلاث يجد القارئ أنها تندرج في بنية نصية كبرى، وبمعنى آخر نصوص مفتوحة الإمداء تشكيلاً ودلالة، بل هي نصوص في حالة انبناءٍ مستمرٍ للأحداث والوقائع والشخصيات، ففي الرواية الأولى "المانو بانو"، ثمة علاقة مأزومة بين بطل الرواية والعالم المحيط به، يساعده صديق له في الخروج منها؛ بأن أحضره إلى سريلانكا وتركه مع صياد عجوز يدعى "مانوج" ليخوض تجربة الحياة بنفسه ويخرج منها قوياً بعد أن كاد يضيع في متاهات الحياة.
أما في الرواية الثانية "فيروس (نورا)" فيتكامل الخيال والواقع مندمجين في قصة واحدة.. ينهمك خلالها الروائي بوضع سردية مغايرة في طور تجريب خلاق، يجعل من بطلة قصته البرفيسورة (نورا) تتطلع إلى اختراع فيروس ينتقم لها من جميع الرجال، وفق معادلة تقوم على إنقاص هرمونات الذكورة إلى النصف في خلايا الرجل وزيادتها في خلايا المرأة... وهو الشيء الذي جعلها تخسر حياتها في النهاية.
وتأتي الرواية الثالثة والأخيرة "حكاية نصف ميت" لتتحدث عن تجربة الانتقال إلى الضفة الأخرى من الحياة (الموت)، حيث سمح الروائي لروح بطله أن تستحضر غيابها، وأن تحل في مواقع أخرى ترى فيها ما يدور حولها، أي أنها تموت عن الدنيا، لكي تعود إلى الحياة بعد انتهاء رحلة الموت. "... إني نصف حي ونصف ميت، أو روح عالقة بين الأحياء والأموات. لقد اختلطت عليّ الأشياء، لم أعد أفهم شيئاً، كأن خلايا عقلي استهلكت، لقد استفقت الآن ويا ليتني لم استفق...".
- وبعد، "ثلاثة أثواب مختلفة في عرض واحد" عمل روائي ذو قيم متحركة، أعاد تشكيلها وتغييرها د. وليد أسامة خليل من نص لآخر، ما يعني أن الكتابة بالنسبة إليه، هي تأويل أو وعي أو رصد يتشكل في بناء قابل للقراءة والتحليل والتفكيك.
تغريد
اكتب تعليقك