إطلاق مشروع رقمنة ونشر المخطوطات في مدينة شنقيط التاريخية

نشر بتاريخ: 2017-02-05

فكر – الرياض:

بدأ الاطلاع على المخطوطات التراثية في موريتانيا بداية القرن الماضي على يد مجموعة من المستشرقين، حيث نشر لويس ماسينيون أول مقال عنها عام 1909 بعد أن أحصى 512 مخطوطاً وجدها في أحد بيوت مدينة بوتلميت، ومن ذلك الوقت شكّلت هذه الوثائق موضع درس واهتمام لدى عدد من مدارس الاستشراق الغربي.

تتوافر المدن الموريتانية على عشرات آلاف النسخ من خطاطات كتبها باحثون على مدار قرون في علوم القرآن والحديث، والفلك والرياضيات، والنحو وعلوم اللغة، إضافة إلى التاريخ والجغرافيا والطب وغيرها.

في هذا السياق، أعلنت "الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي" عن إطلاق مشروع رقمنة ونشر المخطوطات في مدينة شنقيط التاريخية في شمال موريتانيا، بالتعاون مع بلدية المدينة وعدد من الجمعيات والمعاهد الموريتانية.

يقدّر عدد هذه المخطوطات بقرابة 7000 تملكها عدد من العائلات في شنقيط، وتعاني أغلبها من التلف بسبب الرطوبة والأتربة وعوامل التعرية الأخرى التي تعرّضت لها على مدى مئات السنين.

يأتي المشروع بعد تعثّر العديد من المبادرات التي أطلقتها الحكومة الموريتانية لإنقاذ وحفظ أكثر من 40 ألف مخطوط تعود إلى فترة زمنية تمتدّ من القرن العاشر الميلادي حتى القرن الماضي وتتوّزع في مدن عدّة، بحسب تقديرات "المعهد الموريتاني للبحث العلمي".

الإخفاق الرسمي في جمع إرث تناقلته الأجيال عبر قرون ماضية يقابله اعتناء غربي يتركّز عادةً على دراسة التصوّف الإسلامي في تلك البلاد وتركيبة القبائل فيها وعاداتها وتقاليدها، ويبدو أن مرور أكثر من مئة عام على اكتشاف هذه المخطوطات لم يغيّر في هذه المعادلة شيئاً.

يُذكر أن شنقيط كانت العاصمة القديمة لموريتانيا خلال حكم العائلة الحسّانية، ولا تزال بيوت أهلها تخبّئ مخطوطات لا تعرف بعد محتوياتها مثل حال العديد من المدن الموريتانية.


عدد القراء: 3033

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-