الإمارات تُلهم العالم وتحتفي بالأدب في «مهرجان طيران الإمارات للآداب»

نشر بتاريخ: 2017-03-03

فكر – دبي:

في خطواتها لتعزيز التعليم ونشر قيم الحوار البنّاء، ودعم تنمية رأس المال البشري الإماراتي، والمساهمة في دعم الإنتاج الفكري الوطني، وبناء مجتمعات المعرفة، تطلق الإمارات مهرجان "طيران الإمارات للآداب في دبي"، ليحتفي بالكلمة المكتوبة والمقروءة.

انطلقت فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان طيران الإمارات للآداب، الذي يقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ويستمر حتى 11 مارس الجاري في فندق إنتركونتننتال بدبي فستيفال سيتي، لتبدأ أولى جلساته المكثفة في العاشرة صباحاً، لتنتهي الأخيرة منها في العاشرة مساء، وليقارب عدد الجلسات التي تبدأ في توقيت واحد ما يقارب من ثماني.

وبحسب مديرة البرنامج العربي بالمهرجان، الإماراتية هند سعيد، فإن هذا المهرجان في دورته التاسعة، يشكل أكبر تظاهرة بالشرق الأوسط، في لوحة أدبية للفكر الإنساني والثقافات، يتم فيها تبادل الأفكار الأدبية باللغة العربية والإنجليزية.

وتضيف سعيد: إن المهرجان يوفر أوقاتاً استثنائية للالتقاء بالمؤلفين والأدباء والكتّاب من مختلف أنحاء العالم، في فرصة فريدة، بالإمارات خصوصاً، والخليج العربي والعالم عموماً.

ويدور موضوع المهرجان لهذا العام حول "الرحلات"، ويشارك فيه أكثر من 180 كاتباً من 33 دولة، بينهم أكثر من 70 مبدعاً من الإمارات والعالم العربي، وأكثر من 12 كاتباً ومفكراً يحضرون المهرجان أول مرة، برعاية طيران الإمارات ودبي للثقافة، وفق سعيد.

وتضيف مديرة البرنامج العربي، أن جلسات المهرجان تتضمن مجموعة متنوعة وغنية من الأنماط الأدبية والمواضيع التي تهم المثقفين ومحبي القراءة، وتثير اهتمام الذين لا يقبلون على القراءة بشكل متواصل.

كما تتميز الدورة الحالية بخصوصيتها، لكونها تتزامن مع «شهر القراءة الوطني»، ليعزز أحدهما دور الآخر، وليشكل مفهوماً يعتمد على الاستدامة في تشجيع وترغيب وتحفيز الأجيال الجديدة والشباب على القراءة، عبر الكشف من خلال فعاليات المهرجان عن آفاق ومعارف وعلوم جديدة، واللقاء وجهاً لوجه مع كتّابهم المفضلين.

اهتمامات العائلة

ويحمل المهرجان، أسوة بكل دورة، محاور متنوعة بين الأدب والتاريخ والسياسة، وتطوير الذات وصحة وسعادة الإنسان الفكرية والجسدية والروحية، وصولاً إلى تطوير الذات وفلسفة الحياة، وحتى الجانب الترفيهي، كالكلمات المتقاطعة، وفي مقدمها مفاهيم الحياة وقيّمها من العطاء إلى التسامح.

ويشمل كل محور منها ما يتوافق ومختلف اهتمامات المرأة والرجل والشباب والأطفال، وقبلهم أصحاب المواهب، كل في مجاله. وذلك إما من خلال جلسات حوار مع الكتاب كل في مجاله، أو جلسات لمجموعة كتّاب لنقاش أحد قضايا الساعة، إضافة إلى ورش العمل المعنية بصقل المهارات والإبداع.

ويكسر المهرجان قاعدة الدورات السابقة، حيث يدعو من خلال احتفاليته بيوم المرأة العالمي، الذي يصادف 8 مارس الجاري، الرجل النصف الآخر من حياتها للمشاركة في واحدة من أبرز الجلسات المعنية بالإنسانية، وهي «وقت للتسامح» في ذلك اليوم.

نبض الواقع

وتكتسب تلك الجلسة التي تقام في العاشرة صباحاً، أهميتها، لكون محورها جزءاً من نبض الواقع في العالم العربي، وما تدعو إليه حكومتنا الرشيدة.

ليشارك فيها مجموعة من صنّاع القرار، وهم معالي الشيخة لبنى بنت خالد بن سلطان القاسمي عضو مجلس الوزراء، وزيرة دولة للتسامح الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، اللواء محمد أحمد المري لمدير العام للإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، وعمر سيف غباش سفير دولة الإمارات لدى جمهورية روسيا الاتحادية، وعضو مجلس أمناء أكاديمية الإمارات الدبلوماسية عمر سيف غباش، وأندي تومسون نائب كنيسة سانت أندروز في أبوظبي.

والجلسة الثانية التي تحتفي بدور المرأة «أصوات: المرأة العربية الكاتبة»، تقام في الساعة السادسة مساء، وتشارك فيها الكاتبتين بثينة العيسى، التي تعمل على تغيير منظومة من أفكار المجتمعات العربية من الداخل، ومنصورة عز الدين التي تكتب عن هموم جيل يوَدّ كسر الحواجز، والتخلص من الخوف، ليواصل إبداعاته الأدبية.

مهارات السلوك

وتنظم في اليوم نفسه في التاسعة والنصف صباحاً، المدربة مي خليفة الخبيرة في مهارات السلوك والقدرة على التنافس، ورش عمل للكبار باللغة الإنجليزية، والتي تتناول مبادئ تعزيز الحضور، ووضوح الرؤية، لتحقيق النجاح المنشود.

وهذا الورشة معنية بالمديرين التنفيذيين، والكتّاب، والمتحدثين، وكل الراغبين بتعزيز ثقتهم بأنفسهم، والحصول على المهارات التي يحتاجونها للترويج لأنفسهم في عالم اليوم.

ومن الجلسات المعنية بشؤون المرأة وهمومها «تغير قواعد اللعبة: التحدث بصراحة باسم المساواة وحقوق المرأة»، ويشارك فيها كل من الروائية والإعلامية السعودية الدكتورة بدرية البشر، وصوفي لي راي ومهر طراز، وذلك في الساعة السادة من مساء الاثنين 6 مارس الجاري.

الرواية البوليسية

كما يتاح لعشاق الرواية البوليسية لقاء نادر مع الروائي الجزائري محمد مولسهول، الشهير بلقب «ياسمينة خضراء»، الذي ترجمت أعماله إلى أكثر من 40 لغة مع اقتباس السينما والمسرح عدداً منها. ومن أشهر رواياته «سنونوات كابل» و«بما تحلم الذئاب»، وكتاب سيرته الذاتية «الكاتب».

ويشارك خضراء بجلستين في 4 مارس المقبل. الأولى بمثابة تداعيات حول روايته «الملائكة تموت من جراحنا»، التي يعالج من خلال حياة بطلها الملاكم تورامبو، قطبيّ التحول السريع في شخصيته بين الشهرة والانهيار، كذلك يقظة الإنسان واعتزازه بكرامته وهويته، والبحث عن الحب في غمار تاريخ الجزائر القريب.

ويتناول في الجلسة الثانية «حرب الحقيقة»، بصفته أديباً وضابط جيش متقاعد، الإجابة بمشاركة الصحافية البريطانية كريستينا لامب، التي غطت كمراسلة خارجية حرب أفغانستان لمدة 13 عاماً، على مجموعة من التساؤلات التي تدور في ذهن الكثيرين في زمن العولمة، ومنها: كيف نحصل على الحقيقة حينما يرفض الجميع الحديث عنها، وغالباً ما يُرفض سماعها.

أعماق الصحراء

أما الفعالية التي ينتظرها رواد المهرجان في كل عام، فهي «من أعماق الصحراء»، التي ترسخ في الذاكرة لما تحمله من جماليات، حيث يجلس الحضور في حضن كثبان الصحراء تحت سماء متلألئة بالنجوم، ليستمعوا إلى أعذب الأشعار بمختلف اللغات.

ولهذه الفعالية في الدورة التاسعة، التي تقام بالتاسع من مارس الجاري نكهة أخرى، لكونها تقام للمرة الأولى في منتجع المها الصحراوي – مخيم الصحراء، وبمشاركة أسماء جديدة من الشعراء، وهم عدنان العودة، زينة هاشم بيك، زينب البلوشي، مايكل كوبرسون، كي ميلر.

تمديد

تم تمديد البرنامج التعليمي لخمسة أيام، ليقام في الفترة من 5 - 9 مارس في جميع أنحاء الإمارات. ومن المتوقع أن يصل عدد الطلاب المشاركين في فعاليات أيام التعليم، التي تشتمل على 87 فعالية، إلى 23000 طالب من أكثر من 150 مدرسة.

ويشارك في نسخة هذا العام كتَّاب من جميع أنحاء العالم، ومنهم:

آلان تتشمارش: ألَّف أكثر من 50 كتاباً عن الحدائق، إضافة إلى سيرته الذاتية من ثلاثة أجزاء، وروايات، حققت جميعها أفضل المبيعات لدى صحيفة صنداي تايمز.

أبريل هاردي: خبيرة الطهو التي احترفت الكتابة بعد فوزها بجائزة بطلة المهرجان الأدبية 2014.

أبي إلفينستون: مؤلفة كتب اليافعين التي قدمت من خلالها "مول بكسنف، البطلة التي لا تقهر".

أحمد خالد توفيق: أول كاتب عربي يحترف الكتابة في أدب الرعب، ويُعد الأشهر في مجال أدب الشباب والفانتازيا والخيال.

أشلي فانس: مؤلف الكتاب الأكثر مبيعاً: إيلون موسك، وتسلا، وسبيس إكس، والسعي لمستقبل رائع.

ألكس براون: أحد أبرز كتّاب "مسرح الدقائق العشر"، أطلق الموقع الإلكتروني للسيناريو المفتوح، وكتب ما لا يقل عن 110 مسرحيات، أنتجت في 35 دولة و40 ولاية مختلفة من الولايات المتحدة الأمريكية.

ألكسندر مكناب: خبير التواصل الرقمي، مؤلف العديد من أعمال أدب الجاسوسية، من أشهرها (A Decent Bomber).

أماندا كالديرون: شاعرة أمريكية، مقيمة في مدينة نيويورك، تنشر أعمالها في كبرى الدوريات الأدبية.

إيمان اليوسف: مهندسة كيميائية، وكاتبة إماراتية، ومدربة معتمدة في علم تحليل الخطوط، نشرت مجموعتين قصصيتين.

القراءة إلهام

وتعد الإمارات دولة ملهمة بالقراءة والمطالعة والآداب، وأصدرت قانوناً في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يلزم الحكومة بالتدخل مبكراً لترسيخ القراءة عبر توفير الحقيبة المعرفية للمواليد، ويعطي الموظف الحق بالقراءة التخصصية ضمن ساعات العمل.

ويعفي القانون مواد القراءة من أي رسوم أو ضرائب لغايات التأليف أو النشر أو الطباعة والتوزيع، كما يوفر تسهيلات للمؤلفين والمحررين ودور النشر بالدولة.

ويضع القانون للقراءة أطراً ملزمة لجميع الجهات الحكومية في القطاعات التعليمية والمجتمعية والإعلامية والثقافية؛ لترسيخ القراءة لدى كل فئات المجتمع، بمختلف المراحل العمرية، ويغطي كل ما يتصل بها من تطوير ونشر وترويج وأنظمة، ويعزز التكامل بين القطاعات والقوانين الرئيسة المعنية بالعلم والثقافة.

واستضاف هذا المهرجان في العام السابق 2016 أكثر من 140 أديباً ومفكراً ومتحدثاً من 35 بلداً، وزاره أكثر من 30 ألف شخص، وحضروا ما يزيد على 200 جلسة وفعالية.

وما فتئ هذا المهرجان الأدبي يتقدم بشكل ملحوظ، محققاً قفزات هائلة منذ دورته الأولى عام 2009، إذ حصل العام الماضي على جائزة أفضل مهرجان للمرة الثانية على التوالي من قبل جوائز فعاليات الشرق الأوسط، وفق مديرة المهرجان، إيزابيل أبو الهول.

وعن أهمية هذا المهرجان قالت أبو الهول بحسب موقع المهرجان، إن أهميته تكمن في اعتنائه بالتعليم، وإعلائه من شأن الثقافة التربوية.

وقد حقق- بحسب مديرة المهرجان- "إنجازاً كبيراً على مستوى المسابقات الأدبية التي يقيمها كل عام، حيث تسهم جائزة "مونتيغرابا" للأعمال الروائية، في تقديم كتّاب عالميين، تمكنوا من نشر أعمالهم من خلال دُور نشر مرموقة".

50 ورشة عمل للأطفال

يضم برنامج أنشطة الأطفال أكثر من 50 جلسة وورشة عمل، منها جلسة للكاتبة الشهيرة فرانسيس هاردينج مؤلفة (شجرة الكذب)، والكاتبة فرانشيسكا سايمون مؤلفة سلسلة (هنري البغيض)، ومبتكر مسلسل الرسوم المتحركة «فريج» محمد سعيد حارب، ومؤلفة سلسلة «جورج غرينباي»، لوسي هاوكينغ، والكاتبة الفلسطينية الحائزة على العديد من الجوائز سونيا نمر، وتانيا لاندمان الحائزة على وسام كارنيجي عن عملها «مهما كلف الأمر»، بيرز تورداي مؤلف «قد يكون هناك قلعة»، وكتّاب آخرون.

ويستمع الأطفال من الأربع سنوات وحتى نهاية المرحلة التأسيسية، إلى مجموعة الكتاب الذين رسخوا مكانتهم في أدب الطفل، سواء في جلسات حوار فردية مع الكاتب، أو جماعية، مثل جلسة «كتاب كنز القرصان المصور»، التي تقدمها الكاتبة البريطانية سارة ماكنتاير، والإماراتية ميثاء الخياط، اللتين ستكتبان وترسمان سيناريو القصة أمام الأطفال باللغتين، في أجواء متعة الاكتشاف والمغامرة والضحك.

وتتميز كل من الكاتبتين بغنى تجربتها في أدب الطفل، حيث أصدرت ميثاء 17 كتاباً مصوراً، بينما اشتهرت العديد من قصص سارة، مثل «فيليب ريف» وغيرها.

كما تقدم ناديا حسين الشيف المتخصصة بخبز المعجنات البريطانية البنغلادشية، جلسة تجمع فيها بين الحكايات ووصفات مأكولاتها، كما في قصتها «طفل كعك الزنجبيل جاك»، وقصة الفتاة الصغيرة والدببة الثلاث، وغيرها.

واستطاعت ناديا التي علمت نفسها بنفسها أسس خبز المعجنات، التميز والفوز بالعديد من الجوائز، إلى جانب دعوتها لتخبز الكعكة الخاصة باحتفالية عيد الميلاد التسعين لملكة بريطانيا إليزابيث الثانية.

والشيّق أن ما يزيد على خمسة كتّاب عرب، يشاركون في برنامج الأنشطة التي يزيد عددها على 12 جلسة، والمخصصة للأطفال الذين تتجاوز أعمارهم الست سنوات. وأبرز هؤلاء الكتاب: المصرية أمل فرح، التي فازت بجائزة «اتصالات» لكتاب الطفل العام الماضي، والتي تحمل جلستها عنوان «هل تحبين أن تكوني سلحفاة؟».

ويشارك أيضاً عدد من كاتبات مجموعة «هن»، التي شكل المهرجان عام 2012، نواة تعارفهن ولقاءاتهن. ومع الوقت، ازداد عددهن واتسعت نشاطاتهن، ومن ضمنهن مؤسسة المجموعة سحر نجاح محفوظ كاتبة أدب الطفل، التي تقدم جلسة قراءة بعنوان «صانعة الحكايات»، وتحكي فيها عن وصول بطلتها بالدراجة إلى القرية، ليتجمع حولها السكان لمعرفة قصتها، فتحكي الفتاة قصصها الشيّقة بصوت جهوري، ليضحك الجميع على طول الطريق. أما جلسات من تتجاوز أعمارهم تسع سنوات، فيتجاوز عددها 14 جلسة. وأبرز الكاتبات العربيات المشاركات فيها: الدكتورة الأديبة سونيا نمر.

تحت مظلة مؤسسة الإمارات للآداب

تأسست مؤسسة الإمارات للآداب عام 2013، بموجب مرسوم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهي مؤسسة ثقافية غير ربحية، تحتضن مقر مهرجان طيران الإمارات للآداب.

تتطلع المؤسسة إلى دعم الأدب والثقافة في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، من خلال برامجها ومبادراتها الثقافية المتنوعة، وتهدف إلى غرس محبة الآداب في النفوس، وتعزيز قيمتها لدى مجتمع الإمارات والمجتمع العربي، وتركز على تشجيع النشء على المطالعة، لما تقدمه من متعة وفوائد جمّة.

وتتبنى المؤسسة، العديد من المبادرات المتميزة، التي تسعى إلى ترسيخ قيم الثقافة والتعليم، مثل جائزة «أمين المكتبات المدرسية» السنوية، وأسبوع اللغة العربية، ومؤتمر الترجمة الدولي، ومؤتمر دبي الأول للنشر، إضافة لبرامج التعليم، ونوادي الكِتاب ودورات الكتابة الإبداعية، على مدار العام. تشرف مؤسسة الإمارات للآداب، على إدارة مهرجان طيران الإمارات للآداب.


عدد القراء: 3622

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-