معرض فوتوغرافي لصاحب «الموناليزا الأفغانية» في بروكسل

نشر بتاريخ: 2017-03-30

فكر – الرياض:

افتتح مؤخراً بالعاصمة البلجيكية بروكسل معرضاً ضخماً لأعمال المصور الصحفي الأمريكي ستيف ماكوري، تحت عنوان "عالم ستيف ماكوري"، ويضم المعرض 200 صورة فوتوغرافية، ترصد رحلات المصور الفوتوغرافي في العديد من بلدان العالم، من اليابان والهند والصين، إلى اليمن والإمارات ولبنان ومصر والجزائر.

وعبر 200 صورة فوتوغرافية ضمها المعرض من الحجم الكبير لأعمال ستيف ماكوري، ننتقل من صورة إلى أخرى كأننا نتتبع رحلات المصور الرحالة: من أفغانستان إلى الهند، ومن جنوب شرق آسيا إلى أفريقيا، ومن كوبا إلى الولايات المتحدة، ومن البرازيل إلى إيطاليا.

وكثيرة هي الصور الأيقونية التي عرف بها العالم أجمع لمسات الفوتوغرافي ستيف ماكوري، لكن أشهرها على الإطلاق، ستبقى صورته الأيقونة "الأفغانية الشابة صاحبة العيون الخضر"، أو "الموناليزا الأفغانية"، والتي احتلت غلاف مجلة ناشيونال جيوغرافيك في يونيو/حزيران 1985.

ويشكل المعرض البروكسلي الجديد للأمريكي ستيف ماكوري استثناء، في كونه المعرض الأضخم لبرز أعماله، طوال رحلته مع فن التصوير والفوتوغرافيا، كما يضم المعرض قسماً لأعمال غير منشورة، وهو ما زاد من إقبال الجمهور على المعرض الذي سينتهي في 25 يونيو/حزيران المقبل.

ويقترح المعرض، الذي صممه بيبا غياشيتي، رحلة طويلة في تتبع عدسة ستيف ماكوري وهي تلتقط ملامح الكهول في أمريكا الجنوبية برجالها ونسائها وعاداتهم التقليدية الموروثة منذ آلاف السنين، أو بقدرته على رصد حركات العيون من تحت البراقع، لنساء أفغانيات يعبرن جوار حائط متهدم، تشعر وأنت تتأمل صوره التي التقطها في اليابان مثلاً، أن لا شيء مستقر على حاله في المشهد الملتقط، ثمة سرعة غير مفهومه في حركة الصورة، كأن اليد التي ضغطت زر العدسة كانت تهرول خوفاً من مجهول، وهو ما يزيد من إحساس مشاهد الصورة بإيقاع الحركة في بلد كاليابان، الإيقاع ذاته الذي سيختلف تماماً في صور ستيف ماكوري التي التقطها في الهند، حيث السكينة تحل على ملامح الوجوه لحظة الضغط على الفلاش، العيون السوداء الواسعة وهي تخفي ابتسامة خجل أمام عدسة المصور الطارئ، كل هذه اللحظات، التهويمات، التخاريف، ستتردد في عقلك وأنت تنتقل من صورة إلى أخرى، متتبعاً رحلة المصور الأمريكي ستيف ماكوري في معرضه الجديد المقام حالياً بالعاصمة البلجيكية بروكسل.

ويعتبر ماكوري أحد أشهر المصورين الصحفيين في تاريخ التصوير الفوتوغرافي؛ فهو متواجد بشكل دائم في مناطق الحروب والصراعات المسلحة؛ كما أنه أحد أهم المصورين العالميين الذين وثقوا العادات والتقاليد لكثير من الشعوب البدائية المكتشفة حديثاً، يمكننا أن نقول باختصار أن ستيف ماكوري سجل بصوره الفوتوغرافية كل ما يمثل كفاح الإنسان من أجل البقاء.

ولد ستيف ماكوري في فيلادلفيا عام 1950، وتخرج بدرجة امتياز من كلية الفنون والهندسة المعمارية بجامعة بنسلفانيا، وبعد أن عمل بإحدى الصحف الأمريكية لمدة عامين، سافر إلى الهند ليتعلم هناك الترقب والصبر، بحثاً عن اللحظة الأنسب للصورة الأجمل.

وبدأ الحضور الإبداعي لماكوري يتجلى مع تكليفه بتغطية الهجوم السوفييتي على أفغانستان، ليبدأ بعدها بتسجيل حضوره المتخصص في كثير من مناطق الصراعات الدولية، بما في ذلك بيروت وكمبوديا والفلبين وحرب الخليج 1991 ويوغوسلافيا السابقة والتبت، موجهاً تركيز عدسته على وقع تلك الحروب على وجه الإنسان البسيط.

وبالطبع فإن أشهر صورة فوتوغرافية في العالم، والتي حازت الكثير من الجوائز العالمية، هي تلك التي التقطها ماكوري لفتاة أفغانية عام 1984 أثناء الاحتلال السوفييتي، وقد نشرت الصورة حينها في مجلة ناشيونال جيوغرافيك عام 1985، لتُبهر عيون هذه الفتاة أنظار العالم كله، والتي ظل ستيف ماكوري يبحث عنها منذ ذلك الحين، إلى أن عثر عليها بعد 20 عاماً، كان ذلك في عام 2004، ليلتقط لها صورة ثانية أصبحت مثل سابقتها من حيث شهرتها وإثارتها للجدل.

ويقضي ستيف ماكوري معظم وقته في الشرق الأوسط وآسيا وجنوب أمريكا، موثقاً أهم الأحداث الهامة كالحروب والكوارث، إلى جانب توثيقه المستمر للحياة اليومية للشعوب المختلفة.

 


عدد القراء: 3531

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-