يوم المخطوط العربي فقط استذكار الماضي
فكر – الرياض:
على غرار أربع دورات سابقة، اقتصرت احتفالية "المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم- ألكسو" بيوم المخطوط العربي على كلمات أشارت إلى الأخطار المتعدّدة التي تهدّد الإرث الحضاري العربي، فيما تُظهر "الإنجازات" التي تمّ الحديث عنها عدم وجود رؤية ومشروع حقيقييْن لحفظ أكثر من ثلاثة ملايين مخطوط تتنشر في أكثر من بلد عربي.
الاحتفالية التي أقيمت في مقرّ "جامعة الدول العربية"، صباح اليوم في القاهرة، تحت شعار "التراث في زمن المخاطر" أعادت التذكير فقط بأهمية تخصيص الرابع من نيسان/أبريل من كلّ عام للالتفات إلى "أحد عناصر الهوية والذاكرة الحيّة للأمّة، والذي تعرّض للسرقة طوال قرون مضت".
يبدو أن الحال لم تختلف منذ دمّرت الحملة الصليبية الأولى مئة ألف مخطوط في مجالات العلوم والأدب والفلسفة والفلك في مدن الشام، وكذلك إغراق المغول لمحتويات مكتبة "بيت الحكمة" في نهر دجلة حين اجتاحوا بغداد، وصولاً إلى إحراق مليون كتاب وخطاطة في كلّ من قرطبة وغرناطة في القرن الخامس عشر الميلادي على يد الإسبان.
تكرّر المشهد في القرن العشرين والذي يليه، حيث قام الاحتلال الإسرائيلي بتشويه التراث الفلسطيني وطمسه وتزويره، ثم جاءت الصراعات الداخلية في سورية والعراق واليمن وليبيا لتقضي على مئات آلاف المخطوطات ويُهرّب ما بقي منها إلى الخارج.
السرد التاريخي لما حصل خلال عشرة قرون، كان مهميناً على الاحتفال بالمخطوط العربي، لكن لم يلتفت القائمون على التظاهرة إلى أن العديد من البلدان التي حكمها المسلمون في زمن ازدهار خلافتهم، وفي مقدّمتها: إسبانيا وتركيا وإيران وباكستان تنشط اليوم في تحقيق وحفظ المخطوطات العربية المتواجدة على أرضها.
في المقابل، لم يعدّد المتحدّثون سوى جهود متناثرة هنا وهناك على امتداد العالم العربي، ومنها تحقيق كتاب "بغية الطلب في تاريخ حلب" لـ ابن العديم، ليُكرّم بوصفه "كتاب العام التراثي 2017"، وفهرسة 25 مجلّداً في "مركز تحقيق التراث" في الأزهر، وخطط "مجمع اللغة العربية" في القاهرة لإصدار معجم خاص لمراكز تحقيق التراث، إضافة إلى معجمين للغة العربية.
باستثناء هذه النتاجات المتواضعة، لا يزال البحث جارياً لصياغة استراتيجية عربية لحماية التراث المهدّد بالتدمير، وإطلاق مرصد التراث العمراني في مدن عديدة، تنفيذاً لقرار سابق اتخده وزراء الثقافة العرب عام 2012 .
تغريد
اكتب تعليقك