إعلان جوائز بوليتزر في الصحافة والأدب 2017

نشر بتاريخ: 2017-04-11

فكر – الرياض:

كرمت جوائز بوليتزر، التي تعتبر أكثر الجوائز المرموقة التي تمنح للصحافة الأمريكية، الاثنين، التغطية الصحافية التي تحدت الرئيس دونالد ترامب خلال حملة الانتخابات الرئاسية الحاسمة العام الماضي، ووجهت رسالة قوية للدفاع عن حرية الصحافة.

وجاء الإعلان عن نتائج النسخة 101 من هذه الجوائز، الذي جرى في جامعة كولومبيا في نيويورك، وسط تعرض وسائل الاعلام الأمريكية لهجوم من البيت الابيض واتهامها بتلفيق "أخبار كاذبة" عن الادارة الجديدة، وبعد تعرض الصحافة لانتقادات شديدة بعد فشلها في توقع فوز ترامب.

وفاز ديفيد فارنثولد من صحيفة "واشنطن بوست" بجائزة التغطية الوطنية تكريمًا لما وصفه مجلس الجائزة بأنه "نموذج للصحافة الشفافة"، التي شككت في تأكيدات ترامب بسخائه في العمل الخيري.

وأجرى فارنثولد تحقيقًا ليس فقط في مزاعم ترامب بأنه يقوم بأعمال خيرية، ولكن كشف كذلك عن تسجيل في 2005 يتفاخر فيه ترامب بوقاحة بتحرشه الجنسي بالنساء.

وأثناء حملته الانتخابية للحصول على ترشيح حزبه الجمهوري، قال ترامب إنه جمع مبلغ ستة ملايين دولار للمحاربين القدامى، إلا أنه توقف عن توزيع ذلك المبلغ، واكتفى بتوزيع نحو مليون دولار فقط.

كما تم منح الصحافة كذلك جائزة بوليتزر لكاتبة المقالات الصحافية بيغي نونان من صحيفة "وول ستريت جورنال" تكريمًا لها على "المقالات التي كتبتها بشكل رائع والتي أعادت القرّاء إلى القيم الأمريكية خلال الحملة الانتخابية التي تسببت في انقسام الشعب الأميركي بشكل لم تشهده البلاد من قبل".

وتم منح ميدالية الخدمة العامة المرموقة لصحيفة "نيويورك ديلي نيوز" ولموقع "بروببليكا" للاخبار الاستقصائية تكريمًا لهما على كشفهما عن الاساءة الرسمية التي تتضمنها أحكام إخلاء المنازل التي تسببت في حرمان المئات من منازلهم ومعظمهم من الاقليات الفقيرة.

وقسمت الجوائز إلى 21 فئة في الصحافة والفنون والرسائل.

ركيزة الديموقراطية

قال المسؤول في جوائز بوليتزر مايك برايد إن "الجوائز تمثل القيم الأساسية في مجالين هما التحقيقات المستقلة في الشؤون العامة، والابداع والحرفية في رواية قصة أمريكا".

وأوضح في مقدمته أن الصحافة الفائزة شملت تغطية تحدت "سياسيين نافذين ومؤسسات قوية" وكشفت عن "الاساءة المنهجية للأشخاص الذين ليس لهم أمل كبير في الدفاع عن أنفسهم".

وفازت صحيفة "نيويورك تايمز" بجائزة التغطية الدولية لمساعي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرض سلطة بلاده في الخارج، ومن بينها عمليات اغتيال وترهيب على الانترنت.

ويحقق الكونغرس الأمريكي في اتهامات بأن روسيا حاولت ترجيح كفة انتخابات الرئاسة لصالح ترامب.

وفاز المصور الحر دانييل بيرهوك بجائزة التصوير الاخباري بفضل صور نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" "للحرب على المخدرات" التي تشنها سلطات الفيليبين.

وشكك برايد في صحة ما يقال بأن عهد الصحف قد ولّى بسبب انخفاض العائدات من الاعلانات، وقال إن الصحافة الأمريكية تشهد ثورة العصر الرقمي.

وأضاف "نظرًا لأن الصحافيين يطرحون حقائق قد تكون مزعجة فإنهم عادة ما يكونون هدفًا سهلاً للانتقادات .. ولكن إذا توقفنا ونظرنا إلى المجتمعات التي تقمع الصحافة ندرك أنه رغم عيوبها فإن الصحافة الحرة النشطة لا تزال ركيزة من ركائز الديموقراطية".

وأضاف للصحافيين لاحقًا "لن أقدم أية آراء بشأن المشهد السياسي، وسأكتفي بالقول إن الصحافيين يحتاجون إلى مواصلة ما يفعلونه".

عنف، سجون، عبودية

ومنحت جوائز أخرى لصحيفة "ايست باي تايمز اوف اوكلاند" في كاليفورنيا على الأنباء العاجلة لحريق في مخزن كانت تقام فيه حفلة، أدى إلى مقتل 36 شخصًا والكشف عن أخطاء كان يمكن أن يمنع إصلاحها وقوع الحادث.

وفاز الصحافي سي.جاي شيفرز من صحيفة "نيويورك تايمز" بجائزة عن كتابة المقالات عن مقال حول أحد عناصر قوات المارينز عانى من تبعات مشاركته في الحرب في افغانستان.

وفازت صحيفة "شيكاغو تريبيون" بجائزة على صور لصبي في العاشرة من عمره نجا من حادث إطلاق نار تعرض له مع والدته.

وفازت صحيفة "تشارلستون غازيت-ميل" بجائزة عن تحقيق استقصائي عن الأفيون في ويست فيرجينيا.

وفاز "التحالف الدولي للصحافيين الاستقصائيين" وموقع "ماكلاتشي" وصحيفة "ميامي هيرالد" بجائزة على سلسلة من المقالات الاستقصائية عن "أوراق بنما"، التي كشفت عن الملاجئ الضريبية في العالم.

كما فازت صحيفة "سولت ليك تريبيون" بجائزة على التغطية المحلية التي كشفت عن المعاملة القاسية التي تعرضت لها ضحايا الاعتداءات الجنسية في جامعة "برغام يونغ" في يوتاه، بعد ابلاغهن الشرطة عن تلك الحالات.

جوائز بوليتزر للأدب

تم منح جائزة بوليتزر للرواية عن فئة الأعمال الخيالية إلى كولسون وايتهيد عن روايته "سكة الحديد السرية" التي تتحدث عن العبودية. وفازت هيثر آن ثومبسون عن جائزة فئة التاريخ عن كتابها " الدم في الماء: انتفاضة سجن أتيكا 1971 وإرثها" الصادر في 2016.

أما جائزة السيرة الذاتية فقط منحت للكاتب الليبي المولود في نيويورك هشام مطر على كتابه "العودة: آباء وأبناء والأرض الوسطى".

وفاز ماتيو ديزموند عن فئة الأعمال الغير خيالية (الواقعية) عن كتابه إخلاء: الفقر والربح في المدينة الأمريكية. وفي الشعر فاز تيهيمبا جيس عن كتابه (أوليو) وبرر المسؤول عن جوائز بوليتزر بمنحه الجائزة لعمله المميز الذي يخلط فيه فن الأداء والشعر وذلك لاستكشاف الذاكرة الجماعية وتحدي الأفكار المعاصرة من العرق والهوية.

وتأسست الجائزة سنة 1917، بوصية من الناشر الرائد جوزيف بوليتزر، ويبلغ إجمالي الجوائز كل عام 21 جائزة، حيث تختار لجنة مستقلة الفائزين بعد أن يقدم محكمون ترشيحات من إجمالي 2400 متقدم في كافة المجالات، ويمكن أن تقرر اللجنة حجب الجائزة في أي مجال.

ومنذ تاريخ إنشائها، غالبا ما تذهب جوائز "بوليتزر"، وهي أرفع جائزة في الصحافة الأمريكية، لمطبوعات شهيرة مثل "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" و"وول ستريت جورنال".

لكن مطبوعات أصغر وأقل شهرة في أنحاء البلاد لا تحظى أعمالها دائمًا باهتمام على المستوى الوطني عند نشرها، تفوز بالجوائز أيضًا.

 

المصدر: وكالات


عدد القراء: 3940

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-