أكشاك بيع الكتب.. تاريخ فرنسا المنثور على نهر السين

نشر بتاريخ: 2017-07-12

فكر – المحرر الثقافي:

تشتهر ضفاف نهر السين في باريس بباعة الكتب القديمة الذين صاروا جزءًا من المشهد السياحي الباريسي. ويمكن للسائح أن يقوم بجولة في مدينة النور وتراثها من خلال أكشاك لا تتجاوز مساحتها بضعة أمتار، تستعمل لبيع الكتب التي يعود بعضها إلى القرن التاسع عشر.

ويقول رئيس الجمعية الثقافية لباعة الكتب القديمة جيروم كاييه، نحن على ضفاف نهر السين، هنا الأرصفة الباريسية الشهيرة حيث توجد أكبر مكتبة في الهواء الطلق في العالم، وحيث يوجد حوالي 220 من الزملاء باعة الكتب القديمة.

ويشير إلى أن هذه المهنة رأت النور تقريبًا مع اختراع الطباعة. وفي عام 1891 بعد التصريح للباعة بترك الكتب هنا، رأت هذه الصناديق -التي نستعملها لعرض الكتب- النور.

ويضيف أن حصول أحدنا على ترخيص يتيح له مساحة 8.6 أمتار، تكون كافية لأربعة صناديق خشبية لوضع الكتب. ونحن لا ندفع بدل إيجار لبلدية باريس، ولكننا في المقابل نساهم في تنشيط الحركة على ضفاف نهر السين؛ فبلدية باريس تعلم جيدا أن بيع الكتب ليس مهنة تجعل صاحبها ثريًا، كما تدرك أن باعة الكتب القديمة هنا لا يقلون أهمية عن معالم أخرى مثل برج إيفيل أو مونمارتر أو متحف اللوفر، فنحن في النهاية نمثل جزءًا من التراث الثقافي هنا.

ورغم أن هذه المهنة ليست مصدر ثراء مادي، فإنها -بحسب كاييه- مصدر ثراء إنساني، "فنحن نلاقي الكثير من الناس، وخصوصية هذا العمل أيضًا تتمثل في أنه لا يوجد عدد كبير من الباعة يعرضون حوالي ثلاثمئة ألف كتاب في الشارع في مكان آخر في العالم.

وبشأن الصعوبات التي يتعرض لها باعة الكتب، يقول كاييه إن أهم الصعوبات تتمثل في تقلب الطقس والتعب، وتراجع اهتمام الناس بالكتب مقابل الحواسيب والهواتف الذكية. فالتكنولوجيا الحديثة تنافسنا، وكتب كثيرة الآن تباع وتعرض على الإنترنت؛ "لكنني أعتقد أن التعامل الجيد مع الزبائن ونصحهم - بعيدًا عن المصلحة المادية- يجعل الكثير منهم يعودون ويواصلون الإقبال علينا".


عدد القراء: 4890

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-