عالم الأدب يحتفل بالروائية البريطانية جين أوستن
فكر – المحرر الثقافي:
يحتفي عالم الأدب، خلال الشهر الجاري، بمرور 200 عام على وفاة الروائية البريطانية جين أوستن (1775-1817)، التي حققت شهرتها العالمية من خلال ست روايات فقط، إلى جانب أعمالها في حقل أدب اليافعين، ولا تخلو مطبوعة دورية أو يومية أو موقع إلكتروني معني بالثقافة في أي من البلدان، من احتفالية بها، خاصة وأن مكانتها تأتي في المرتبة الثانية عالمياً بعد شكسبير.
ولا تزال أعمال جين أوستن تطبع في بلدان العالم، وتعد مصدر إلهام أدبي في بلدها وفي العالم، ومثار فضول لدى المعجبين بإرثها الإنساني لسبر أغوار شخصيتها إلى جانب حرص الشاشة الفضية والذهبية على تحويلها إلى أفلام ومسلسلات حققت وتحقق نجاحاً كبيراً منذ عام 1938 وحتى اليوم، بواقع لا يقل عن عمل واحد كل عام، إلى جانب صدور آلاف الدراسات الأكاديمية النقدية والبحوث والأطروحات عن أعمالها وأسلوبها وسيرتها الذاتية.
في الثامن عشر من يوليو عام 1817 توفيت جاين أوستن عن 41 عامًا، عاشت معظمها في الفقر والظلّ وتأمُّل أحوال المجتمع، بعد ذلك بدأت شهرتها تنطلق شيئًا فشيئًا، وصارت تعد من أفضل الكتّاب في تاريخ بريطانيا، وبيعت ملايين النسخ من رواياتها الست.
موهبة
الخط المشترك في أعمال أوستن أحاديث تدور في جلسات شاي، وبحث الشابات عن الزواج وهو ما جعل البعض يشبهها بالكاتبة بربارا كارتلاند، أشهر كاتبة بريطانية للروايات الرومانسية.
وخلف رواج أعمال أوستن التي تعد أول روائية من العنصر النسائي تكتب بأسلوب لا تنفصل فيه الدراما عن الكوميديا، عوامل عديدة في مقدمتها أنها كاتبة تتمتع بموهبة استثنائية تجلّت في أسلوبها الذي يجمع بين الاختزال وحس الفكاهة والعمق والنقد، والتقاط نبض المجتمع وتقاليده.. آخذين في الاعتبار أن أعمالها لم تحقق نجاحاً كبيراً خلال حياتها القصيرة حيث توفيت بعد عامين من بلوغها الأربعين، ومع ذلك اتبع أو تابع نهجها في الكتابة العديد من الكتاب المشاهير، أمثال: الأديب الإنجليزي سير والتر سكوت (1771-1832)، الروائية النيوزيلندية كاثرين مانسفيلد (1888-1923). علماً أن اسمها بدأ يتألق في نهاية القرن التاسع عشر.
كما يميز أعمال أوستن اهتمامها الكبير برسم ووصف تفاصيل الشخصيات، والتعمق في الدوافع الخفية التي تحركها، وحواراتها الدقيقة التي ترتبط بالسلوك والقيم الإنسانية.. ولتتمحور حبكة الرواية حول الحب والمال والسلطة والمكانة الاجتماعية والسعادة التي تبحث عنها شخصياتها عبر صراع داخلي وخارجي بين الواجب والقيم الإنسانية والشرف.
وتتناول أوستن في معظم حبكات رواياتها النساء التقليديات اللواتي يعولن على الزواج للحصول على حياة آمنة ومستقرة مادياً ومعنوياً.
وعلينا أن نأخذ في الاعتبار هنا أن القرن الثامن عشر لم يكن يأخذ فن الرواية على محمل الجد، بل اعتبرها بمثابة أداة للترفيه والنقاش، وربما كان ذلك أحد أسباب تأخر شهرتها.
مهرجان
ومن أبرز احتفالات وطنها الأم بريطانيا، مهرجان جين أوستن 200 في وينشستر بعنوان "ذي ميستيريوس ميس أوستن" أو الآنسة أوستن الغامضة، الذي يضم العديد من الأنشطة والفعاليات، ومن ضمنها أربعة معارض، وأولها معني بأزياء أوستن بالتعاون مع المتحف الذي يحمل اسمها، والثاني خاص بمرض جين وعلاجها لدى إقامتها في تلك البلدة، ومعرض معني بعلاقتها مع الصيدلي آلتون خلال مرضها، وأخيراً عالم القوات البحرية في زمنها، حيث استلهمت منه عدداً من شخصيات أبطالها.
أعمالها
- العقل والعاطفة 1811
- كبرياء وهوى 1813
- مانسفيلد بارك 1814
- إيمّـا 1815
- دير نورثانجر 1817
- إقناع 1817
تغريد
اكتب تعليقك