الخيّون يوثق دور أصحاب البشرة السوداء الإنساني في «أثر السود في الحضارة الإسلامية»

نشر بتاريخ: 2017-09-20

المحرر الثقافي:

 

الكتاب: "أثر السود في الحضارة الإسلامية"

المؤلف: د. رشيد الخيون

الناشر: مكتبة الملك عبدالعزيز العامة

عدد الصفحات: 438 صفحة، القطع المتوسط

 

قدمت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة لروادها كتاباً توثيقياً ضمن سلسلة الأعمال المحكمة (120)، والذي حمل عنوان "أثر السود في الحضارة الإسلامية" للمؤلف الدكتور رشيد الخيون، سعياً منها لتوثيق الأدوار الإنسانية والحضارية التي تركها أصحاب البشرة السوداء بوصفهم أعضاء فاعلين في الحضارة الإسلامية ورصد دورهم الريادي.

وجاء الكتاب في حلة جميلة مكونة من (438) صفحة من القطع المتوسط، وعشرة فصول في بابين.

ويحتوي الباب الأول أربعة فصول، ويعرض الفصل الأول المصادر التي تناولت السود، منها المختص بهم فقط، والمصادر العامة، ونفهم من شرح دواعي تصنيف تلك الكتب أنها جاءت دفاعاً عنهم، لظلمهم اجتماعياً بسبب اللون. وبحث الفصل الثاني دراسة وضع السود قبل الإسلام، بداية من عهد بابل مروراً بحضارة الرومان وحضارة اليونان الأقدمين، إلى العهود الأوروبية المتأخرة والدعوات لإلغاء العبودية وتجارة الرقيق، ويختص الفصل الثالث بموضوع معاملة السود في الإسلام على وجه التحديد. أما الفصل الرابع فيتناول الثورات والحراك الاجتماعي الذي قاموا بها ثلاث مرات بالبصرة على فترات مختلفة.

وتناولت الفصول الستة من الباب الثاني ما يمكن اعتباره المادة الأساسية للكتاب من سير وترجمات أعلام السود المسلمين، ومن خلالها يتعرف القارئ على دور كل من هؤلاء الأعلام في مجاله بالتحديد، وقد روعي توزيع التراجم والسير على الزمن.

وتأتي أهمية الكتاب كمحاولة توثيقية جامعة لأدوار إنسانية قدّمها السود بوصفهم أعضاء فاعلين في الحضارة الإسلامية. وفي تتبع المؤلف للإطار العام الذي ارتبط بظاهرة السود في المجتمعات البيضاء، حاول أن يرسم مساراً تاريخياً لذلك النظام القائم على العبودية، سواء في علاقته بالرقيق الأبيض أم الأسود، ليستخلص بعد ذلك الأهمية الكبرى للدور الإسلامي على مستوى التعاليم والتشريعات، وتقدمه في ذلك على سائر النظم التي حاولت توظيف علاقات الرق، بعيداً عن التقويم الإنساني.

مكتبة الملك عبدالعزيز تنشر هذا الكتاب لتساهم في رسم صورة مشرقة للدور الذي ينبغي أن يُذكر، وأن يُسجل لتلك الجماعة ولأبنائها الذين ساهموا في الحضارة الإسلامية بفاعلية، والذين أثبتوا أن قيم تلك الحضارة هي بحق قيم إنسانية، وذات رصيد أخلاقي وأصول عظيمة تحترم إنسانية الإنسان وكرامته في نصوصها الدينية ونظامها التشريعي.

ويعد الكتاب بمثابة إضاءة تنويرية مهمة ترد الاعتبار للجهود الإنسانية في مختلف مجالات الإبداع التي قدموها للحضارة الإسلامية.


عدد القراء: 5611

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-