مجلة «الهلال» تحتفي بمرور 125 عاماً على صدورها
فكر – القاهرة:
احتفت مجلة «الهلال» القاهرية الثقافية في عدد سبتمبر الجاري بمرور 125 عاماً على إصدار عددها الأول، على يد مؤسسها جورجي زيدان في سبتمبر 1892.
في عدد تذكاري أنيق الطباعة يقع في نحو 610 صفحات تحتفل «الهلال» بمرور 125 عاماً على إصدارها الأول، ويعتبر العدد الأخير وثيقة تاريخية لأهم الحوادث السياسية في مصر خلال عمر أولى المجلات الثقافية في العالم العربي.
كذلك تضمّن العدد كتيباً مجانياً يضمّ أهم 125 فيلماً سينمائياً في تاريخ مصر خلال 125 عاماً، على رأسها العرض الأول لأفلام الأخوين الفرنسيين «ليميير» في مقهى «طوسون» بمدينة الإسكندرية الساحلية عام 1896، مروراً بأشهر المعارك الرقابية مع صانعي السينما المصرية.
بدأ العدد بكلمة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن أهمية العمل الثقافي، ودور المثقفين خلال الفترة المقبلة، بقوله: «المفكرون والكتاب يشكلون الضمير والوجدان في مصر، ولهم دور خطير جداً، في قيادة الرأي العام بمعاونة أجهزة الدولة، ومختلف مؤسسات الدولة المعنية بالتعليم والثقافة، والمعرفة الإنسانية بمفهومها الشامل، هي المعنى الحقيقي للثقافة، ولن نتمكن أبداً من استيعاب الدين الإسلامي وتعاليمه السمحة القويمة، إلا من خلال كم ضخم من الثقافة والمعرفة والانفتاح على العلوم والفنون المختلفة لشتى الحضارات والشعوب».
زعماء
ضمّ العدد ملفاً كاملاً عن تاريخ زعماء وحكماء مصر، ونشر وثيقة بخط يد الزعيم أحمد عرابي من «منفاه» في جزيرة «سيلان» موجهة إلى جورجي زيدان، مؤسس المجلة، نشرت في عدد يونيو 1898، حرص عرابي على توقيعها باسم خادم الوطن العزيز، جاء فيها: «إننا أموات في صورة أحياء أو أحياء في صورة أموات، لكننا لسنا بآسفين، لاعتقادنا اعتقاداً جازماً بأننا قمنا بما فرضه الله سبحانه علينا من الواجبات الشرعية والحقوق الوطنية، بكل نصح وأمانة، وجهد الاستطاعة، ولا عبرة في ما يقوله بعض أهل الصحافة، والناسجون على منوالهم، فإنهم يقولون بألسنتهم ويكتبون ببراعتهم ما يخالف اعتقاد قلوبهم».
خطابات
كذلك ينشر العدد خطاباً آخر بخط يد اللواء محمد نجيب، أول رئيس لمصر، بتاريخ 5 أغسطس 1952، بعد مرور أقل من شهر على قيام ثورة يوليو، جاء فيه: «مجلة الهلال دعامة الأدب وأساس النهضة العلمية والاقتصادية، ولن ينسى مصري أو سوداني، ما لدار الهلال من أياد بيضاء على داري النيل، فرفعت منبر العلم والوفاق في البلاد، فشكراً للقيمين على ذلك».
كذلك بدا واضحاً في العدد كيف كان الزعيم الراحل جمال عبدالناصر مهتماً بوضع مقال له في المجلة في يناير عام 1957، وهو ما فعله أيضاً الرئيس الراحل أنور السادات، بكتابة مقال في رثاء عبد الناصر عام 1970، كذلك نشرت المجلة و«ثيقة» أخرى بخط الرئيس الأسبق حسني مبارك، تهنئ أديب نوبل الراحل نجيب محفوظ، بعيد ميلاده جاء فيها: «يسعدني أن أهنئكم بيوم ميلادكم، وأن أعبر عن خالص تمنياتي لكم بموفور الصحة والسعادة، وبأن يستمر عطاؤك موصولاً لمحبيك والعارفين بفضلك، مفكراً مستنيراً، وروائياً فذاً، وقلماً مبدعاً، وأديباً خرج بالثقافة العربية وآدابها إلى العالمية، وسوف نفخر بتكريم الأدب العربي في شخصكم ونحمل لكم على الدوام مشاعر الاعتزاز التي ملأت قلوبنا يوم حصلتم على نوبل».
مقالات
تناول العدد ملفاً عن العلاقات «المصرية – السعودية» بعنوان «مصر وبلاد الحرمين.. رباط الدم والدين»، وملفاً خاصاً عن جامعة القاهرة، يحكي تاريخ الجامعة العريقة منذ بداية تأسيسها، والقادة التنويريين لها من رؤسائها، يحوي صوراً نادرة عدة للجامعة على مدى تاريخها، إضافة إلى صور لمتحف المكتبة المركزية بها وما يحويه من وثائق نادرة، كذلك مقالاً لرئيس الجامعة الحالي الدكتور محمد الخشت، يوضح فيه مراحل تطور الجامعة، وخطط التطور المستقبلية لها، فضلاً عن ملف آخر بعنوان «البرلمان المصري.. من محمد علي إلى السيسي» يحكي بالعشرات من الصور والوثائق مراحل تطور البرلمان المصري، بداية من قرار الخديو إسماعيل تأسيس مجلس شورى النواب عام 1866، مروراً بمحطات عدة في تاريخ الحياة النيابية والتشريعية بمصر، حتى البرلمان الراهن.
صور نادرة
بعنوان «مصر زمان» نشرت المجلة قرابة مئة صورة نادرة من أرشيفها تعكس تفاصيل الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية في مصر، خلال نحو 125 عاماً، من بينها صورة للطفل آنذاك «الخديو عباس حلمي الثاني» في شرفة القصر الملكي، وصورة نادرة للشيخ علي يوسف (صاحب جريدة المؤيد) وأخرى للزعيم أحمد عرابي جالساً على كرسي خشب في المنفى، وأخرى لمشانق «دنشواي» والمقاومة الشعبية في بورسعيد عام 1956، وثالثة للزعيم سعد زغلول على الباخرة عقب عودته من المنفى. وفي السجل أيضاً تطالع صوراً نادرة للأديب الإنكليزي برنارد شو، خلال زيارته مصر في بدايات القرن الماضي، وصورة لأول «بوسطجي- موزع بريد» التقطت عام 1900 ميلادية، وأخرى للسفاحتين الشهيرتين «ريا وسكينة» خلال جلسات محاكمتهما، إضافة إلى لقطات أخرى نادرة للموالد الشعبية بمصر، ووجوه وأزياء المرأة في الواحات والنوبة وصعيد مصر، ما يجعل الملف المصور لوحة متكاملة وشريطاً سينمائياً يبحر في ذاكرة مصر.
تغريد
اكتب تعليقك