حضور عربي ضعيف لمعرض بيروت الدولي للكتاب
المحرر الثقافي:
نسخة جديدة من "معرض بيروت الدولي للكتاب" افتتحت أمس وتتواصل حتى 13 من الشهر الجاري، بمشاركة 160 دار نشر لبنانية و65 من دور النشر العربية واﻷجنبية، ومن الواضح أن عدد الدور المشاركة يتضاءل عاماً بعد آخر.
باستثناءات قليلة، فإن من يتأمل برنامج المعرض يلاحظ غياب الأسماء المعروفة والمكرسة، وحضور أسماء جديدة، خاصة في حفلات تواقيع الكتب التي يزدحم بها المهرجان هذا العام.
من أبرز الفعاليات التي ترافق المعرض، عرض فيلم وثائقي بمناسبة مئوية جمال عبد الناصر، وندوة حول "الكتاب الصوتي" وأثره في عملية النشر، وندوة "الكتاب بين عالمين: الافتراضي والواقعي"، و"واقع السينما اللبنانية وآفاقها"، ومحاضرة حول "الخطاب الاحتجاجي.. دراسة تحليلية في شعارات الحراك المدني"، و"الإعلام العربي ورهانات التغيير في ظل التحولات"، و"رواد المسرح العربي.. منتحلون لا مبدعون".
الجديد في دورة هذه السنة الـ61 حضور أوكرانيا ضيفةً للمهرجان، وهو أمر مفارق إذ يحضر البلد رسمياً، فيما يغيب الأدب الأوكراني عن الثقافة العربية، ولا توجد حركة ترجمة أو تبادل ثقافي، مما يجعل استضافة أوكرانيا في معرض كتاب حدثاً سياسياً أكثر من أن يكون ثقافياً، لا سيما أن رئيس "النادي الثقافي العربي" منظم المعرض، فادي تميم كان قد صرّح بأن الاستضافة تأتي "بمناسبة مرور 25 سنة على العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وأوكرانيا".
"بيروت الدولي للكتاب" ينظم برنامجاً خاصاً للبلد الضيف، حيث تعرض مسرحية موسيقية أوكرانية بعنوان "الجدّة"، ومسرحية راقصة بعنوان "كيريلو كوجمياكا"، إلى جانب راقصة لفرقة الرقص الاحترافي الأوكراني في بيروت "زيركا"، كما سيعرض الناشرون الأوكرانيون ومنظمو معارض الكتب الأوكرانية نتاجهم الكتبي. وفي الجانب الفولكلوري، ستقدم فرقة "أونوكي" عرضاً موسيقياً.
من الإصدارات الجديدة واللافتة في معرض هذه السنة، "جرح المعنى" و"أفق المعنى" للناقدة السورية خالدة سعيد عن "دار الساقي"، وعن "دار الجمل" "ديوان ابن الحجّاج البغدادي" في أربع مجلّدات، والمجموعة القصصية الكاملة للكاتب الإيراني صادق هدايت. ومؤلفات المسرحي اللبناني الراحل عصام محفوظ عن دار "نلسن"، وغيرها.
رغم الحماس الذي يقام به المؤتمر الصحافي كل عام، والوعود بدورات مميزة والبرنامج المزدحم بالأمسيات، يعرف القارئ والناشر أن "بيروت الدولي للكتاب" أصبح من أضعف معارض الكتب في المنطقة، مع تناقص المشاركات العربية والدولية عاماً بعد عام. بات المعرض إذن أقرب لمعرض لدور نشر لبنانية وعلى هامشها مشاركات عربية. وبالتأكيد فإن أزمة النشر وأسعار الكتب وعزوف القارئ، هي الثالوث الذي يؤرق المعرض كل عام، يضاف إليها أثر الأزمة السياسية التي يعيشها لبنان والمنطقة عموماً والتي تلقي بظلالها على كل نشاط ثقافي.
على أي حال، يظل لـ معرض "بيروت الدولي للكتاب" قصة مع الثقافة العربية، فهو من أوائل المعارض التي أطلقت في العالم العربي، كما أن مطلقيه كانوا مجموعة من المثقفين العرب ما أضفى عليه معنى سياسياً ومكانة ثقافية خاصة، ما زال الحنين إليها يرافق انطلاقته كل عام.
تغريد
اكتب تعليقك