ترجمة عربية لكتاب «الدماغ.. أسطورة التكوين»
المحرر الثقافي:
الكتاب: "الدماغ.. أسطورة التكوين"
المؤلف: ديفيد إيجلمان
المترجم: د.خليل شحادة القطاونة
الناشر: "الآن ناشرون وموزعون"
يشتمل كتاب "الدماغ.. أسطورة التكوين"، الذي صدرت ترجمته العربية عن "الآن ناشرون وموزعون" بعمّان، على الدليل الورقي للمسلسل التلفزيوني الشهير "الدماغ قصتك" والذي ترك أصداء كبيرة حينما بُثّ على قناتي (PBS) الأمريكية، و(BBC) البريطانية.
الكتاب الذي ألّفه العالم الأمريكي ديفيد إيجلمان صاحب كتاب "التخفي.. الحياة السرية للدماغ"، يدمج بين قدرات التكوين البيولوجي للدماغ وإمكانيات التطبيقات العلمية التي طورت الذكاء الاصطناعي لتحقيق قدرات جديدة للدماغ البشري تساهم في فهم أكثر عمقاً للذات وللكون وللوجود.
يشتمل الكتاب الذي ترجمه د.خليل شحادة القطاونة على مقدمة وستة فصول، وهي: مَن أنا؟، ما الواقع؟، من يتولى القيادة؟، كيف أتخذ قراراتي؟، هل أنا بحاجتك؟، كيف سنكون في المستقبل؟، يليها سرد بالمصطلحات التي تفيد القارئ في تفسير بعض المفاهيم العلمية.
ويمثل الكتاب رحلة في تجاويف الدماغ الذي يقوم بعدد من العمليات التي تتصل بالقرارات والأحلام والوعي وتطور الإنسان. فكل خبرات الإنسان وثقافته تشكل في مجموع تفاصيلها الدماغ.
ويرى علماء النفس أن الدماغ هو المسؤول عن مكونات الهوية للإنسان عبر شبكة من الدوائر الكهربائية التي تجعل من كل فرد لا يشبه الآخر. وأن كل ما يحدث للكائن من لذّات وسرور وآلام يجري في تلك الكتلة الهلامية الصغيرة.
تقوم الفصول التي اشتمل عليها الكتاب على دراسات وتجارب استفادت من التطور العلمي للتصوير الطبقي والرنين المغناطيسي، فضلاً عن تقنيات خاصة بمختبر المؤلف التي تدرس الدماع تشريحياً وفسيولوجياً.
وتتأتى أهمية الكتاب الذي صدر ملوناً ومزوداً بالصور والرسوم التوضيحية، من الآراء الجديدة في علم الدماغ التي تتناول مستقبل الإنسان وإمكانية تجاوزه للعجز الجسدي إلى آفاق خيالية نتيجة دمج التكنولوجيا وبيولوجيا الجسد.
واتسمت ترجمة القطاونة بلغتها السهلة والرشيقة، وبشرح المفاهيم ببساطة تجعل من الكتاب في متناول المختص والمهتم والقارئ الذي يسعى وراء المعلومة.
وقد عمد المترجم بلغته الأدبية إلى إضفاء نوع من الجمال على النص دون أن يؤثر ذلك على محتواه العلمي. إذ يقول في تقديم الفصل السادس عن مستقبل الإنسان: " جسم الإنسان تحفة فنية غاية في التعقيد والجمال.. سمفونية تشارك في عزفها أربعون ترليون خلية بتناغم وانسجام.. ورغم هذا إلا أنه لا يخلو من العيوب، فحواسك تضع حدوداً على ما يمكنك الإحساس به، وجسمك ضعيف، ولكن ماذا لو استطاع الدماغ فهم أنواع جديدة من المدخلات وأخضع لسيطرته أنواعاً جديدة من الأطراف لاختراق حدود الواقع الذي تعيشه؟".
ويضيف: "نحن لحظة تاريخية يتّحد فيها علم الأحياء مع التكنولوجيا لينقلا الدماغ إلى آفاق جديدة أبعد من قدرته الحالية بحيث تتمكن من اختراق الشيفرة الوراثية للإنسان وتوجيه مسار المستقبل، وهذا سوف يغير حياتنا نحن البشر تغييراً جذرياً".
ولا تتوقف أهمية هذا الكتاب عند القراءة التشريحية لفهم العمليات التي يقوم بها هذا الجهاز الكمبيوتري الضخم، بل تذهب إلى فهم الكون كنظام تأسس أيضاً على مقدرة الدماغ في تكوين تصوراتنا عن الكون الذي ندور فيه: "العالم خارج دماغنا هو مجرد طاقة ومادة، وعبر ملايين السنين من التطور أصبح دماغنا قادراً على تحويل المادة والطاقة التي تحيط بنا إلى خبرة حسية عن وجودنا في هذا العالم".
تغريد
اكتب تعليقك