الرجل الذي رأى كل شيء
المحرر الثقافي:
الكتاب: "الرجل الذي رأى كل شيء"
المؤلف: ديبورا ليفي
الناشر: هاميش هاميلتون
تاريخ النشر: 15 أكتوبر 2019
اللغة: الانجليزية
عدد الصفحات: 208 صفحة
الرقم المعياري الدولي: ISBN-10: 1632869845
"الرجل الذي رأى كل شيء" رواية ضمنتها ديبورا ليفي كل شيء: الحياة والمحبة وخيبة الأمل، وتاريخ أوروبا في القرن العشرين، والذكريات المجزأة لعقل جريح.
تجسد رواية الروائية والشاعرة البريطانية ديبورا ليفي الجديدة "الرجل الذي رأى كل شيء" The Man Who Saw Everything مزيجًا من الحياة والمحبة وخيبة الأمل، إضافةً إلى تاريخ أوروبا في القرن العشرين، والذكريات المجزأة لعقل جريح.
المؤرخ سول
يرى كثير من النقاد أن ديبورا ليفي، منذ توقفها عن الكتابة ثم عودتها بعد خمس عشرة سنة، بدأت تشق طريقها بقوة في مجال الكتابة، وعلى نحو مختلف، مستخدمةً أسلوبًا متميزًا ساهم في ترشيح روايتها الجديدة لنيل جائزة "مان بوكر" الدولية.
تدور حوادث الرواية في عام 1988، وتتحدث عن المؤرخ سول الذي كان في الثالثة والعشرين حينها، وأراد زيارة حبيبته المصوّرة الفوتوغرافية جينيفر مورو. طلب سول يدها، لكنها رفضته متهمة إياه بعدم الاكتراث بما يكفي لفنها.
دفعت هذه الصدمة سول إلى الذهاب في رحلة بحثية إلى ألمانيا الشرقية، وهناك تعرف على المترجم والتر مولر. ثم تعرض لنا الرواية كيف قامت لونا، شقيقة والتر، الراقصة المتوترة للغاية والتي كانت تحب فريق البيتلز وتريد الهروب بأي ثمن، بالتقرب إلى سول.
تحليل أوروبا
نفهم من الرواية أن حياة سول تعمل كنوع من المرآة التحليلية لأوروبا، حيث تجد الحوادث في العالم المادي في ذكرياته المضطربة. وهذا ما يظهر عندما يفكر سول وجينيفر في ملاحظة ماركس وإنغلز بأن "شبح يطارد أوروبا". ستأتي كلمة "شبح" لتطارد الرواية، بافتراض مجموعة متنوعة من الأشكال والوظائف. وسيكون الكتاب مسكونًا بها.
يبدو النصف الأول من الرواية لغزًا لم تصل في حله إلى أي نتيجة، بينما تدور حوادث النصف الثاني في المستشفى في عام 2016. كما ندرك أن الجزء الأول من الرواية كان ذاكرته لعام 1988 بصورته التي أفسدها الحاضر.
يسمح هذا النمط المعقد للأشياء والرموز في الرواية بوضع طبقات مكملة للظواهر والأفكار. تهتم ليفي بالقوة والأشكال التي نتخذها في حياتنا، ومدى امتلاكنا إياها وتعرضنا لها. على غرار المشاهد المؤرقة والصور والأفكار المدونة والمكررة، تستمر القوة في الظهور، وفي كل مرة تقوم بذلك، تتخذ شكلًا مختلفًا قليلًا.
يجد "النظام الاستبدادي" لألمانيا الشرقية مرآته في "نظام" والد سول المتعجرف. حتى أن الرقابة لا يُشار إليها من خلال سيطرة الدولة على الفن والكتابة فحسب، لكن من خلال "رقابة" والتر لرغبته الجنسية المثلية بعد أن وقع في غرام سول.
تخفيف الحدود
لا شك في أن كتابات ليفي متفقة مع آلام الإنسان وخسائره، لكن موهبتها الحقيقية تكمن في تذكيرنا بوظيفة الخيال الكبيرة الأخرى: "تخفيف الحدود". وبينما يأخذ سول طريقه بشكل مثير للدهشة، من خلال رموز وعلامات تاريخه الغامض، نجد أن الحدود بين منظره العاطفي والظروف المادية التي يعيشها بين ما يشعر به وما يراه، بين الذات والآخر، حتى بين الفرد والجماعي، تصبح متداخلة بشكل مخيف.
ومع وصول الرواية إلى نهايتها، تظهر العديد من الذكريات المختلفة بوضوح، والتي نراها كلها نتيجة إهمال سول وأنانيته وكيف أثرت خياراته المهملة والأنانية في الآخرين بطرق شتى.
في التخفيف من وضوح هذه الفوارق وطمسها، فإن سؤال ليفي الضمني من الرواية يتلخص في: كيف يمكن أن نأمل في مقاومة الطغيان السياسي عندما نكون غير قادرين على إخراجه من حياتنا الشخصية؟
تغريد
اكتب تعليقك