ثمن الديمقراطية، كيف يصوغ المال السياسات وماذا نفعل حيال ذلك

نشر بتاريخ: 2020-11-23

المحرر الثقافي:

الكتاب: "ثمن الديمقراطية، كيف يصوغ المال السياسات وماذا نفعل حيال ذلك"

المؤلف: جوليا كاجيه

الناشر: جامعة هارفارد

تاريخ النشر: 31 مارس 2020

اللغة: الإنجليزية

عدد الصفحات: 464 صفحة

"ثمن الديمقراطية، كيف يصوغ المال السياسات وماذا نفعل حيال ذلك" عنوان النسخة الإنكليزية من كتاب الباحثة الفرنسية المتخصّصة في اقتصاديات التنمية جوليا كاجيه التي صدرت حديثاً عن "منشورات جامعة هارفارد" بترجمة باتريك كاميلير.

تبحث المؤلّفة في العوامل والكيفية التي تمنح من خلالها أنظمة التمويل والتمثيل السياسي في أوروبا وأمريكا الشمالية نفوذاً كبيراً للأثرياء، ما يعني أنّها تقوّض الديمقراطية التي تفترض من الناحية النظرية أن لكلّ شخص صوت واحد، وهو ما ليس متحقّقاً في الواقع.

تشير كاجيه إلى أن تلك السلطة المتساوية التي يفترضها النظام الديمقراطي، بحيث يتمتّع كلّ فرد بالفرصة ذاتها في اتخاذ القرار من خلال ما تفرزه الانتخابات، لم تعد كذلك. وأن الواقع يخضع على نحو كبير إلى منطق لكلّ دولار صوت واحد، وباتت الأنظمة تتعامل مع المال بوصفّه أمراً مسلّماً به.

لكن هل يجب أن نعيش وفق هذه الطريقة؟ تتساءل الباحثة في الكتاب الذي تجمع فيه بين التحليل الاقتصادي والتاريخي وبين النظرية السياسية لإظهار كيف تتشكل أعمق الأنظمة في أمريكا الشمالية وأوروبا، من مراكز الفكر ووسائل الإعلام إلى الحملات الانتخابية، وبالطبع من خلال المال، وهي تقترح إصلاحات أساسية لإعادة الديمقراطية إلى الانسجام مع وعودها بالمساواة.

توضّح كاجيه كيف حاولت دول مختلفة تطوير تشريعات للحدّ من قوة أصحاب الأموال من رجال الأعمال، وتطوير أنظمة عامة لتمويل الحملات والأحزاب، لكن هذه المحاولات كانت غير مترابطة وغير منهجية، ومن دون جدوى.

وتلفت المؤلّفة إلى أنه من الممكن التعلمّ من هذه التجارب في الولايات المتحدة وأوروبا، وأماكن أخرى في العالم، لتصميم نظام أفضل يزيد من المشاركة السياسية والثقة، ويشمل ذلك بالضرورة وضع سقف صارم للتبرّعات الخاصة وإنشاء نظام قسائم عامة لمنح كل ناخب مبلغاً متساوياً لإنفاقه الأموال في دعم الأحزاب السياسية.

وبشكل أكثر جذرية، تجادل كاجيه بأنه يجب تخصيص جزء كبير من المقاعد في المجالس البرلمانية للممثّلين من الفئات الاجتماعية الاقتصادية المحرومة، الذين يهمشّون باضطراد في ظلّ تغوّل سلطة المال، مبيّنة أنه في وقت تسود فيه خيبة أمل سياسية واسعة النطاق، فإن ثمن الديمقراطية هو تذكير دائم بالمشاكل التي نواجهها ودليل ملهم لإمكانية الإصلاح.


عدد القراء: 2280

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-