«التائهان» مجموعة قصصية تحكي الوحدة والغياب
المحرر الثقافي:
الكتاب: "تائهان" مجموعة قصصية
المؤلف: أحمد دسوقي مرسي
الناشر: سلسلة طيوف للنشر والتوزيع
سنة النشر: 2021 الطبعة الثانية
عدد الصفحات: 146 صفحة
صدر عن دار سلسلة طيوف للنشر والتوزيع مجموعة قصصية جديدة بعنوان "تائهان" للقاص أحمد دسوقي مرسي، وتعد هذه المجموعة الطبعة الثانية، حيث صدرت الطبعة الأولى سنة 1995 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب – سلسلة إشراقات أدبية عدد 167، وصدر له أيضًا مؤخرًا مجموعته القصصية الأولى "حكاية عنايات المحمود" عن دار السعيد للنشر والتوزيع، واشتملت مجوعة "التائهان" على 13 قصة.
ويعلق الإعلامي والشاعر المبدع السيد حسن رئيس قسم البرامج الثقافية بالإذاعة المصرية عن القصة الرئيسية لمجموعة "تائهان" قائلاً: في هذه القصة نحن امام المعنى الذي يتجسد دائمًا في أقوال الشعراء: "إني لأفتح عيني حين افتحها على كثيرًا ولكن لا أرى أحد ".
ونرى في جو أحد القصص عن مأساة ذلك الرجل الكبير الناضج الذي لا يجد في حياته ما يملئها وهو يتفقد أصدقائه واحدًا تلو الآخر، لكن لا أحد موجود يفاجئ دائمًا بالغياب ثم الغياب ثم الغياب الحياة مزدحمة. الشوارع مزدحمة. السيارات مزدحمة حتى ميدان التحرير مزدحم، لكنه هو وحيد حزين يود أن يجد من يجالسه يود أن يجد من يحكى له او يستمع إليه لكنه دائمًا يفاجئ بأن الرد سلبيًا، الصديق الأول وأسرته ليسوا موجودين في الشقة، والصديق الثاني الذى عادة ما يغط في نوم عميق خرج كما يقول صبي من الجيران حتى الصديق الثالث محمود الموظف الذي سيقاسمه أحزانه والذى عادة لا يخرج أبدًا تخبره ابنته بأنه قد خرج وهو يتوقف عن بحثه عن مزيد من الأصدقاء خشية أن يواجه الموقف ذاته نحن إذن أمام مأساة صغيرة. كبيرة التفاصيل صغيرة جدًا أن الرجل يريد من يستمع إليه، يريد من يأنسه. يريد من يحكى له لكنه لا يجد أحد فيشعر بأنه تائه في هذا الحياة تماما كتلك الطفلة التي عثر عليها في ميدان التحرير، وقد تاهت من أخواتها وقام هو بإيصالها إلى بيتها هي التائهة الصغرى عادة إلى بيتها وإلى أنسها أم هو التائه الكبير فعاد إلى وحدته ولم يأنسه سوى صوت أم كلثوم الذي ينبعث من الراديو داخل الحجرة أو الشقة التي يعيش فيها.
استخدم الكاتب في هذه المجموعة القصصية إيقاعًا استاتيكيًا قليل الأحداث وكأنه يريدنا أن نشعر معه بوطأة الوقت والسأم والملل على بطل هذه القصة. ثم قدم إشارات ذات دلالة الأطفال الذين يبنون بيتًا صغيرًا وهو محروم من دفء هذا البيت، وهو يدعوهم إلى أن يسمحوا له ولو على سبيل اللعب والمزاح والدعابة بأن يشاركهم بيتهم، وهم يؤكدون له أنه كبير عجوز لذلك لا مكان له نتذكر جميعًا قصة ذلك الحوذي الذي أراد أن يستمع إليه أحد وحاول قدر طاقته أن يجد من يصغى إليه لكنه لم يجد لذلك كان عليه أن يحكى للحصان. هنا صديقنا لا يستطيع حتى ان يتحاور مع ذاته ولا مع جدران شقته ولا مع ذلك الزحام الذى لا يشعر به.
القصة غارقة في تفاصيل كثيرة منذ البداية، وهو يصف بطل القصة عند صعود السلم وهو يشعر باضطراب في الأنفاس ثم يقوم بالسعال المقصود من أجل أن يخرج صوته نقيًا. كل هذه التفاصيل الغرض منها أن يشعر القارئ بوطأة الألم والسأم والملل الذي يشعر به بطل القصة لذلك إذا مللت وأنت تقرأ بعض السطور فهو ملل مقصود الغرض منه أن تشعر بوطأة الملل بطل هذه القصة.
هناك وعى كبير بماهية القصة القصيرة من حيث اصطياد اللحظة الدالة والحديث عن المعاني الكبيرة عبر أحداث وتفصيلات صغيرة جدًا.
تغريد
اكتب تعليقك