استراحة فاروق.. رواية تحمل الكثير من الأسرار
المحرر الثقافي:
الكتاب: "استراحة فاروق"
المؤلف: رضا سُليمان
الناشر: دار غراب للنشر والتوزيع
صدر حديثًا رواية :استراحة فاروق" للكاتب الروائي والإعلامي رضا سليمان وهى مزيج بين حاضر مؤلم يعيشه بطل الرواية "أيمن فاروق" خلال رحلة ذهنية عبر الزمن تتم عبرها المقارنة بين الظلم والفساد في العصر الحالي والظلم والفساد في العصور القديمة "الفرعونية" وهى محل دراسة بطل الرواية حيث يُثبت من خلال مظلمة "بتيسى" الواردة على بردية مصرية قديمة تفاصيل الفساد في تلك الحقبة الزمنية، كأن الفساد كائن يعيش على مر الزمان وإن اختلفت صوره وهيئته، من تلك الأحداث نتعرف على سيطرة "كهنة المعابد" على زمام الأمور في إدارة كل صغيرة وكبيرة حتى وصل الأمر بالمواطن إلى أن يبيع نفسه كـ"عبد" للكاهن كي يتخلص من الديون التي تثقل كاهله.! يتألم "أيمن" ويعانى في ظل معاناته من الظلم والفساد حاليًا وإن كانت تفاصيلهم مختلفة وفقا لاختلاف العصر. رحلة تكشف الكثير من الأسرار وتلقي بالضوء على كثير من المسكوت عنه نشاهد فيها بتيسى وباتار وناميسا، نتجول بين المعبد وقصر الحاكم وبيوت الأمراء، نعيش طقوس مقدسة وخبايا صراعات ومكائد مريرة ونلتقى بآهات عاشقة وأجساد تتألم في لهفة إلى اللذة.
رواية استراحة فاروق للروائي رضا سُليمان تأتى بعد أعماله الروائية "ماريونت. مطلب كفر الغلابة. وحي العشق. ظلال الموتى. شبه عارية. المدنس. ما قبل اليوم الأخير. أسيرة العشق" وبعد كتابه الساخر "فن الهبدلوجي" والمسرحية الكوميدية "آدم تو" المجموعة القصصية "أنثى فى الجوار".
ومن أجواء الرواية " تتكور الفتاة في جانب وهي تتأملني في فزع ثم تنفجر باكية، تنهمر دموعها بشكل غريب.. أتأمل جسدها النحيف.. من أين تأتي بكل هذه الدموع.. بدأتْ بعد لحظات تُردد كلمات غريبة: "كنتُ أعلم أن هذا اليوم سيأتي.. سوف تهجرني يا إسماعيل.. تهجرني بعد أن أفنيتُ عمري تحت قدميك!" ثم تغيب في نشيج متواصل وقد طغى بياض عينيها بشكل مرعب.. تتسارع أنفاسها وتلقي ذراعيها إلى جوارها.. كانت تغيب عن الوعي بشكل تدريجي. أقف كي ألحق بها، لكني أجد ساقيَّ رخوتين لا تقويان على حملي، يبدو أني ألازم هذا الفراش منذ وقت طويل.. أشعر بدوار كأن جدران الحجرة تتحرك في حركة دائرية، تتزايد سرعتها دورة بعد دورة.. أتمايل.. أبحث عن أي شيء أمسك به حتى لا أسقط أرضًا.. بصعوبة بالغة أصل إلى المقعد الصغير الموضوع إلى جوار منضدة الكمبيوتر.. أجلس وأنا ألهث.. أتأمل الفتاة التي غابت تمامًا عن الوعي، يبدو أنها تعاني أحد أمراض القلب.. ألتفتُ كي أتأمل بعض تفاصيل الغرفة، يدي تعبث في لا شيء.. تصطدم بقطعة أمامي فإذا هي ماوس الكمبيوتر.. تُضاء شاشته على صفحة غريبة على شبكة الإنترنت.. أتعجب.. كيف تم تجميع هذه الخردة؟ وكيف تعمل في هذا المكان الغريب؟! أُحرِّك الماوس لفتح خانة التصفح على الإنترنت لأبحث عن تلك "المقاطعة التاسعة" التي ذكرتها هذه الفتاة.. فجأة يلفت نظري الساعة والتاريخ أسفل يمين الشاشة.. أشهق وأنا أرتد فزعًا إلى الخلف.. اليوم هو الرابع عشر من أغسطس من عام 2099 ميلادية؟!"
الكاتب:
الكاتب الروائي والإعلامي رضا سُليمان كاتب مصري، وُلد عام 1972 حصل على ليسانس الآداب قسم الإعلام جامعة الزقازيق، يعمل حاليًّا مخرجًا بالإذاعة المصرية، شبكة البرنامج العام، له العديد من المسلسلات والبرامج الدرامية الإذاعية تأليفًا وإخراجًا، أشهرها أوراق البردى، قطوف الأدب من كلام العرب، همسة عتاب. محاضر مادة فن الكتابة والإخراج الإذاعي بكليات الإعلام وأقسامها. تنشر مقالاته في الأهرام المسائي، ومجلة أخبار النجوم، ومجلة عالم الكتاب. حصل على العديد من الجوائز الأدبية والفنية، منها: جائزة كتاب اليوم الأدبي، جائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة، جائزة مدينة زايد الذهبية للإبداع، جائزة الإبداع الذهبية في مهرجان تونس للإعلام العربي، جائزة (الإذاعيون يبدعون).
تغريد
اكتب تعليقك