تاريخ التمييز ضد النساء: من العصور القديمة إلى يومنا هذا
المحرر الثقافي:
الكتاب: " تاريخ التمييز ضد النساء: من العصور القديمة إلى يومنا هذا"
المؤلف: أدلين غرغام وبرتراند لانسون
الناشر: ARKHE
اللغة: الفرنسية
تاريخ النشر: 22 أكتوبر 2020
عدد الصفحات: 352 صفحة
كيف يمكن لأمر غير طبيعي أن يتحوّل إلى قاعدة؟ ذلك هو السؤال النظري العام الذي ينطلق منه كتاب "تاريخ التمييز ضد النساء" لكل من أدلين غرغام وبرتراند لانسون، الذي صدر مؤخراً عن منشورات "آركي" الفرنسية.
يعتمد الكتاب منهجية "أركيولوجيا المعرفة" التي أسّس لها المفكّر الفرنسي ميشيل فوكو حيث يعود إلى الأعمال الفنية والنصوص الأدبية باعتبارها التجلّي الأكثر تبلوراً لقناعات بيئة ثقافية ما. من هنا، فإن الباحثين الفرنسيين يقاربان تمظهرات التمييز ضد النساء في طيف واسع من الأعمال من منحوتات الحضارة الإغريقية القديمة إلى الأدب المعاصر، مروراً بالكتابات الفكرية وبالشعر ناهيك عن عدد من الأعمال الفنية.
يلاحظ المؤلّفان أن التمييز ضد النساء هو جزء من تكوين ثقافي سائد في الثقافة الغربية، حيث تنتقل قناعات الحطّ من المرأة بين المثقفين في ما يشبه العدوى العامة، ثم وباعتبار المركزية التي تمارسها الثقافة الغربية على بقية العالم فإن هذا التمييز يتحوّل إلى "ثقافة عالمية"، دون أن ننسى بأن الثقافات الأخرى قد تحمل هي الأخرى رؤى تمييزية ضد المرأة، حيث أن الأسباب التي جعلت الغرب ميزوجينياً قد تتوفّر في ثقافات أخرى باعتبار أن هذه الأسباب أنثروبوجولية بالأساس.
يقول المؤلف: الكثير يعتبرونها كائنات غير مكتملة وهشة، عانين أكثر من ذلك. منذ ألفي عام، عنف كره النساء المتجذر في أعماق مجتمعاتنا، والذي لا يزال حتى اليوم محكمًا بالقانون ومستمراً في عداء ردود الفعل المسبقة والسلوكية.
هذا الكتاب هو علم آثار ازدراء المرأة والأنوثة، كما تم التعبير عنه منذ العصور القديمة. هناك حاجة إلى ملاحظة رهيبة حول طول عمر ومثابرة الآراء التحقيرية حول المرأة والأنوثة. هذه النظرات هي مظهر الرجال، وأحياناً تستوعبها النساء؛ إنهم متأصلون بقوة في العقليات من خلال اللغة والصور والنظريات والمعتقدات والأدب والطب والقانون.
يدرس الكتاب هذه الأسباب في المجتمعات الأوروبية القديمة، حيث لا ينفصل هذ المبحث عن فهم تكوّن البطريركية تاريخياً، وتحوّل التمييز ضد النساء في العمل وتقسيم الثروة إلى جزء لا يتجزّأ ضمن منظومة القيم العامة.
يأتي هذا العمل ضمن موجة من الإصدارات تشهدها فرنسا في الأشهر الأخيرة، والتي تراجع الكثير من المفاهيم والنظريات مثل العنصرية والميزوجينية والتاريخ المشترك مع المستعمرات القديمة، ولا يمثّل ذلك حركة أكاديمية أو بحثية عفوية بل يأتي في سياق تحرّكات اجتماعية نشطت في العالم منذ سنوات.
أدلين غرغام
حاصلة على درجة الدكتوراه في الأدب الفرنسي، ومؤلفة العديد من المقالات والعديد من الكتب حول مكانة المرأة وتمثيلها في عصر التنوير، وقد نشرت بشكل خاصLes Femmes Savantes، Lettrées et Cultivées dans la Literature des Lumières Honoré Champion.
برتراند لانسون
برتراند لان آسون أستاذ فخري في التاريخ الروماني، وتركز أبحاثه على العصور القديمة المتأخرة. ألّف عشرات الكتب والعديد من المقالات حول الجوانب السياسية والدينية والصحية لهذه الفترة، ونشر مؤخراً La Chute de l'Empire romain ، une Histoire sans finin Perrin ، وفي Arkhê ، Poil et Pouvoir ، والسلطة على الحافة من موس الحلاقة.
تغريد
اكتب تعليقك