هل نحنُ ما نقرأهُ؟
المحرر الثقافي:
الكتاب: "هل نحنُ ما نقرأهُ؟"
المؤلف: جورج أورويل
ترجمة: تشارلز ريكورسيه
الناشر: فايار
تاريخ النشر: 13/04/2022
اللغة: الفرنسية
عدد الصفحات: 56 صفحة
إذا كان فعْل التلصُّص واحداً من دوافع القراءة ومُتعها، بحسب العديد من النقّاد، مثل الفرنسية فرديناند شولمان، صاحبة مقالة "القارئ، هذا المتلصِّص"، فإنّ هذا الفعْل قد يعرف مداه الأقصى عندما يحمل الكتاب الذي نقرأه توقيع كاتب يحكي فيه عن رؤاه الخاصّة حول القراءة والتأليف والكتب.
منذ سنواتٍ وهذا النوع من المؤلّفات، حول القراءة والكتابة والكُتب، يتزايد على أرفف المكتبات، عربياً وغربياً، ضمن ظاهرة تُشير إلى الشغف الذي تُثيره القراءة والكتابة، اللذين باتا أشبه بالحِرف والعلوم التي يمكن تعلُّمها لإجادة ممارستها، بل والتي باتت تُقترح كوسيلة للشفاء من بعض الأمراض النفسية ولمواجهة أسئلةٍ وجودية.
ضمن هذا السياق يأتي صدور النسخة الفرنسية من "هل نحنُ ما نقرأهُ؟" لجورج أورويل، وهو ليس كتاباً بالمعنى التقليديّ للكلمة، بل ترجمة لأربع مقالات ألّفها الكاتب البريطاني (1903 - 1950) حول مسألة القراءة ونشرها في صحف ومجلّات مختلفة؛ وقد نقلها إلى الفرنسية شارل رُكورسيه وصدرت حديثاً لدى منشورات "فايار".
يُفتَتح الكتاب، أو الكُتيّب (56 صفحة)، بمقالة "ذكريات مكتبة"، المنشورة عام 1936، والتي يتناول فيها أورويل، بلغةٍ تهكّمية، تجربته كمساعِد يشتغل بوقتٍ جزئيّ في مكتبة مؤلّفات مستعملة في هامبستاد بلندن. النصُّ الثاني منشورٌ بعد عشرة أعوام، في 1946، ويحمل عنوان "اعترافات ناقدِ كُتُب"، وفيه سردٌ للنحو الذي يعمل من خلاله مؤلِّفُ مراجعات كتب للصحافة، حيث الغرفة الفوضوية المليئة بالأعمال والسجائر، والسهر لوقت متأخّر من الليل بحثاً عن أعمال تستحقّ الكتابة عنها من بين أغلبية الأعمال الصادرة حديثاً، والتي لا يرى أورويل لها أيّة قيمة.
ويتناول صاحب "1984"، في المقالة الثالثة، مسألة "أفضل الكتب السيئة" (وهو عنوان المقالة المنشورة عام 1945)، التي يعود فيها إلى أمثلةٍ، سرديّة في المقال الأوّل، عن أعمال "نجحت" بطريقةٍ ما في خلقٍ جوّ أو عناصر روائية جديدة رغم سخافتها أو سطحية طرحها. بدورها، تقارن المقالة الرابعة، وعنوانها "الكتب ضدّ السجائر" (1946)، ببين التكاليف التي يصرفها أورويل على شراء الكتب، وتلك التي يدفعها لشراء التبغ، كما يشير إلى أن القراءة من أرخص الممارسات الفنية والفكرية، لدوام الكتاب وإمكانية العودة إليه والاغتناء به، والذي قد لا يزيد سعره عن سعر تذكرة لحضور فيلم في السينما ولمرّة واحدة.
تغريد
اكتب تعليقك