هيوم: أن تُلاحِظ، أن تتفلسف
المحرر الثقافي:
الكتاب: "هيوم: أن تُلاحِظ، أن تتفلسف"
المؤلف: فيليب سالتيل
الناشر: "إيليبس"
تاريخ النشر: 10 يناير 2023
اللغة: الفرنسية
عدد الصفحات: 224 صفحة
شهيرةٌ هي العبارة التي قالها الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط (1724 ــ 1804) في حقّ نظيره الاسكتلندي ديفيد هيوم (1711 ــ 1776)، حيث ذكر أن هيوم "أيقظني مِن سُباتي الدوغمائي"، مُشيراً إلى أن أفكار الفيلسوف الاسكتلندي حول الطبيعة البشرية هي التي دفعته إلى تأليف عمله الأبرز: "نقد العقل المحض"، لبناءِ نظام ميتافيزيقي يواجه الشكوك التي جاء بها نظيرُه.
ولن يكون كانط، في تاريخ الفلسفة، الشخص الوحيد الذي أيقظه هيوم أو استفزّته فلسفتُه، حيث سيترك صاحب "مبحث في الفاهمة البشرية" أثراً بعيداً على الفلسفات التي جاءت من بعده، بل إن قسماً واسعاً من الاشتغالات الراهنة في الفلسفة التحليلية وفلسفة الذهن، ضمن العالَم الأنغلوساكسوني، ما يزال مديناً إليه أكثر من أي مفكّرٍ آخَر.
عن منشورات "إيليبس" في باريس، صدر حديثاً، للباحث الفرنسي فيليب سالتيل، كتاب "هيوم: أن تُلاحِظ، أن تتفلسف"، والذي يقدّمه المؤلّف كمدخَل إلى أفكار الفيلسوف وسيرته الشخصية.
ويدخل سالتيل تجربة صاحب "حوار حول الدين الطبيعي" من باب المنهج التجريبي، الذي يُعرَف هيوم اليوم بوصفه مؤسّسه، حيث كان الفيلسوف "شديد الانتباه إلى الوقائع"، وهي وقائعٌ لم يرغب بوصفها وشرحها على أساس قناعةٍ ميتافيزيقية ما، بل من دون أيّ افتراضٍ مسبَق، حتّى أنه شكّك في كثيرٍ من المفاهيم والمعتقدات التي تحكم حياتنا اليومية، لأننا لا نملك أدلّة تثبتها، ومن ذلك مثلاً عدم امتلاكنا على دليل يثبت أن الشمس ستشرق غداً كما أشرقت في كلّ يوم من الأيام التي عشناها، وغيرها الكثير من الأمثلة.
ولا يتوقّف الكتاب عند الجانب التجريبي والإبيستيمولوجي من فلسفة هيوم، بل يتجاوزه ليقدّم صورةً مجملة عن مختلف كتاباته، من نظريته في الطبيعة البشرية والعواطف إلى مقالاته في الأخلاق والدين والتاريخ والفن، مع تركيزٍ على أبرز المفاهيم التي جاء بها، أو التي أعاد تعريفها ضمن فهم ولغةٍ جديدين، مثل مفاهيم الهوية الشخصية، والإيمان، والانطباع، والسببية.
يتألّف الكتاب من قسمين رئيسيين: أوّلٌ يتناول فيه المؤلّف سيرة الفيلسوف وأبرز المواضيع التي ناقشها، والمقولات التي جاء بها، مع وضع لكتبه ولهذه النقاشات في سياقها التاريخي، وقسمٌ ثانٍ يترك للقارئ الاطّلاع بنفسه على فلسفة هيوم، عبر اقتراح مقتطفات من كتبه تناول فيها مختلف المواضيع، من الحُكم الأخلاقي والتذوّق الفنّي والحرّية، إلى العائلة والفضيلة والحب والفضول وحاجة البشر إلى التفلسف.
تغريد
اكتب تعليقك