تاريخ الفكر الإسلامي في القرن السابع عشر: التيارات العِلمية في الدولة العثمانية وبلاد المغرب
المحرر الثقافي:
الكتاب: "تاريخ الفكر الإسلامي في القرن السابع عشر: التيارات العِلمية في الدولة العثمانية وبلاد المغرب"
المؤلف: خالد الرويهب
المترجم: أحمد شكري مُجاهد
الناشر: مركز نهوض للدراسات والبحوث
تاريخ النشر: 21 سبتمبر 2013
عدد الصفحات: 528 صفحة
غالباً ما سادت، في سياق الدراسات العثمانية، نظرةٌ عن الفكر الإسلامي في القرن السابع عشر الميلادي، بوصفه قرنَ التدهور، والذي بدأ بعد وفاة السلطان العثماني سليمان القانوني (1494 - 1566)، أو بوصفه - كما تبنّى ذلك مؤرّخون عرب كُثر، في فترة لاحقة - قرنَ الجمود الذي استمرَّ إلى لحظة الصدمة الحضارية، والتي تمثّلت بدخول الجيش الفرنسي الغازي إلى مصر عام 1798.
"تاريخ الفكر الإسلامي في القرن السابع عشر: التيارات العِلمية في الدولة العثمانية وبلاد المغرب"، عنوان الطبعة العربية الصادرة حديثاً عن "مركز نهوض للدراسات والبحوث"، من كتاب الباحث الأمريكي من أصل لُبناني، خالد الرويهب (1970)، والتي أنجزها أحمد شكري مُجاهد، وفيه يُعيد الكاتب النظر في جملة من الفرضيات التي سادت الاستشراق الكلاسيكي، وعلى رأسها القول بأنّ شمس المعرفة العقلية بدأت بالغروب مع نهاية القرن الخامس الهجري.
إلَّا أنّ الفحص الدقيق الذي يُجريه مؤلِّف هذا الكتاب لواقع العلوم العَقلية، والاتجّاهات الفكرية (في مباحث آداب البحث والمناظرة، وآداب المطالعة، وعِلم الكلام، والتصوّف)، يكشف عن قدرٍ من الثراء والحيوية والاتصال الفكري بين الحواضر العثمانية والمغربية، ويؤكِّد ضرورة إعادة النظر في طبيعة الحياة الفِكرية لذلك العصر، وما طاله من نسيان أو تشويه.
يتألّف الكتاب من ثلاثة أبواب، وتندرج تحت كلٍّ منها ثلاثة فصول؛ "طريق العلماء والمحقّقين من الأكراد والفُرس"، عنوان الفصل الأوّل الذي يتناول العلماءَ الأكراد ودورهم في إحياء العلوم العقلية، حيث يسعى الباحث إلى دحض أسطورة "انتصار التعصُّب"، وإثبات إسهامات العثمانيّين في آداب البحث في القرن السابع عشر، وتفصيل القول حول نظام التعليم العثماني وفضيلة ما سُمّي حينها بـ"المطالعة العميقة".
أمّا الفصل الثاني "إنقاذ العِباد من ربقة التقليد"، فيبحث في ظاهرة المتكلِّمين المناطقة في مصر والحجاز، كما يُفرِد فصلاً للحديث عن الفقيه المغربي الحسن اليوسي (1631 - 1691)، ودفاعِه عن المنطق.
ويختم الكتاب مع الفصل الثالث "الأئمّة الذين قالوا بوحدة الوجود"، حيث يُناقش هذه المسألة المركزية عند المتصوّفة المُسلمين (وحدة الوجود)، والتمظهرات التي بدت عليها في ممارسات الطُّرق الصوفية كالنقشبندية والخلوتية وغيرهما، أو أعلام الفِكر أنفسهم، بداية من ابن عربي وصولاً إلى التفتزاني والكوراني والنابلسي.
يُذكَر أنّ خالد الرويهب هو أستاذ تاريخ الفكر العربي والإسلامي بـ"جامعة هارفارد"، صدر له العديد من المؤلّفات، منها: "قياس النسبة وتاريخ المنطق العربي (900 - 1900)"، و"تطوّر المنطق العربي (1200 - 1800)"، كما اشترك في تحرير كتاب "مرجع أكسفورد في الفلسفة الإسلامية".
تغريد
اكتب تعليقك