الصراع الأوكراني- الروسي في كتاب «روسيا ــ الغرب. حرب الألف عام»

نشر بتاريخ: 2015-08-16

فكر – الرياض:

عاش العالم حالة من الاستقطاب الثنائي الدولي على مدى عشرات العقود حتى سقوط جدار برلين في خريف عام 1989. كانت السمة الأساسية خلال تلك العقود هي وجود حالة من الخصومة الصريحة والمعلنة بين معسكري الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والشرق بزعامة الاتحاد السوفييتي السابق.

لكن نزعة الكره ومشاعر الضغينة المتبادلة بين روسيا والغرب سابقة كثيرًا على قيام الاتحاد السوفييتي ومنظومته السياسية ذات الطابع الاشتراكي. هذا بالتحديد ما يشرحه الصحفي والسياسي السويسري «غي ميتان» في كتابه الأخير الذي يحمل عنوان «روسيا ــ الغرب. حرب الألف عام» . وهو يحاول فيه شرح «نزعة الكره حيال روسيا منذ شارلمان حتى الأزمة الأوكرانية»، كما جاء في العنوان الفرعي.

تتوزّع مواد هذا الكتاب بين ثلاثة أقسام رئيسية. يحمل الأول منها عنوان: «قوّة رأي مسبق» وتحمل فصوله الثلاثة عناوين «نزعة كره روسيا» و«ردّ الفعل على كره روسيا» ثمّ «أوكرانيا 2014». وعنوان القسم الثاني «شجرة نسب صغيرة لنزعة كره روسيا» ويدرس المؤلف فيه «الحرب العقائدية المستمرّة منذ عهد شارلمان» و«نزعة الكره الفرنسية» ثم «البريطانية» فـ«الألمانية» وأخيرًا «الأمريكية» لروسيا، حسب عناوين الفصول. والقسم الثالث والأخير يخص «نزعة كره روسيا. طريقة الاستخدام» ويعالج المؤلف فيه كيفية صنع صورة «روسيا الشريرة» و«أسطورة الدب الأبيض».

ويشرح المؤلف أن مشاعر «العداء» الغربي حيال روسيا لم تتراجع بعد عام 1991 وتفكك الإمبراطورية السوفييتية السابقة. ذلك على الرغم من أن روسيا لم تعد تشكّل مصدر تهديد للغرب عامّة ولأوروبا خاصّة، ولم تعد صواريخها موجهة إلى برلين.

من الملاحظ أن مؤلف هذا الكتاب يجد العديد من مرجعياته في التدليل على «نزعة كره روسيا» من قبل الغرب لدى مفكرين وأدباء روس كانوا في عداد «الأصدقاء المعروفين لهذا الغرب».

فلماذا هذا الكره المتأصّل؟ ولماذا تبدو روسيا «بلادًا مستحيلة» بنظر الغربيين؟ ما يؤكّده المؤلف هو أنه «منذ خمسة قرون من الزمن طرح الرحّالة والدبلوماسيون والمعلّقون والجواسيس على أنفسهم مثل هذه الأسئلة. لكنهم لم يجدوا أبدًا الإجابات الصحيحة».


عدد القراء: 3016

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-