10 روايات الأكثر قراءة لعام 2015
فكر – الرياض:
وفقاً لإحصائيات المكتبات ومواقع نقاط بيع الكتب سواء من الناحية الورقية أو الالكترونية، نستعرض معكم أهم الروايات التي حظيت بإقبال كبير من القراء، والتي كان لها تأثير على القارئ العربي.
معظم القراء يجدون في بعض الروايات انعكاسًا للحالة التي يعيشونها سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية.
1 - رواية «أبو شلاخ البرمائي» – غازي القصيبي
هي رواية لغازي القصيبي، أصدرتها المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2002. تمزج الرواية بين الخيال والواقع مع مزيج من السخرية السوداء. يدور محورها حول شخص عربي صميم يتلو الأكاذيب، وفيها إسقاطات على الواقع العربي. الرواية شبيهة بسابقتها العصفورية من حيث الأسلوب الحواري واختراق الازمنة والامكنة الذي ظهر جليا في كلا الروايتين.
الرواية عبارة عن حوار طويل بين شخصية أبو شلاخ والصحفي توفيق، الذي يحاور أبو شلاخ طوال الرواية ويسأله عن جوانب حياته كلها. ولعل من الاسم يتبين لنا أن شخصية أبو شلاخ شخص كثير الكذب و"التشليخ". حيث يقول بطل الرواية:
«يقول أبو شلاخ: "الشلخة تعني المبالغة العظيمة وأبو شلاخ هو صاحب الشلخات الدائمة المتكررة"».
2- رواية «ثلاثية غرناطة» – رضوى عاشور
تعد رواية "ثلاثية غرناطة" للكاتبة الراحلة رضوى عاشور، الرواية العربية الأشهر حول الأندلس، التي تناولت قصة ما بعد سقوط الأندلس حتى رحيل الموريسكين أو الأندلسيين المُنّصرين عنوة منها، وتتألف هذه الرواية من ثلاثة أجزاء، غرناطة ومريمة وخاتمتها الرحيل، ويأتي هذا التسلسل خلال الفترة الزمنية منذ عام 1491 حتى عام 1609. أي منذ تسليم غرناطة بمعاهدة بين آخر ملوكها محمد الصغير والممالك المتحالفة ”قشتالة وأراجون”.
تدور أحداث الرواية في مملكة غرناطة بعد سقوط جميع الممالك الإسلامية في الأندلس، وتبدأ أحداث الثلاثية في عام 1491، وهو العام الذي سقطت فيه غرناطة بإعلان المعاهدة التي تنازل بمقتضاها أبو عبد الله محمد الصغير آخر ملوك غرناطة عن ملكه لملكي قشتالة وأراجون، وتنتهي بمخالفة آخر أبطالها الأحياء علي لقرار ترحيل المسلمين حينما يكتشف أن الموت في الرحيل عن الأندلس وليس في البقاء.
وقد صدرت عدة طبعات للثلاثية كانت الطبعة الأولى عن دار الهلال في جزئين عامي 1994 و1995 والطبعة الثانية عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 1998 والطبعة الثالثة عن دار الشروق عام 2001 والطبعة الرابعة (طبعة خاصة بمكتبة الأسرة) عن دار الشروق عام 2004 والطبعة الخامسة عن دار الشروق عام 2005.
وفي عام 2003 قام ويليام جرانارا أستاذ اللغة العربية بجامعة هارفارد بترجمة رواية غرناطة إلى اللغة الإنجليزية وقامت بنشرها دار نشر جامعة سيراكوز بنيويورك.
3- رواية «شرفة الهاوية» – إبراهيم نصر الله
رواية واقعية تدور أحداثها في زمن ما قبل الثورات العربية للكاتب المبدع إبراهيم نصر الله.
تتناول الرواية الفترة الممتدة من نهاية الثمانينيات التي شهدت ما أطلق عليه عربياً «التحولات الديموقراطية» حتى اندلاع الثورات العربية، متأملة روح السنوات العشرين الماضية. إنها رواية عن طبقات النفس الإنسانية مثلما هي عن طبقات بناء السلطة العربية، وقدرتها الفائقة على تغيير ظاهرها، من دون أن يتغير في مضمونها شيء يذكر.
«شرفة الهاوية» رواية مفعمة بالحوارات العميقة، وبالمفارقات التي تذهب بعيداً في تفاصيل البنية الاجتماعية السياسية الاقتصادية السائدة، معرِّية القشرة الخارجية البراقة لشخصيات هشّة، على رغم ما تدعيه من سطوة، وشريحة اجتماعية تعيش على النهب والسرقة والفساد. وهي رواية المساحة المفتوحة لنماذج تتساقط للأعلى! ورواية المقايضة التي تستعيد «فاوست» وصفقته مع الشيطان بطريقة أكثر بؤساً، في زمن تمّ تسليع كل شيء، وتحويل، حتى الذكريات الجميلة، إلى سلعة تباع لإرواء ظمأ الكوابيس، وزمن تنتهك فيه الأوطان كما ينتهك البشر.
ويقدم إبراهيم نصرالله رواية متعددة الأصوات، مركبة فنياً بطريقة تدعو القارئ إلى المساهمة في إعادة بناء النص، ربما، كجزء من محاولة للمضيّ أبعد، في إعادة بناء الحياة!
وصدرت عن الدار العربية للعلوم طبعات جديدة من خمس روايات لنصرالله: قناديل ملك الجليل (طبعة ثالثة)، زمن الخيول البيضاء (تاسعة)، شرفة العار (ثالثة)، زيتون الشوارع (خامسة)، أعراس آمنة (خامسة).
تتحدث الرواية عن أصحاب السلطة والنفوذ ومن يعايشهم، وتقدم نقدًا سياسيًّا حادًا بقضايا كثيرة مثل ممارسة الحكم في الدول العربية وغيرها من القضايا السياسية.
تنتمي الرواية إلى مشروع روائي يحظى بمتابعة نقدية متواصلة تحت اسم "الشرفات"، صدرت عن الدار العربية للعلوم ببيروت، تم ترشيحها لجائزة البوكر 2014.
4- رواية «شوق الدرويش» - حمور زيادة
رواية "شوق الدرويش" للكاتب السوداني المقيم بالقاهرة حمور زيادة، والتي يعتبرها الأدباء علامة بارزة في تاريخ الأدب السوداني، وقد فازت بجائزة نجيب محفوظ للرواية، وتم اختيارها في القائمة القصيرة لجائزة البوكر.
يعيد فيها الكاتب السوداني "حمور زيادة" بناء حقبة من الماضي على نحو تخييلي، حيث عمد إلى قراءة تاريخ "الدولة المهدية في السودان" من جديد بشكل متمرد على عدد من الروايات التاريخية.
يقدم الروائي زيادة نصًّا مفتوحًا في المبتدأ على كل الاحتمالات.. "السجناء الباقون من حوله يهنئون بعضهم بعضًا، أحدهم يضرب على كتفه ويصرخ: أخيرًا.. الحرية يا بخيت"، "خرج إلى الشارع متعثرًا.. النار والدخان في كل مكان".
5- رواية «عزازيل» – يوسف زيدان
رواية عزازيل ليوسف زيدان، تجمع بين الأسلوب الأدبي التقني الذكي، وبين الروح الإبداعية والشفافة لدى الكاتب، بدءًا من "احتياله" على القارئ بادعائه أن الرواية هي ترجمة لرواية حقيقية كتبها راهب في القرن الرابع الميلادي باللغة السريانية، ثم أخفاها في صندوق خشبي وتم الكشف عن الصندوق مؤخرًا، مرورًا بجمالية تجسيده لأفكار القصة وأحداثها، وانتهاء بالروح الثورية الناقدة التي تحلى بها الراوي ووضع علامات السؤال الكثيرة على تاريخ حفظناه دون أن نتأكد من حقيقته
تحكي الرواية قصة راهب مصري يدعى هيبا، ذهب إلى الإسكندرية قاصدًا دراسة مهنة الطب، وكان في حيرة من أمره هل يدرس حقا الطب أم يكرس حياته للرهبنة والتعبد والتقدم في الرتب الدينية؟ أثناء وجوده في مدينة الإسكندرية عايَش الراهب حياة فريقين خصمين في المدينة: أتباع الكنيسة المرقسية وأتباع الفكر المتنوّر ممن يسمون "الوثنيون"، حيث كانت الأجواء مشحونة بينهما. كانت العالمة والفيسلوفة الشهيرة هيباتيا واحدة الـ "وثنيين"، وكان الراهب هيبا عاشقًا لفكرها ومكانتها المرموقة. غير أن حادثة قتلها على أيدي أتباع الكنيسة أمام عيني هيبا، وتحت شعار نشر الديانة المسيحية وتنقيتها من الوثنيين، كان لها الأثر الكبير في تغيير وجهة نظر هيبا في الحياة الكنسية والعقلية الدينية
تسرد الرواية بشكل قصصي جذاب تفاصيل الاختلاف العقائدي الذي ظهر بعد منتصف القرن الرابع الميلادي بين أنصار الكنيسة المرقسية في الإسكندرية و"النساطرة" من أتباع رجل الدين "نسطور"، وهو اختلاف عقائدي معروف في تاريخ الديانة المسيحية حول طبيعة السيد المسيح أو الأقنوم. إذ يدعي الطرف الأول بأن الله تجسد في المسيح وأنه مولود من امرأة وأن مريم العذراء هي أم الله، بينما الطرف الثاني لا يقبل هذه الرؤية، بل يجد أن الله أكبر من أن يتجسد في إنسان، لا يمكن لله أن يتصرف كباقي البشر، لذا فإن المسيح هو رسول من عند الله والله يبقى مكانه في السماء لا يمكن أن يتجسد في أحد.
لم يلفت النظر في هذا السرد الجميل للأحداث التاريخية المعروفة التي وردت على لسان وتجربة هيبا، بقدر ما يلفت النظر جو المونولوجيا (الحوار الداخلي) الذي ساد أجواء الرواية، كحديث الراوي مع "عزازيل".
6- رواية « 366 » – أمير تاج السر
رغم أن أمير تاج السر يبادر إلى الإشارة في بداية روايته "366" إلى أنها بنيت على وقائعَ حقيقية، استلهمها من رسائل وجدها في حوزته تحت عنوان "رسائل المرحوم إلى أسماء"، فإن السؤال الذي يظلّ ينبش في ذهن القارئ وهو يتوغل في رسائلها العشرين: هل هي حقيقية؟
ولا يغادر صاحب "اشتهاء" في هذه الرواية – التي رشحت ضمن القائمة الطويلة للبوكر- "بقعة إيهام القارئ" التي كتب انطلاقًا منها رواياته السابقة، لكنه يدلف إلى مناخات جديدة، ولغة مختلفة، أملتها بنية الرواية القائمة على "فن الرسائل".
يتكئ تاج السر على تراث أدبي وثقافي عربي ثري في فلسفة العشق ليقدم في عمله السردي عوالم مشوقة وساحرة عن "الكيميائي" العاشق الذي لم يجد التركيبة المناسبة لتفادي حب خائب.
لا تسمي الرواية المدينة التي احتضنت أحداثها المختلفة، إلا أنها تعج بأسماء الشوارع والنوادي والأشخاص والعطور والأغاني والسيارات والبيوت المعروفة خلال فترة نهاية السبعينيات من القرن العشرين.
حكاية "366" هي رسالة يكتبها بطل الرواية إلى معشوقته أسماء التي أغرم بها من النظرة الأولى، ذات زفاف لأحد أقاربه. يكتب البطل لمحبوبته التي لم تره، كيف أخذ حبها بمجامع نفسه، حتى أصبح يبحث عنها في ألبوم صور عرس قريبه، وفي الشارع، والحي، وفي علاقته بالنساء والأسماء. يسرد البطل لحظات البحث عن أسماء، وكيف يسعى للوصول إليها، عبر قصص العشق في التاريخ وفي نماذج مجتمعه، وفي كتاب الأبراج، وباعتماد حاسة التخمين التي يتمتع بها، والتي وفرت له صورًا افتراضية عن معشوقته، ومكان إقامتها. انطلاقًا من رسالته إلى أسماء، يكتب البطل حياته وعلاقاته بشخصيات حيه وجيرانه، وزملاء عمله، وأيضًا تورطه في بعض القضايا السياسية، وأخيرًا استقالته من عمله كمدرس للكيمياء من أجل التفرغ للبحث عن أسماء. عندما يتعثر الوصول إلى المحبوبة، يعلن البطل موته الرمزي، كخطوة لموت واقعي، سيقدم عليه عندما يقرر الانتحار، موقّعًا رسالته إلى أسماء بـ"المرحوم".
7- رواية « 1984 » لجورج أورويل
رواية حاولت رسم صورة للمجتمع الشمولي الذي يخضع لديكتاتورية فئة، تحكم باسم "الأخ الكبير" الذي يمثل الحزب الحاكم، ويبني سلطته على القمع والتعذيب وتزوير الوقائع والتاريخ، باسم الدفاع عن الوطن والبروليتاريا.
أورويل تنبأ في روايته التي نشرها عام 1949 بمصير العالم بعد أربعة عقود، وقال إنه سيُحكم من قبل قوى كبيرة تتقاسم مساحته وسكانه، ولا تحقق لهم طموحاتهم وأحلامهم، بل تحولهم إلى مجرد أرقام في جمهوريات الأخ الأكبر الذي يراقب كل شيء ويعرف كل شيء حيث يمثل الحكم الشمولي.
وقد لاقت هذه الرواية رواجًا كبيرًا في مصر بعد إلقاء أجهزة الأمن القبض على طالب بجامعة القاهرة بتهمة حيازة الرواية التي تتحدث عن المجتمع الشمولي والديكتاتوري.
8- رواية «عناق عند جسر البروكلين» – عز الدين شكر فشير
يناقش الروائي "عز الدين شكر فشير" في روايته جدلية العلاقة بين "الشرق" و"الغرب" التي لا تنتهى بل تتطور وتأخذ أبعادًا وزوايا جديدة كلما مر الوقت، فمن خلال التناقض في تكوين انطباع عن العلاقة بين الشرق والغرب بين "الناقم" و"المفتون"، وبين "الباحث عن جذوره" و"الباحث عن حريته" والناقد لكليهما، يخرج من رحم هذه العلاقة الكثير من الأعمال المُميزة.
تعبر الرواية عن وجهة نظر نقدية فلسفية لتلك الفلسفة المحركة لهذه الحياة أو الرابضة وراءها وهى "الرأسمالية"، بالإضافة إلى تلك الفلسفة المقابلة لها التي تحمل كرهًا بغيضًا لذلك العالم الغربي فتتمنى له الزوال من اليابسة.
9- رواية «الدرب الضيق المؤدي إلى الشمال العميق» (The Narrow Road to the Deep North) - ريتشارد فلاناغان
هي رواية للروائي الأسترالي ريتشارد فلاناغان، واحتلت المركز الأول بين الروايات الصادرة في عام 2014، وهي الرواية الفائزة بجائزة بوكر أيضًا وقد كتب فلاناغان روايته تللك، كنوع من التقدير والامتنان لزوج أمه الذي كان عاملًا في مد خطوط سكك الحديد.
10- رواية «لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة» - خالد خليفة
يحكي خالد خليفة في روايته "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة" تاريخ مدينة حلب الحديث، الذي يشكل انقلاب البعث سنة 1963 المنطلق نحو الماضي والمستقبل فيه، وكيف أسهم ذاك الانقلاب في تشويه معالم المدينة ونسف بناها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وخلف شروخًا عميقة بين الناس الذين انقسموا بين مؤيد خائف من إرهاب السلطة الجديدة، وآخر معارض أُودِي به بالتقادم وتمّت تصفيته وضرب مجاله الحيويّ أيضاً، في مسعى لنسف أيّ نشاط أو إحياء لاحق محتمَل.
وتحكي هذه الرواية حالة التفكك التي يعيشها المجتمع السوري بصفة خاصة خلال ربع قرن من الزمان، حتى سقوط هذا الحكم المستبد، من خلال تتبع وقائع حياة إحدى الأسر السورية التي تعيش هذا التفكك. بداية، عندما هجر الزوج هذه الأسرة، ثم بدأت حالة اللا مبالاة من قبل الأم، وهذا الأخ الشاذ، كما تم إقحام مسحة سياسية تثير رغبة القارئ في أن يتعرف على عذابات المجتمع السوري في ظل هذا الحكم الديكتاتوري الذي قد تمكن من البطش.
هذه الرواية تحاول الحفر العميق في آليات الخوف والتفكك خلال نصف قرن، من خلال محاكاة لأوضاع مجتمع عاش بشكل متوازٍ مع البطش والرغبات المقتولة، عبر سيرة عائلة اكتشفت أن كل أحلامها ماتت وتحولت إلى ركام، كما تحولت جثة الأم إلى خردة يجب التخلص منها ليستمر الآخرون في العيش.
تغريد
التعليقات 1
قرأت روايتين من هذه المجموعة المميزة وهما " ثلاثية غرناطة" و" عزازيل" من أجمل الروايات حقا ...
اكتب تعليقك