الحواسيب اللوحية تسبب ضعف عادات القراءة عند الأطفال
فكر – الرياض:
منذ أربع سنوات، كانت نسبة الأطفال الذين يستخدمون الحواسب اللوحية في المملكة المتحدة والذين تتراوح أعمارهم بين خمسة أعوام و15 عاما هي 7% فقط، أما العام الماضي فارتفعت تلك النسبة لتصل إلى 71% يمتلك ثلثهم حواسبهم اللوحية الخاصة، وفقًا لأرقام كشف عنها مكتب الاتصالات في المملكة المتحدة.
ويعتبر استخدام الأطفال الحواسب اللوحية أمرًا جدليًا منذ بضعة أعوام نظرًا لما تسببه ألعابها وتطبيقاتها من تشتيت لذهن الطفل، وإلهاء له عن نشاطات تقليدية على غرار ممارسة الرياضة والقراءة.
وفي الحقيقة، فقد تغيرت عادات القراءة عند الأطفال بشكلٍ ملحوظ خلال السنوات الخمس الأخيرة، وتحديدًا بعد إطلاق آيباد، الحاسب اللوحي من شركة آبل في عام 2010، وما تلاه من حواسب لوحية ساهمت بتغيير الكثير من العادات عند الأطفال.
ويخشى مراقبون أن يؤدي انتشار الحواسب اللوحية إلى انقراض أو تراجع القراءة التقليدية بشكل شديد، بل وأن ينعكس هذا الأمر على بعض القدرات الذهنية عند الأطفال، وتحديدًا القدرة على التركيز التي تجلبها قراءة الكتب للأطفال، في حين لا تساعد التقنيات الرقمية الأطفال على اعتياد التركيز لفترات طويلة.
وقد أكدت العديد من الدراسات أن قراءة المحتوى بشكله الرقمي لا توفر للقارئ نفس الدرجة من التركيز والقدرة على استعادة المعلومات، مع الإشارة إلى أن تلك الدراسات قد تركزت بشكل أساسي على القراءة عبر شاشات الحواسب التقليدية وليس الشاشات اللمسية الخاصة بالحواسب اللوحية، كما أنها لم تشمل الأطفال، بل البالغين الذين اعتادوا قراءة الكتب التقليدية في طفولتهم.
ومنذ الأيام الأولى التي تلت ظهور الآيباد، بدأ مطورو التطبيقات بابتكار تطبيقات لجذب الأطفال نحو استخدام الحواسب اللوحية في مجال القراءة، وقد حظيت بعض هذه التطبيقات بانتشار جيد، على الرغم من الشكوك المتعلقة بها، وبما إذا كانت قادرة على تطوير مهارات القراءة لدى الأطفال، أم لا؟.
وعلى عكس الكتب التقليدية التي تزيد من تواصل الأطفال مع آبائهم من خلال ما توفره من فرص للقراءة المشتركة بين الطرفين، لا تسمح الحواسب اللوحية بالقراءة التشاركية بين الآباء والأبناء، وفقاً لما أشار إليه آسي شارابي، مؤسس شركة لوست ماي نيم البريطانية الناشئة المتخصصة في مجال نشر كتب الأطفال.
وقد تحولت الحواسب اللوحية هذه الأيام إلى جليس للأطفال، حيث يستخدمها الآباء لإلهاء أطفالهم لفترات محدودة من الزمن، دون الاكتراث في أكثر الأحيان بطبيعة النشاط الذي يمارسه الأطفال في فترات استخدام الحواسب اللوحية، ونظرًا لمحدودية تلك الفترات، فكثيرًا ما يستغلها الأطفال بتشغيل تطبيقات التسلية عوضاً عن استثمارها في القراءة.
ويبقى تحديد أثر انتشار التقنيات الحديثة والحواسب اللوحية على القراءة عند الأطفال أمرًا جدليًا يصعب التنبؤ به، ففي حين يرى البعض أن تأثيراتها محدودة، يرى آخرون أن انتشارها ساهم بتراجع القراءة عند الكبار في البداية، والذين وجدوا فيها وسائل متنوعة للترفيه، الأمر الذي انعكس بدوره على الأطفال.
تغريد
اكتب تعليقك