كريستيان أولرشيسن و«الحرب العالمية الأولى في الشرق الأوسط»

نشر بتاريخ: 2015-10-10

فكر – المحرر الثقافي:

شاعت تسمية الحرب العالمية الأولى 1914 ــ 1918 بـ«الحرب الكبرى». وإذا كانت رفوف المكتبات قد شهدت سلسلة طويلة من الكتب التي أرّخت وبحثت وحللت أسباب تلك الحرب ومسار تطوّرها ونتائجها على القارّة الأوروبية، على اعتبار أنها هي التي عرفت شرارتها الأولى وكانت الميدان الرئيسي لمعاركها، فإن هناك عددا قليلا جداً من الكتب التي جعلت من تلك «الحرب الكبرى» في مناطق العالم غير الأوروبية موضوعاً لها. بل تردد القول كثيراً أن المعارك التي شهدتها أوروبا «حجبت مسارح عسكرية أخرى لذلك النزاع الكوني».

من هنا يسد كتاب «الحرب العالمية الأولى في الشرق الأوسط» ثغرة حقيقية بسبب الغياب شبه الكامل للأعمال التي كرّسها أصحابها في الغرب لتلك الحرب في منطقة حساسة مثل الشرق الأوسط. وهو يسد ثغرة حقيقية بالتحديد فيما يتعلّق بتوصيف المعارك الكبرى التي عرفتها المنطقة المعنيّة مثل حوض دجلة وغزّة وغيرهما، حيث كانت الخطط العسكرية في غاية التعقيد بسبب النقص الكبير لطرق المواصلات بشتّى أنواعها.

لكن ما يمكن تأكيده هو أن هذا الكتاب، الذي يتوافق صدوره مع الذكرى المئوية الأولى لاندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914، هو أنه العمل «ربما الأكثر شمولاً» في اللغة الإنجليزية لتوصيف المعارك الطاحنة التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط خلال تلك «الحرب الكبرى».

يقدّم المؤلف كريستيان أولرشيسن سير المعارك التي كانت بلدان الشرق الأوسط بالمعنى الواسع للكلمة مسرحاً لها خلال الحرب العالمية الأولى. ويشير إلى أن الحملات المتتالية التي قامت بها القوات المتحالفة ضد الإمبراطورية العثمانية كهدف له الأولوية أدّت إلى قدر هائل من الدمار والخراب، وحيث لم يكن أقل النتائج المأساوية للحرب الكبرى وقوع حوالي مليون ونصف المليون من الضحايا.

والتأكيد أن الأبعاد العسكرية لتلك الحرب لم تكن سوى وجه واحد للمواجهة بين الإمبراطوريات الكبرى في العالم آنذاك. إذ هناك أبعاد أخرى لها علاقة بجمع المعلومات وبالمشاريع الصناعية وبصعود أنماط جديدة من الحكم.


عدد القراء: 3278

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-