شارع الفراهيدي بالبصرة يحيي ساحة الفكر والثقافة المهملة

نشر بتاريخ: 2015-10-16

فكر – البصرة:

بعد سنوات من الحرب والاضطراب السياسي بدأت الحياة الثقافية تعود تدريجيًا إلى مدينة البصرة ثاني أكبر المدن العراقية، فعشاق الكتب يتوافدون على شارع الفراهيدي بالمدينة مساء كل جمعة لتصفح الكتب المعروضة وانتقاء ما يشترونه منها.

ويعادل شارع الفراهيدي الذي افتتح في أيار/مايو في البصرة شارع المتنبي العامر بالمكتبات والكتب في بغداد.

ووصف زائر دائم للشارع يدعى مناف عبد الرضا افتتاح هذا الشارع بأنه بمثابة تغير جذري في الحياة الثقافية بالمدينة.

وقال: "الحراك الثقافي بالبصرة كان راكدًا لكن اليوم بدأ يتحرك بوجود شارع الفراهيدي، طبعًا هناك تنوع بالمواضيع الثقافية بهذا الشارع منها الكتب ومنها الرسوم ومنها الشعر الشعبي والشعر الفصيح وهو ملتقى لجميع الفئات المثقفة."

ويعرض أصحاب المكتبات والناشرون كتبهم في أكشاك وعلى منصات في الشارع على أمل تحقيق مبيعات جيدة.

ومع ذلك أعرب بعض بائعي الكتب في الشارع مثل فارس كامل عن إحباطه لكون عدد زوار شارع الفراهيدي لا يمثلون سوى نسبة قليلة جدا بالمقارنة بزوار شارع المتنبي في بغداد.

وقال كامل عن فكرة فتح الشارع إنها "مُشجعة ونحن متفائلين بس بدأت تتراجع بالإقبال من جانب الناس، وقال باحث يدعى لؤي حمزة عباس، إن شارع الفراهيدي أعاد فتح ساحة كانت مهملة للفكر والثقافة.

أضاف عباس "مسير هذه المدينة خلال أكثر من العقد مضى والحقيقة لم تحرز فيه الثقافة موقعًا على خارطة الحياة، لذلك يكون وجود شارع مثل الفراهيدي حدثًا في الحياة بالدرجة الاولى، واهتمام هذا الشارع بالثقافة يدفعنا لنقطة أساس في حياة مدينة البصرة، المدينة التي شكلت رافدًا أساسيًا من روافد الثقافة العراقية."

وعلى مرّ الزمان كانت البصرة التي بناها العباسيون في القرن السابع مركزًا للتجارة والسياحة في العراق، وأصبحت مركزًا فكريًا حيث اشتهرت بعمارتها ومساجدها ومكتباتها وظهور مفكرين إسلاميين بارزين وفلاسفة من أهلها قبل أن تصبح منطقة سياحية في سبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن العشرين.


عدد القراء: 3055

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-