رواية «الكافرة» ذاكرة عنف الإرهاب
فكر – سحر العلي:
رواية: "الكافرة"
الكاتب: علي بدر
الناشر: دار المتوسط
تروي "الكافرة" قصة سيدة عراقية تُدعى فاطمة، تعيش في قرية ملحقة بمدينة صغيرة نائية على حافة الصحراء، يسيطر عليها المتشددون الإسلاميون، ويفرضون عليها قوانينهم.
وتتحول عائلة فاطمة إلى جانب المسلحين فتعمل مع أمها على خدمتهم، بعد أن يموت والدها بعملية انتحارية، وتتزوج فاطمة من شاب عاطل عن العمل فاشل في حياته ينتهي إلى الاعتقاد بأنه لا يمكنه الحصول على أية قيمة رمزية في المجتمع إلا من خلال عملية انتحارية، يتحول فيها من فاشل إلى بطل، وبعد مقتله تسقط من جديد في يد المتشددين الذين زوجوها بمقاتل منهم فتحينت الفرصة للانعتاق وهربت إلى بروكسل عن طريق أحد المهربين كما تهرب الممنوعات.
في المنفى ترمي فاطمة النقاب وتتحول إلى صوفي التي أصبحت أن تعيد حياتها من جديد، غير أن ثقل ذاكرتها الحية بتاريخها المكلوم تدفعها إلى الانتقام من الذكور، فتقلب معادلة حلم زوجها الذي قدم حياته قربانًا لسبعين حورية تنتظره، فتعمل على إسقاط سبعين رجلاً في حبائلها، إلى أن تسقط في حب أدريان، وتتوالى الأحداث.
وعبر شخصية صوفي التي تروي لأدريان ذكرياتها، يكتب لنا علي بدر أول مقاربة روائية لامرأة ما بعد السبي أو ما بعد النجاة. ومن وحي امرأة سلفادور دالي في لوحته الشهيرة، يكشف لنا علي بدر كل مرة تاريخًا أكثر فظاعة للمرأة المستباحة في الشرق الأوسط، ليلمح أن المأساة الحقيقية لمن عذبوا ونكل بهم في الحروب أو تعرضوا إلى الاغتصاب والعنف تبدأ بعد نجاتهم، حتى لو كان بحصولهم على حق اللجوء في أعتى أراضي الحرية والديمقراطية الغربية.
علي بدر، من مواليد بغداد، أنهى دراسته للأدب الفرنسي بجامعة بغداد، ثم أكمل دراسة الفلسفة في جامعة بروكسل في بلجيكا، صدرت له عدة أعمال، أبرزها روايات: "بابا سارتر"، الحائزة علي جائزة الدولة للآداب في بغداد، وأبو القاسم الشابي، و"شتاء العائلة"، و"الطريق إلى تل المطران"، و"الوليمة العارية"، و"مصابيح أورشاليم"، وله عدة دراسات ومسرحيات.
تغريد
اكتب تعليقك