فرجينيا وولف: علينا أن نخترع لغة جديدة

نشر بتاريخ: 2016-03-29

فكر – المحرر الثقافي:

"كلمات، كلمات إنكليزية مليئة بالصدى والذكريات والعلاقات ـ بطبيعة الحال، تتراقص على شفاه الناس في بيوتهم، في الشوارع، في الحقول منذ قرون". هكذا بدأت فرجينيا وولف حديثها الذي بثته إذاعة بي بي سي مسجلاً أول مرة في 29 نيسان/أبريل 1937 في إطار سلسلة بعنوان "الكلمات تخذلني". ولم يبق من التسجيل الأصلي إلا ثماني دقائق ويُعتقد إنه التسجيل الوحيد الباقي لصوت الكاتبة البريطانية التي انتحرت عام 1941.

وبمناسبة مرور 75 عامًا على انتحار وولف قرر القسم الثقافي في بي بي سي ترجمة حديثها الإذاعي إلى رسوم متحركة استوحت فيها الفنانة فيبي هولستيد أعمالاً في النقش على الخشب انتجتها فانيسا بيل شقيقة فرجينيا وولف. وكان الحديث الإذاعي المسجل تحول أيضًا إلى مقالة أدبية ضمن مجموعة صدرت بعنوان "موت الفراشة ومقالات أخرى". واختصرت بي بي سي التسجيل إلى دقيقتين من الرسوم المتحركة. ونشرت النص الكامل للتسجيل قائلة إنه يتيح الاطلاع على نظرة وولف إلى الكتابة وفرصة نادرة للاستماع إلى صوتها.

واعتبرت وولف في حديثها "إن الكلمات هي ملك بعضها البعض... ولكي نستخدم كلمات جديدة بصورة صحيحة علينا أن نخترع لغة جديدة ، وهذه ليست مهمتنا رغم إننا سنواجهها. مهمتنا أن نرى ما يمكن أن نفعله باللغة الإنكليزية كما هي. كيف نربط الكلمات القديمة في منظومات جديدة لكي تبقى، لكي تصنع جمالاً، ولكي تقول الحقيقة. هذا هو السؤال". واعتبرت وولف "إن الكلمات، مثلنا، لكي تعيش براحتها تحتاج إلى خصوصية". 

وختمت وولف حديثها الإذاعي بالقول "إن الكلمات تريد منا أن نفكر وأن نحس قبل أن نستخدمها لكنها تريد منا ان نتوقف أيضًا، أن نصبح لاواعين. فان لاوعينا هو خصوصيتها، وظلامنا نورها..." 


عدد القراء: 2764

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-