وفاة الشاعر التونسي محمد الصغير أولاد أحمد

نشر بتاريخ: 2016-04-06

فكر – الرياض:

توفي اليوم الشاعر التونسي البارز محمد الصغير أولاد أحمد (61 عامًا)، وفقدت البلاد بذلك الرحيل واحدًا من أبرز أصوات الحرية والابداع الشعري.

وفارق محمد الصغير أولاد أحمد الحياة بعد صراع مع المرض استمر عدة سنوات. وعرف عن الراحل معارضته لنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي وللإسلاميين الذين حكموا تونس بعد الثورة.

وفي برقية تعزية لعائلة الشاعر الراحل، نعى الرئيس التونسي باجي قايد السبسي "فقيد الوطن والشّعر والثّقافة المرحوم الصغيّر أولاد أحمد الذي عانق مشاغل شعبه والتصق بهمومه وناضل دون هوادة في سبيل حرّيته وكرامته، وامتزج شعره بحبّ البلاد كما لم يحبّ البلاد أحد".

كما نعت رئاسة الحكومة التونسية في بيان لها "فقيد الثقافة التونسية الشاعر الفذ الصغيّر أولاد أحمد، شاعر الثورة ومثقف الطليعة لعقود، والذي خسرت تونس برحيله فارسًا من فرسان الثقافة والإبداع".

ولد أولاد أحمد عام 1955 في سيدي بوزيد، المدينة التي انطلقت منها الشرارة الأولى للثورة التونسية، وعاش في بيئة فقيرة وقاسية في مرحلة بداية بناء الدولة التونسية، وبدأ تجربة الكتابة الشعرية وهو في سن الخامسة والعشرين أواخر السبعينيات بعدما أنهى جميع مراحل تعليمه في تونس.

حرية وكرامة

ودافع الشاعر منذ زمن طويل عن الحرية والكرامة الإنسانية ضد القمع والاستبداد، وسجن في منتصف الثمانينيات، وحُجب العديد من قصائده في عهد بن علي. تولى الصغير إدارة بيت الشعر عام 1993، ورفض تكريمًا من بن علي.

نشر عدة كتب شعرية منها "نشيد الأيام الستة" (1984)، و"ليس لي مشكلة" (1998)، و"حالات الطريق" (2013)، وله كتابان في النثر هما "تفاصيل" (1991) و"القيادة الشعرية للثورة التونسية" (2013).

وفي نهاية العام الماضي، كرمت وزارة الثقافة الشاعر في حفل كبير ضم كثيرا من الساسة والمثقفين اعترافًا بما قدمه من إنتاجات قيمة.

وأثناء اشتداد المرض به، كتب الشاعر الصغير أولاد أحمد من داخل المستشفى العسكري الذي كان يتلقى العلاج فيه قصيدة مؤثرة سماها الوداع يقول فيها:

"أودع السابق واللاحق

أودع السافل والشاهق

أودع الأسباب والنتائج

أودع الطرق والمناهج

أودع الأيائل واليرقات

أودع الأجنة والأفراد والجامعات

أودع البلدان والأوطان

أودع الأديان

أودع أقلامي وساعاتي

أودع كتبي وكراساتي

أودع المنديل الذي يودع المناديل التي تودع

الدموع التي تودعني أودع الدموع".

المصدر : وكالات


عدد القراء: 2679

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-